ثلثاء المعتوق
منتخب شباب اليد والفوز الاسباني
تاريخ النشر : الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٢
بطولة منتخبات الشباب الآسيوية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم المقامة في العاصمة القطرية الدوحة تشهد منافسات حامية ومباريات صعبة التكهن بنتيجتها، ويخوض منتخبنا الوطني للشباب لكرة اليد المواجهات الآسيوية بعزيمة الأبطال وطموح التأهل رغم الظروف المحيطة الصعبة والمتغيرات التي سبقت الانخراط في المنافسة الصعبة على بطاقة التأهل إلى العالمية، وذلك بسبب التعديل على الأجهزة الفنية، وحاجة العنزور المدرب الوطني الذي تسلم المهمة الأساسية في تدريب الفريق متأخراَ، كما أن الاستعداد إلى المشاركة في بطولة قويه في هذا الحجم، تتطلب فترة إعداد بدنية وفنية وذهنية طويلة، والتي لم تتحقق بسبب انشغال اللاعبين الشباب بامتحانات الدراسة، وتأخر مباريات الكأس المحلي على مستوى الكبار والشباب كثيرا، اضافة إلى الاصابات المزعجة التي واجهت البعض من اللاعبين أخرت مرحلة الاندماج الحقيقي لعناصر الفريق، وهذا ما انعكس بشكل مباشر على أداء اللاعبين في المباريتين الأوليتين امام منتخب الصين تايبيه والمنتخب اللبناني، رغم ان النتيجة النهائية للمباريتين كانت كبيرة لصالح منتخبنا الشاب ، إلا ان الشوط الاول غالبا ما يكون متعثرا لمنتخبنا الوطني في الجانب الدفاعي والهجومي بسبب التأخر في الدخول الجاد إلى أجواء المباراة الذي يعود في الأصل إلى نقص عدد المباريات التجريبية، وتأثيره على ضعف الانسجام، وعدم الوقوف على التشكيلة الأساسية المناسبة التي تضع العنزور في مهب التغيير للاعبين طوال فترات اللعب بحثا عن المجموع الانسب.
اتفهم مدى الصعوبة على منتخبنا الشاب في مواجهة المنتخب الكويتي الصلب في دفاعاته وانقضاضه الهجومي، مما يتطلب من اللاعبين في المنتخب الشاب التركيز والدخول إلى اجواء اللعب مبكرا وعدم ترك الفرصة إلى المنتخب الكويتي بأن يأخذ زمام التقدم بالنتيجة، لان عملية استرداد التوازن ومعادلة الكفء لن تكون بالأمر السهل على اللاعبين والجهاز الفني اللعب بورقة الفوز على الكويت قبل كل شي لان الفوز على الكويت مكسب يعطي منتخبنا الشاب نسبة 80% من الحصول على بطاقة التأهل إلى الدور الثاني وفي حالة الخسارة من الكويت لا سمح الله هناك الفرصة الثانية بالفوز على منتخب كوريا الجنوبية لضمان بطاقة التأهل الثانية خلف الكويت، كل ما يحتاج اليه منتخبنا الوطني في الوقت الحاضر عدم الاستعجال في اللعب، والعمل على زيادة التركيز وسرعة الدخول إلى اجواء اللعب وتسلّم زمام المبادرة مبكرا بدلا من الجري خلف النتيجة وسط ضغوط نفسية وعصبية لا ترحم.
{{{
حصول المنتخب الإسباني على كأس بطولة الأمم الأوربية 2012 لم يكن مستغربا على فريق يمتلك كوكبة رائعة من اللاعبين النجوم ويحتفظ لنفسه بأسلوب لعب سهل ممتنع وقدرة على الاستحواذ والسيطرة على الكرة بنسبة عالية إلا أن المفاجأة جاءت في خسارة الأزوري المنتخب الايطالي بهذه النتيجة الكبيرة على عكس التوقعات التي جاءت في غالبتها قبل المباراة متأرجحة بين فوز الإسبان وفوز الطليان، إلا أن الحقيقة الأبرز التي اتفق عليها الجميع أن المباراة في مجملها سوف تكون ممتعة إلى حد الشبع يغلب عليها الطابع التكتيكي وشدة التركيز وتقبل الفوز كما الخسارة من دون تعصب أو استفزاز وهذا بالفعل كما كانت عليه المباراة النهائية وباقي المباريات في البطولة الأوربية التي لم تشهد التشنج والاحتجاج الصارخ البعيد عن الروح الرياضية وكانت مأمورية الحكام في إدارة المباريات سهلة لدى المتفرج بسبب التعاون والتقبل الذي تقدمه الفرق المشاركة للحكام على الرغم من صعوبة الموقف وشدة التحديات ولم نشهد العصبية الخارجة على الأصول في تصرفات المدربين بل كان التركيز ودراسة المتغيرات داخل الملعب بالتعاون مع فريق العمل هو الشغل الشاغل للمدربين وقد كان التنظيم والاستعداد المبكر من قبل بولندا وأوكرانيا لاستضافة البطولة الأوربية عاملا رئيسيا في نجاح البطولة، كما كان الدور في السيطرة الأمنية على الجماهير التي آثرت الخروج عن الأنظمة والقوانين حازما في التعاطي مع احداث الشغب في الدور التمهيدي ومهد العلاج المبكر الطريق إلى نهائيات هادئة وناجحة بل المقاييس مع توفر عاملي الأمن والأمان للجماهير الحاشدة القادمة إلى مدرجات الملاعب من كل حدب وصوب وممارسة طقوسها في التشجيع الجميل، ومع انتهاء المباراة النهائية بفوز الاسبان لم يبالغ اللاعبون كثيراَ في مستوى الفرح مراعاة لشعور للفريق الايطالي الخاسر واحترام جماهيره التي احتشدت في المدرجات وعلينا ان نقول إن المنتخب الاسباني استحوذ على بطولة الامم الاوروبية بجدارة وأصبح من المنتخبات الاكثر ظفراَ بالبطولة الأوربية الثانية بعد كأس العالم، بعد ان تساوى الاسبان مع المنتخب الألماني بعدد مرات الفوز ولكل منهما ثلاث بطولات.