الرياضة
موقف رياضي
تاريخ النشر : الثلاثاء ٣ يوليو ٢٠١٢
هذه واحدة من أكبر مفاجآت كرة القدم على المستوى الأوروبي في نهائيات بطولة الأمم الأوروبية والتي انطلقت منذ العام 1960 واستمرت حتى الليلة الماضية باللقاء التاريخي الذي جمع المنتخبين الاسباني للمرة الثانية على التوالي والايطالي الذي خسر المباراة بنتيجة ثقيلة هي صفر/4 والتاريخ يشهد على أن أكبر نتيجة في المباراة النهائية جرت عام 1972 حينما فاز المنتخب الألماني الغربي على الاتحاد السوفييتي 3/صفر لكن الذي حدث الليلة الماضية شيء قد لا يصدقه العقل ولكن في كرة القدم يمكن أن تصدق كل شيء حتى لو الأكاذيب التكتيكية تفرض وجودها على الملعب كما حدث في تلك الليلة أو ذاك النهائي الأوروبي الغريب.
إن الكثير من المتوقعين لم يصلوا إلى ذكر نتيجة كبيرة كتلك لكن كانت التوقعات متقاربة وعلى هذا الأساس إن ما يتوقعه خبراء اللعبة غير ما يتوقعه الجهلاء الذين يقحمون العاطفة لتقول ما تشاء لسبب أنهم يعشقون والعشق أحياناً يعمي القلب والبصيرة ويصبح العاشق كمجنون ليلى يرى حبيبته في الظلام الدامس ويصدق إنه يراها، وحين يفرض الجاهل رأيه بالقول إن من لا يحب الأسلوب الاسباني (لا يفقه في كرة القدم شيئا) فهو ليس بجاهل وحسب بل لأنه يتاجر ببضاعة فاسدة يريد أن يفرضها على الناس بعبثية المراهقين الصغار الذين لم يبلغوا الحلم بعد.
في ايطاليا التي يبلغ تعداد سكانها الملايين لم يصدقوا ما حدث لمنتخب بلدهم كما أن الملايين من اسبانيا لم يصدقوا أن منتخب بلدهم سيفوز بهذا الكم من الأهداف وفي المرمى حارس خبير في وزن الايطالي بوفون، إذا كانت شعوب المنتخبين لم تصدق ما جرى في المباراة هل يمكن أن يصدق بقية الناس وخاصة المحللين الفنيين قبل أن يتطرقوا لفكرة المفاجأة التي يمكن أن تحدث في أي مباراة على المستوى الأوروبي، هناك الكثير من المباريات (الضحلة) فنياً وتكتيكياً تجري في أوروبا وفي بلدان نامية بالكاد تعرف كرة القدم مثل ألبانيا أو لوكسمبورغ أو جزر فارو أو الجبل الأسود يمكنك أن تتوقع فيها كل شيء لكن مباراة بحجم لقاء اسبانيا وإيطاليا في نهائي أوروبا وتتوقع قبل المباراة أن يحدث ما حدث فهذا شيء مستحيل، على العموم فازت اسبانيا ولو لم تفز اسبانيا لفازت ايطاليا والمباراة نهائية لابد من فائز وخاسر وهو قانون أزلي في منافسات بطولات كرة القدم.