عربية ودولية
الدول المجاورة لمالي تريد تعزيز سلطات باماكو في مواجهة المجموعات الإسلامية
تاريخ النشر : الأربعاء ٤ يوليو ٢٠١٢
باماكو- (أ ف ب): تريد دول غرب إفريقيا المجاورة لمالي تعزيز السلطات الانتقالية القائمة في باماكو العاجزة امام تحركات المجموعات الاسلامية المسلحة التي تسيطر على شمال البلاد وترتكب عدة تجاوزات بينها تدمير اضرحة اولياء في تمبكتو.
ومنذ الانقلاب الذي اطاح في 22 مارس بالرئيس امادو توماني توري، لم تتمكن السلطات الانتقالية التي تولت السلطة بعد انسحاب العسكريين من منع تقدم المجموعات الاسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، في شمال البلاد.
وباتت مجموعتا انصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا تسيطران مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي على ثلاث مناطق كبرى واقاليم ادارية تضم شمال البلاد هي تمبكتو (شمال غرب) وغاو على المتمردين الطوارق في حركة تحرير ازواد في شمال مالي. وارتكبت منذ ذلك عدة تجاوزات في هذه المنطقة التي لم تعد فيها الادارة المركزية قائمة ولا حتى الجيش الذي مني بهزائم. واثار تدمير انصار الدين في الايام الثلاثة الماضية لاضرحة اولياء مسلمين ولباب مقدس في مسجد في تمبكتو صدمة في مالي وفي العالم.
وأدانت منظمة اليونيسكو التي ادرجت تمبكتو على لائحة التراث العالمي المعرض للخطر "بشدة" أمس الثلاثاء بتدمير هذه المعالم التاريخية المسلمة داعية إلى وضع حد لهذه "الاعمال المسيئة". امام عجز باماكو تنظم دول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا السبت "قمة مصغرة" في واغادوغو يشارك فيها ممثلون من مالي لتشكيل حكومة قوية. ويوم الاثنين اعلن وزير خارجية بوركينا فاسو "علينا النظر في تشكيل حكومة توافق واسع حكومة وحدة وطنية ستكون قادرة على مواجهة التحديات التي تشهدها مالي". واضاف "نريد ان ينظم الماليون وحدة مقدسة حول الاهداف الكبرى الواجب بلوغها" وخصوصا "ادارة الازمة في شمال" البلاد.
ودول المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا مستعدة لارسال قوة عسكرية إلى مالي لكنها تنتظر للقيام بذلك الحصول على الضوء الاخضر من السلطات المالية والامم المتحدة. واعلن رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك ايرولت ان فرنسا دولة الاستعمار سابقا، مصممة على "منع مجموعات مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" من انشاء "معاقل للارهاب الدولي" في شمال مالي. وكان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس صرح سابقا ان لفرنسا "املا كبيرا" في ان يصدر مجلس الامن في وقت قريب قرارا يجيز انتشار قوة إفريقية في مالي. وقال فابيوس للصحفيين في ختام لقاء مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي "لدينا امل كبير في ان يتم تبني" قرار.
من جهته صرح الرئيس الغيني الفا كوندي لفرانس برس في باريس "ان حكومة الوحدة الوطنية ستحظى بشرعية للمطالبة بتدخل القوات الافريقية في الشمال. لا يمكن تسوية مشكلة الشمال في حال لم نقم اولا بتسوية مشكلة باماكو". لكنه استبعد ان يحارب الافارقة المتمردين الطوارق في حركة تحرير ازواد العلمانيين الذين غالبا ما يعتبر بانهم يشكلون حاجزا لمواجهة الاسلاميين الذين يريدون فرض الشريعة في كل مالي.
وفي الجزائر اعلن وزير خارجية مالي ساديو لامين سو لفرانس برس ان بلاده "ستقوم بكل ما في وسعها لاستعادة اراضيها كافة". واقر بان قيادة الجيش "تأثرت لكن الجيش يعيد تنظيم صفوفه ويقوم بواجبه. الجيش يستعد".
ويستعد الاسلاميون من جانبهم لتدخل محتمل من دول غرب إفريقيا وزرعوا ألغاما في محيط غاو، وكذلك لهجوم مضاد من المتمردين الطوارق الذين طردوا من المدينة في 27 يونيو بعد معارك عنيفة مع حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا أوقعت ما لا يقل عن 35 قتيلا. وصرح ابو وليد صحراوي المتحدث باسم حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا لفرانس برس "نعم لقد زرعنا ألغاما عسكرية للدفاع عن المدينة من هجمات. اعداؤنا ايضا هم كل الدول التي سترسل مقاتلين إلى هنا".
كما اعلن ان مجموعته كبادرة حسن نية، افرجت عن 25 متمردا من الطوارق أسروا خلال المعارك في غاو. وفي تمبكتو لم تستأنف عملية تدمير الاضرحة والمساجد صباح الثلاثاء. وزار اعضاء في انصار الدين الاسواق ليطلبوا من التجار عدم زيادة اسعار السلع الاساسية.