الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


النظام السوري يصعد هجماته العسكرية وانقسامات جديدة في صفوف المعارضة

تاريخ النشر : الأربعاء ٤ يوليو ٢٠١٢



تستمر المعارك العنيفة والعمليات العسكرية الدموية في سوريا على وقع المساعي الدولية الحثيثة لإيجاد حل للازمة، وصعد الجيش عملياته في أنحاء متفرقة وقصف ضاحية دوما في دمشق، في وقت ينعكس غياب الإجماع الدولي على موقف حاسم مزيدا من الانقسامات في صفوف المعارضة السورية الملتئمة في القاهرة.
وأعلنت فرنسا أمس الثلاثاء أنها تبلغت من روسيا عدم مشاركتها في مؤتمر "اصدقاء الشعب السوري" المتوقع عقده يوم الجمعة في باريس. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس "روسيا كانت مدعوة. واعلنت انها لا ترغب في المشاركة في المؤتمر وهذا لا يشكل اي مفاجأة". ولم تشارك روسيا، حليفة سوريا، في المؤتمرين الأولين لـ"أصدقاء الشعب السوري" في فبراير في تونس وفي إبريل في اسطنبول.
ويأتي هذا الإعلان بعد إعلان الموفد الدولي الخاص كوفي عنان ان اجتماع جنيف الدولي حول سوريا الذي عقد السبت شهد "تغييرا" في موقفي روسيا والصين. وقال المتحدث باسم عنان، احمد فوزي للصحفيين أمس الثلاثاء "لا تقللوا من شأن ما حصل السبت، ولاسيما فيما يتعلق بموقف الروس والصينيين".
واتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن مع تركيا وممثلين عن الجامعة العربية السبت في جنيف على مبادئ مرحلة انتقالية في سوريا كما اقترحها عنان وخصوصا لجهة تشكيل حكومة انتقالية تضم عناصر من الحكومة الحالية ومن المعارضة.
وشدد عنان على انه "من الضروري التوصل إلى وقف لإطلاق النار" في سوريا. ودعا الأطراف المعنية إلى تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف. وقال "إذا تم تطبيقه فسيترك أثرا على الدينامية على الارض". لكنه اقر في الوقت نفسه بان "الأزمة معقدة جدا وان طريق الخروج منها سيكون طويلا وشاقا".
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بعض الدول الغربية بالسعي إلى "تحريف" اتفاق جنيف، من دون ان يحدد هذا التحريف وهذه الدول. وقدمت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء مشروع قرار عن سوريا امام مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة يعرب عن الأسف للتداعيات "المقلقة" التي يمكن ان تنجم عن "عدم تطبيق" خطة كوفي عنان، ويشدد على ضرورة قيام تحقيق دولي في هذا البلد. ومن المتوقع ان يتم التصويت على مشروع القرار هذا الجمعة وهو آخر يوم عمل لدورة هذا المجلس الصيفية.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان في تقرير امس ان أجهزة المخابرات السورية تدير شبكة من مراكز التعذيب في أنحاء البلاد حيث يجري ضرب المحتجزين بالعصي والكابلات وحرقهم بالأحماض والاعتداء عليهم جنسيا. وأضافت المنظمة ومقرها نيويورك أن التجاوزات التي تقرها الدولة تبلغ حد ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وينبغي أن تحقق فيها المحكمة الجنائية الدولية. وحدد تقرير المنظمة 27 مركزا للاحتجاز قالت ان أجهزة المخابرات تستخدمها منذ مارس 2011. وفي إطار سعي المعارضة السورية لتوحيد جهودها ورؤيتها للازمة في بلادها، كشف مؤتمر القاهرة الذي عقد يومي الاثنين والثلاثاء برعاية عربية مزيدا من الخلافات بين أطياف المعارضة.
وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أمس الثلاثاء انسحابها من المؤتمر الذي يجمع 250 شخصية تمثل مختلف الاتجاهات. وبررت الهيئة قرارها بالقول "التصعيد الذي يمارسه نظام بشار الأسد بارتكاب المجازر بحق شعبنا الثائر" و"في ظل عجز دولي عبر عنه مؤتمر جنيف الأخير" يصبح "الحديث عن وحدة المعارضة السورية مجرد كلام لتمويه هذا العجز".
وكانت القيادة العامة للجيش السوري الحر في الداخل قد أعلنت يوم الاثنين مقاطعة المؤتمر واصفة إياه بـ"المؤامرة".
وتواصلت الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق سورية عدة أمس الثلاثاء، مما أدى إلى مقتل 38 شخصا على الأقل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وأوضح المرصد ان بين قتلى أمس الثلاثاء أربعة مقاتلين معارضين، وما لا يقل عن 16 من القوات النظامية خلال اشتباكات في دير الزور وحلب وريف دمشق.
من جانب آخر أعرب الرئيس السوري بشار الأسد عن أسفه لاسقاط قواته مقاتلة تركية في 22 يونيو، مؤكدا في مقابلة مع صحيفة جمهورييت التركية نشرت أمس الثلاثاء ان الطائرة كانت تحلق في مسار استخدمته في السابق طائرات إسرائيلية.
وأعلن الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة احمد جبريل في مقابلة أجرتها معه في دمشق قناة "الميادين" الفضائية التي تتخذ من بيروت مقرا لها، ان الجبهة و"حزب الله" وايران سيكونون جزءا من المعركة إلى جانب النظام السوري في حال حصول "عدوان خارجي" على سوريا. وقال جبريل "اذا كانت هناك محاولة لتصعيد خارجي تركي أوروبي او حلف أطلسي، نحن سننزل إلى الشارع ونقاتل إلى جانب كل الشرفاء وإخواننا السوريين".
وكشفت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أمس الثلاثاء عن اعتقال عشرات ألاف السوريين في شبكة من مراكز التعذيب، معتبرة في تقريرها ان "النمط الممنهج من إساءة المعاملة والتعذيب الذي وثقته يشير بوضوح إلى إتباع الدولة لسياسة التعذيب وإساءة المعاملة، ما يمثل جريمة ضد الإنسانية". وقالت ان "عددا من المعتقلين السابقين والمنشقين تمكنوا من تحديد المواقع، والجهات المسئولة، وأساليب التعذيب المستخدمة، وفي كثير من الأحيان أسماء القادة المسئولين عن 27 مركزا من مراكز الاعتقال التي تديرها المخابرات السورية".
وقتل أكثر من 16500 شخص في أعمال عنف في سوريا منذ بدء الاضطرابات في منتصف مارس 2011، بحسب المرصد السوري.