الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


نائب رئيس جنوب السودان يقر بعدم تحقيق الآمال بعد عام على الاستقلال

تاريخ النشر : الجمعة ٦ يوليو ٢٠١٢



جوبا - (أ ف ب): أقر نائب رئيس جنوب السودان ريك ماشار بأن الصعوبات التي واجهها جنوب السودان خلال العام الاول منذ الاستقلال لم تتح تحقيق تطلعات الشعب التي عبر عنها عند نيله الاستقلال عن الشمال في التاسع من يوليو 1102. وقال ماشار في مقابلة مع وكالة فرانس برس "لم نلب تطلعات الشعب خلال العام المنصرم بسبب الصعوبات.. غير المتوقعة التي واجهناها"، في اشارة إلى التوترات الخطيرة مع الشمال الذي انفصل الجنوب عنه بعد 05 عاما من حرب أهلية دامية.
وفي يناير، عمدت جوبا، التي تعتمد على انابيب النفط السودانية لتصدير نفطها الخام، إلى وقف الانتاج اثر قيام الخرطوم باقتطاع نسبة منه لنفسها، وبالتالي حرمت جوبا نفسها من 89% من ايراداتها. وفي مارس وإبريل وقعت معارك ضارية على الحدود بين البلدين.
وتابع ماشار "انه على الرغم من كل الصعوبات فانا راض. لانه لو لم نشهد هذه الصعوبات ولو استمر النفط في التدفق كالسابق، لكنت سأصاب بخيبة الامل. لكنني اعلم ان أداءنا كان سيصبح افضل لو توافرت لدينا الموارد التي اعتدنا عليها".
وقال إن ابرز النجاحات التي حققها جنوب السودان في عامه الاول بعد الاستقلال كانت "تعزيز الاستقلال" و"تأسيس الدولة". وابرز التحديات تظل "تلبية تطلعات الشعب وتأمين حاجاته الاساسية".
كما اشاد ماشار بتمكن السلطات من وضع حد لاعمال العنف القبلية الدامية التي اندلعت في مطلع العام وخصوصا في ولاية جونقلي حيث تم نزع السلاح واجريت مصالحة بين السكان.
وشدد على ان "هذا دليل على ان الحكومة قادرة على حل هذا النوع من المشاكل.. لقد حصلت في وقت غير مناسب ابدا، فيما كنا ازاء تهديد من الخرطوم لكننا نجحنا". لكن قدرة السلطات على وقف اعمال العنف تلك كانت موضع تشكيك، واتهم جيش جنوب السودان بالوقوف إلى جانب احد الاطراف المتنازعين، ولو انه لم يتدخل عسكريا غير انه قدم مساعدة مباشرة.
ولم يخف ماشار خشيته من ان العام الثاني من الاستقلال سيكون "صعبا" ايضا. وقال "لقد وضعنا موازنة تقشف للعام المقبل من يوليو 2102 إلى يونيو 3102". وأضاف أن الوضع الحالي "ارغمنا على اعادة النظر في برامجنا وفي طموحاتنا"، ودعا الشركاء الدوليين إلى منح قروض لبلاده بانتظار النهوض الاقتصادي واستئناف انتاج النفط الخام. وأكد ماشار "لن ننهار كما توقعت مذكرات خاصة للبنك الدولي في مارس".
وأعرب ماشار عن اسفه لـ"التراجع" في العلاقات مع السودان، بعد ان كانت قد وصلت إلى مرحلة شبه تطبيع اثر توقيع معاهدة السلام الشامل في 5002 التي وضعت حدا للحرب الاهلية، وافسحت المجال امام استقلال الجنوب.
وتابع "لكننا عدنا إلى طاولة المفاوضات ونأمل في تحقيق تقدم"، في اشارة إلى المحادثات المباشرة التي استؤنفت في اواخر مايو في اديس ابابا من دون تحقيق تقدم ملحوظ حتى الان. وقال إن "الخلافات الاكبر" هي الامن وترسيم الحدود ووضع منطقة ابيي المتنازع عليها.
وأضاف أن "النفط مشكلة وطنية، وعلينا ان نقرر ما إذا كنا سنختار تصدير نفطنا الخام عبر الخرطوم. اذا اتفقوا معنا (في الخرطوم) على رسم (عبور) يتوافق مع المعايير الدولية، فسنعيد ضخ النفط". واعرب ماشار عن امله في ان "يتفادى" البلدان العودة إلى الحرب بسبب خلافاتهما "لانه لا فائدة ترجى من الاقتتال".