عربية ودولية
الاشتباكات تتركز في ريف دمشق وحمص وإدلب وروسيا والصين تقاطعان مؤتمر باريس
تاريخ النشر : الجمعة ٦ يوليو ٢٠١٢
دمشق- الوكالات : تواصلت اعمال العنف في سوريا أمس الخميس وتركزت الاشتباكات وعمليات القصف على المناطق السكنية في كل من حمص وريف دمشق وادلب، مما ادى الى مقتل 31 غالبيتهم من المدنيين، وذلك غداة مقتل ما لا يقل عن 99 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
واعلن المرصد ان القوات النظامية السورية اقتحمت فجر الخميس بلدة كناكر في ريف دمشق، في حين سقط مقاتل معارض اثر اصابته باطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية لمنطقة قطنا.
وفي مدينة حمص قتل مواطنان احدهما في قرية البويضة الشرقية بريف القصير "بعد احتطافه يوم الاربعاء من قبل مسلحين موالين للنظام"، بحسب المرصد. وقتل طفل في مدينة تدمر اثر اطلاق رصاص عشوائي بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس، حيث دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. ومنذ صباح الخميس تتعرض المنطقة المحيطة بحي بابا عمرو لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، بحسب المرصد.
وافادت لجان التنسيق المحلية بأن "تعزيزات عسكرية ضخمة تتجه من محاور عدة باتجاه احياء جورة الشياح والقرابيص بالتزامن مع قصف هذه الأحياء بكل أنواع الأسلحة الثقيلة" مما ادى الى "انهيار معظم الأبنية في هذه الأحياء" الواقعة في حمص.
ولفتت اللجان الى "تمركز القناصة والرشاشات في برج الغاردينيا واطلاقهم النار على كل شيء يتحرك".
ولفت المرصد في بيان الى ان اشتباكات عنيفة دارت بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية من بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في احياء الشعار والميدان والاعظمية التابعة لمدينة حلب لتمتد الى ريف حلب الشمالي منذ فجر الخميس.
وشرقا، تعرضت بلدة الشحيل بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس في محافظة دير الزور "لقصف عنيف من قبل القوات النظامية"، بينما تعرضت مدينة دير الزور لسقوط قذائف عدة صباحا على حيي الشيخ ياسين والعرضي.
ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في ساحة الحرية في المدينة التي شهد شارع بورسعيد فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر معارضة.
وشهدت مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، مقتل مواطنين اثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة عند منتصف ليل الاربعاء الخميس، بحسب المرصد الذي اعلن ايضا مقتل قائد ميداني معارض في ريف درعا جنوب البلاد، اثر اشتباكات مع القوات النظامية على الحدود مع الاردن بعد منتصف ليل الاربعاء الخميس.
وفي محافظة ادلب اقتحمت القوات النظامية مدينة خان شيخون عند منتصف ليل الاربعاء الخميس بعد "اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة تكبدت خلالها القوات النظامية خسائر بشرية وفي العتاد وترافق الاقتحام مع تحليق للطائرات الحوامة في سماء المدينة التي نفذت فيها انتشارا واسعا صباح اليوم"، بحسب المرصد.
وحصدت اعمال العنف في مختلف انحاء سوريا امس ما لا يقل عن 99 قتيلا بينهم 65 مدنيا وتسعة مقاتلين معارضين، بالاضافة الى ما لا يقل عن 43 جنديا نظاميا، بينهم ثلاثة ضباط تم اغتيالهم احدهم برتبة عميد اغتيل على طريق دمشق السويداء والثاني برتبة عقيد اغتيل في محافظة حماة والثالث برتبة رائد اغتيل على طريق حلب.
ويتعذر التأكد من المعلومات الميدانية في سوريا بسبب القيود المفروضة على وسائل الاعلام، بينما يصعب الحصول على ارقام الضحايا من مصدر مستقل بعد توقف الامم المتحدة عن احصاء الضحايا اواخر العام 1102.
من جهته اعلن رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود الخميس عزمه "اعادة هيكلة" البعثة بما يتيح لها "القيام بنشاطات معينة ومحددة فترة اطول حالما يتقرر استئناف مهامها التي علقت منتصف يونيو. وقال مود في مؤتمر صحفي في دمشق "اننا نقوم بعملية دمج في البعثة من اجل تقديم دعم افضل للشعب السوري خلال الايام المقبلة"، مضيفا "سنعزز من تواجدنا من خلال الفرق الميدانية الاقليمية الامر الذي سيمنحنا مزيدا من المرونة والفعالية في العمل في مجال تسهيل الحوار السياسي ومشاريع الاستقرار عندما نستأنف مهمتنا".
وذكر رئيس البعثة، في اول مؤتمر صحفي يعقده بعد عودته من جنيف حيث شارك يوم السبت في اجتماع مجموعة العمل من اجل سوريا، بانه عند تأسيس البعثة في ابريل "كان لا بد من الانتشار في المدن وذلك من اجل بناء علاقة جيدة مع السكان المحليين على الارض وللتعرف على النسيج الاجتماعي والجغرافي للبلاد". واضاف "اما الان وقد قمنا ببناء العلاقات وباتت لدينا المعرفة ولا يوجد وقف لاطلاق النار فقد آن الاوان للحد من بعثرة امكانياتنا ولاعادة هيكلة البعثة على نحو يمكننا، حالما نستأنف مهامنا، من القيام بنشاطات معينة ومحددة تتطلب البقاء لفترات زمنية اطول في منطقة ما فضلا عن توافر اعداد اكبر من المراقبين المتخصصين في العديد من القضايا العسكرية والمدنية".واوضح مود انه "خلال الاسبوع المقبل سنقوم بدمج فرقنا الميدانية المنتشرة في ثمانية مواقع اقليمية اذ سنقوم بنقل عناصرها وعتادها من حماة وادلب وطرطوس لتعزيز حضورها في مواقع اخرى".
واشار الجنرال الى ان البعثة "قابلة للتغيير وستواصل التكيف واعادة التشكيل على نحو يخدم، بافضل وجه ممكن، احتياجات وتطلعات الشعب السوري"، مؤكدا ان عملية الدمج لن تؤثر على التفويض الحالي للبعثة او على العدد الاجمالي لموظفيها.
واتخذت الامم المتحدة قرارا يقضي بتعليق عمل المراقبين الدوليين غير المسلحين البالغ عددهم 003، في منتصف يونيو بسبب "تصاعد العنف بشكل كبير" في هذه البلاد التي تشهد احداثا دامية منذ منتصف مارس 1102 ذهب ضحيتها اكثر من 61 ألف قتيل اغلبهم من المدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي الاردن قالت جمعية الكتاب والسنة الأردنية التي تقدم خدمات اغاثة ان ما يزيد على ألف سوري لجأوا الى المملكة فجر الخميس عبر السياج الحدودي بين البلدين.
دبلوماسيا، اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية امس الخميس ان بكين "لا تنوي في الوقت الحاضر المشاركة في مؤتمر" اصدقاء الشعب السوري المقرر عقده اليوم الجمعة في باريس. وبذلك تنضم الصين الى موقف روسيا حليفة دمشق الرئيسية التي قررت عدم المشاركة في المؤتمر الذي يضم اكثر من مائة دولة عربية وغربية ومنظمة دولية وممثلين عن المعارضة السورية، سعيا لوضع حد لاعمال العنف في سوريا.
وكانت بكين رفضت المشاركة في المؤتمرين السابقين لاصدقاء الشعب السوري في فبراير وابريل.
وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى تركيا ودول تمثل الجامعة العربية قد اتفقت يوم السبت في جنيف على مبادئ عملية انتقال سياسي عرضها الوسيط الدولي كوفي عنان وتتضمن خاصة تشكيل حكومة انتقالية تضم اعضاء من الحكومة الحالية ومن المعارضة. واثارت هذه الخطة تفسيرات متعارضة.
ويعقد مؤتمر اصدقاء الشعب السوري اليوم الجمعة في باريس للدفع في اتجاه رحيل بشار الاسد وسعيا لاقناع روسيا وخصوصا بالتخلي عن تحالفها التقليدي مع نظامه.
من جانبه اكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان دولا طلبت من موسكو منح حق اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الاسد، وهو ما اعتبرته موسكو "دعابة". وفي ختام محادثات مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي في موسكو، كشف لافروف ان المانيا طلبت من روسيا ان تعرض على الاسد منحه حق اللجوء السياسي في الاول من يونيو اثناء لقاء في برلين بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل. وقال لافروف "لقد اعتقدنا انها دعابة، ورردنا عليها بدعابة: "ما رأيكم، انتم الالمان، ان تأخذوا الاسد بدلا منا". وتابع "اعتقدت ان المسألة انتهت هنا، في اجواء مزاح"، معربا عن "المفاجأة" التي شعر بها الروس لدى اعادة طرح هذه الفكرة في اتصالات اجراها مؤخرا بروسيا شركاء لها.