الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


تونس تدعو إلى اجتماع طارئ للجامعة العربية وإجراء تحقيق دولي في أسباب وفاة عرفات

تاريخ النشر : الجمعة ٦ يوليو ٢٠١٢



تونس - الوكالات: دعا وزير الخارجية التونسي رفيق عبدالسلام أمس الخميس إلى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية وإلى اجراء تحقيق دولي بعد المعلومات التي كشفتها قناة الجزيرة القطرية حول وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وأعادت فيها احياء فرضية اغتياله.
وصرح عبدالسلام لاذاعة "موزاييك اف ام" التونسية الخاصة "ندعو إلى اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول الجامعة العربية كما ندعو إلى تشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف وفاة الرئيس عرفات".
وأضاف بعد لقائه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي "اننا مدينون لهذا الرجل العظيم الذي كان له تأثير كبير على مسار المقاومة الوطنية الفلسطينية". ولتبرير ضرورة فتح تحقيق دولي في مقتل عرفات، ذكر الوزير التونسي بقرار مجلس الأمن الدولي إنشاء محكمة وخاصة بلبنان للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري سنة 5002.
وفي القاهرة اعلن أحمد بن حلي نائب الامين العام لجامعة الدول العربية أنه تم إبلاغ الدول الاعضاء في الجامعة بالطلب التونسي وأن المشاورات جارية لتحديد تاريخ لعقد اجتماع طارئ للجامعة بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية.
واقامت تونس علاقات مميزة مع عرفات خلال الثمانينيات والتسعينيات واستضافت مقر منظمة التحرير الفلسطينية عندما كان المجتمع الدولي يعتبرها "منظمة ارهابية".
وافادت قناة الجزيرة في شريط وثائقي بثته يوم الثلاثاء بأن خبراء معهد "رادييشين فيزيكس" في لوزان الذي حلل عينات بيولوجية أخذت من بعض اغراض عرفات، سلمتها ارملته سهى إلى المستشفى العسكري في بيرسي جنوب باريس حيث توفي، عثروا على "كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم".
وتعتبر البولونيم مادة شديدة الاشعاع قضى جراءها الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو الذي صار معارضا للرئيس فلاديمير بوتين، بعدما سمم بها في لندن عام 6002.
في غضون ذلك، رحب وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي، اليوم، بدعوة وزارة الخارجية التونسية إلى عقد اجتماع عاجل لجامعة الدول العربية يبحث مستجدات ملف وفاة عرفات. وقال المالكي إن السلطة تحث على تحديد موعد قريب لعقد هذا الاجتماع من أجل بحث تشكيل لجنة تحقيق عربية - دولية بملابسات وفاة عرفات، على غرار تلك التي تشكلت للتحقيق في اغتيال الحريري. وشدد المالكي على أنه "لن يتم إغلاق ملف وفاة عرفات نهائيا إلا بظهور كل تفاصيل الحقيقة، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية ستقدم كل التسهيلات المطلوبة بهذا الصدد حتى استكمال الملف إلى نهايته".
وأجاز مفتي عام القدس والاراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين نبش رفات الرئيس الفلسطيني الراحل بغرض التحقيق في اسباب وفاته. وقال المفتي "اذا كان هناك سبب لاستخراج جثة اي شخص او شهيد بغرض الفحص والتحقيق في اسباب الوفاة، فإنه لا مانع من ذلك". وذكر المفتي، الذي يشغل رئيس مجلس الافتاء الفلسطيني الاعلى، بانه سبق له أن أجاز نبش "جثة فلسطيني شهيد" بغرض التحقيق في الاسباب الحقيقية وراء وفاته.
من جانبها أكدت الرئاسة الفلسطينية أن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي ما زال على رأس عمله رئيسا للجنة التحقيق الوطنية في وفاة عرفات. وذكر بيان صادر عن الرئاسة بثته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن لجنة التحقيق ما زالت "تعمل وتتعامل بكل جدية مع المعطيات الجديدة بناء على تعليمات الرئيس محمود عباس".
وتحدثت أوساط فلسطينية عن احتمال صدور قرار من عباس بحل لجنة التحقيق وتشكيل أخرى على ضوء الأدلة الجديدة التي عرضت بشأن ملف عرفات واحتمال أن يكون قتل مسموما.