الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بالشمع الاحمر


هل نعيش على أرض السرطان؟!

تاريخ النشر : الجمعة ٦ يوليو ٢٠١٢

محمد مبارك جمعة



سجلات وزارة الصحة تحتوي أرقاماً مخيفة عن الإصابات بمرض السرطان في البحرين، حيث بلغ عدد الإصابات في العام الماضي 550 إصابة، في مقدمتها سرطان الرئة ثم الثدي ثم القولون. وتشير السجلات أيضاً إلى أن معدل الوفيات نتيجة الإصابة بالسرطان يرتكز بشكل مرتفع في الإصابة بسرطان الرئة ثم القولون. بمعنى أن معظم من يتوفون في البحرين نتيجة إصابتهم بالسرطان يكونون من المصابين بسرطان الرئة. كما تم تسجيل 200 حالة إصابة بسرطان الثدي بين البحرينيات، مع الإشارة إلى أن الاكتشاف المبكر للإصابة بالمرض قد تؤدي إلى خفض الوفيات الناجمة عنه بنسبة 30%.
هذه إحصاءات رسمية عن وزارة الصحة تم نشرها يوم أمس. والخطير في الأمر أن عدد المصابين بالسرطان في البحرين تفوق أعدادهم 500 شخص بشكل سنوي، وهذه كارثة بكل معنى الكلمة، وخصوصاً إذا ما ركزنا في حقيقة أن سرطان الرئة هو مرض السرطان الأكثر شيوعاً بين البحرينيين من بين أمراض السرطان الأخرى. بمعنى آخر، قد تكون هناك مشكلة حقيقية في «جو البحرين»، تؤدي إلى الإصابة بسرطان الرئة، وقد تكون هذه الإصابات ناجمة عن التدخين، ومن الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية اعتمدت في الشهر الماضي دخان الديزل كسبب رئيسي من أسباب سرطان الرئة.
وزارة الصحة لم تنشر إحصاءات بإصابات سرطان الرئة في البحرين بحسب المناطق، لكن هناك الكثيرين من أهالي منطقتي الحد والمعامير يجزمون بأنهم الأعلى إصابة بالسرطان، وهذا الكلام قد يكون منطقيا، فالحد تقع على مقربة من مجموعة من المصانع التي تنفث سمومها على الناس، وكذلك حال المعامير، وربما مناطق أخرى، رغم اعتقادي الشخصي أن صغر حجم البحرين قد يجعل من جميع سكانها عرضة للإصابة بسرطانات الرئة وغيرها من مشاكل جهاز التنفس.
أولاً نتمنى على وزارة الصحة نشر إحصاءات تحدد إصابات سرطان الرئة بحسب مناطق البحرين كي نعرف أين تتركز أكثر الإصابات. وكم هي نسبة المدخنين من بين المصابين بسرطان الرئة؟ من المؤكد أن وزارة الصحة تملك هذه الإحصاءات الآن، ونحن في انتظارها. وثانياً أتمنى أن يكون السادة النواب قد قرأوا هذه الإحصاءات وعزموا على التحرك، وبالمناسبة ما هي نتائج فحص مستوى تلوث الهواء في البحرين؟ يقال إنه قد تم إيكال هذا الأمر إلى شركة، لكننا لم نسمع عن النتائج..! الوضع خطير ولا يمكن السكوت عنه، وإذا استمر معدل الإصابات بالسرطان في البحرين على هذا المنوال فسوف يتحول هذا المرض في أرضنا كالزكام، رغم أن هناك من يقول إنه بات فعلاً كالزكام الآن. وثالثاً، ما هو يا ترى دور الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية؟ ألا يفترض أن يقرع هذا العدد من إصابات سرطان الرئة جرس الإنذار لديها وخصوصاً أن الأمر قد يتعلق ببيئة البحرين وتلوث الهواء فيها؟
الأمر يستلزم التحرك الفوري ولا يحتمل الانتظار، للحفاظ على حياة البحرينيين، من قبل حكومة البحرين أولاً، ووزارة الصحة ثانياً، ثم مجلس النواب، والهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية، وكل من له شأن في هذه المعضلة الحقيقية.