الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

أسباب خسارة منتخب شباب اليد في التأهل إلى نهائيات كأس العالم
الإعداد الذهني والنفسي لم يكن في مستوى المواجه أمام كوريا

تاريخ النشر : السبت ٧ يوليو ٢٠١٢



خرج منتخب شباب اليد من التصفيات الأسيوية لمنتخبات الشباب الثالثة عشرة المقامة في العاصمة القطرية الدوحة صفر اليدين بعد خسارته القاسية من المنتخب الكوري الجنوبي بفارق كبير 40-27 وجاء الفارق في الأهداف قاسيا على منتخبنا الشاب الذي لم يصمد كثيرا في وجه سرعة المارد الكوري العالية وقوة ضرباته المركزة الهجومية وصلابته الدفاعية المنظمة. وفي إطار ترتيب المراكز في التصفيات يلتقي منتخبنا بمنتخب الإمارات في الساعة الثانية ظهراًَ بالتوقيت المحلي.
الإعداد الذهني
وأمام الهزيمة من كوريا والخروج من التصفيات لابد من مراجعة الأسباب والوقوف على عوامل الضعف المختلفة في أداء منتخبنا الشاب التي أدت نتيجتها في النهاية إلى الخسارة والابتعاد عن التصفيات.
من الخصائص المعروفة لفئة الشباب من الناحية الذهنية والنفسية التقلب في المزاج والحساسية الحادة والتأثر السريع بالإحداث وبأبسط الكلمات لذلك تتطلب المعاملة مع فئة الشباب بجانب من الذكاء والحنكة كما يـتأثر اللاعب الشاب بالتغييرات المستمرة داخل الملعب والتركيز على مجموعة من اللاعبين من دون أخرى إضافة كما يحتاج اللاعبين الشباب إلى المناقشة والإقناع البعيد عن الفرض المباشر وعادة كما يكون الإعداد البدني والإعداد الذهني من العوامل المهمة والضرورية في تنفيذ الواجبات الفنية داخل الملعب ويتحسس اللاعبون الشباب بما يكتب في الصحافة اليومية وما يقال عنهم من تصريحات بصفة خاصة، وتحتاج المنتخبات على مستوى فئة الشباب إلى معاملة ذكية من قبل الجهاز الفني والإداري لحشد الطاقات والهمم البعيدة عن المبالغة وأعتقد بأن ما كتب عن المنتخب البحريني الشاب في الصحافة المحلية والأجنبية وأشير الصحافة القطرية والخليجية على وجه العموم بعد فوزه على الصين تايبيه وعلى المنتخب اللبناني وتتويج الانتصارات بالفوز العريض على المنتخب الكويتي، وكانت التوقعات تمهد إلى فوز كبير وعريض للمنتخب البحريني على المنتخب الكوري أو الهزيمة بأقل الخسائر كل هذه التصريحات والكلمات وعلامات الرضا من قبل المسئولين أدخلت اللاعبين في فهم خاطئ عن قدرات الفريق الكوري الجنوبي وكان التصور موجود في عقلية الجهاز الفني لمنتخبنا بعد المشاركة في البطولة الودية الدولية في الدوحة حيث كان المنتخب الكوري الجنوبي في متناول منتخبنا الشاب وأستطيع أن أقول بأن اللاعبين في المنتخب على مستوى عال من الذكاء والتأثر وجاءت الثقة من المسئولين بالفوز على المنتخب الكوري والتأهل إلى الدور الثاني بالضغط السلبي المباشر على ذهنية اللاعبين الشباب معرفتهم التامة والقريبة بقوة المنتخب الكوري وقدرته على العودة إلى المشهد من جديد، وأعتقد أن الإعداد الذهني للمنتخب لم يكن كافيا لمواجهة الضغوط النفسية والتعامل مع قوة المنتخب الكوري بواقعة تامة وقد كان واضحا ملامح الخوف على وجوه اللاعبين في المنتخب مع غياب التركيز والتوهان والبطء في العودة إلى الدفاع وضعف الترابط النفسي والذهني في الجانب الدفاعي والهجومي لذلك كانت البداية مربكة سمحت للمارد الكوري بالضغط المباشر والتسجيل من إنصاف الفرص.
اختيار أسلوب اللعب
من المهم اختيار أسلوب اللعب مع الكوريين الذين يتميزون بالسرعة والمهارة والقدرة على التسجيل من أوضاع صعبة مختلفة إضافة القوة البدنية والانسجام بين المجموعة وتنويع مصادر الخطورة والضرب بيد من حديد في الجانب الهجومي من جميع الإطراف وكان المنتخب الكوري بحاجة إلى المواجهة المبكرة وإبطال مفعول السرعة الكبيرة في الهجوم بتعطيل الحركة الأمامية مبكرا، وذلك بفك الشفرة ومنع الكوريين من أخد الخطوات الثلاث المهمة في اتجاه المرمى، وأن تعمل دفاعاتنا المنظمة على التحرك المباشر إلى الأمام ووقف الخطورة قبل أن يبدأ الكوريين بالضغط الهجومي على المرمى، وبالتالي نستطيع كسر النغمة الحركية للمنتخب الكوري والتي هي مصدر قوته في الهجوم، لأنه متى ما سمحت دفاعاتنا بتحرك المهاجمين الكوريين فإن الخطورة على المرمى وشيكة وأن الأهداف في طريقها إلى التسجيل وعلى عكس ذلك كانت دفاعاتنا متأخرة وبطيئة الحركة سمحت المنتخب الكوري بالحركة بالسرعة التي يريد لإنجاز المهمة بنجاح وكان على منتخب البحرين أن يأخذ العبرة من المنتخب الكويتي الذي فاز على المنتخب الكوري بفارق 13 هدفا بالدفاعات الصلبة ومنع حرية الحركة والتجوال.
الجانب الهجومي
لعب المنتخب الكوري بالدفاعات المتقدمة 3-3 للضغط على لاعبي المنتخب وإجبارهم على السرعة في إنهاء الهجمات والتحول من الدفاع إلى الهجوم من أجل السرعة في التسجيل والوصول إلى الهدف المطلوب والخروج بالفوز بأكثر من ثمانية أهداف في الوقت الذي أعطيت إلى لاعبينا التعليمات بالتريث في الهجوم وعدم التسرع في التصويب على المرمى ألغى خطورة الهجمات المرتدة وأعتمد على الهجمات الجماعية المنظمة البطيئة وأعطت الدفاعات الكورية القوة في خطف الكرات السهلة والتحول إلى الهجوم وكان على منتخبنا الشاب أن يلعب بأسلوبه المعهود ومفاجئة المنتخب الكوري بالسرعة في الهجوم والقوة في الدفاع بعيدا عن المماطلة في الهجوم والتمرير غير المجدي واحتساب اللعب السلبي على المنتخب، والمعروف عن المنتخب الكوري الجنوبي على مر السنين القوة في الهجوم ولكن ضعف الكوريين دائما ما يكمن في الدفاع بدليل تسجيل المنتخب الكويتي العدد الكبير من الأهداف والوصول بالفارق إلى 13 هدف.
تغييرات فنية غير مجدية
أعتقد أن التغييرات في اللاعبين بدءا من الحراسة وفي الأطراف والخط الخلفي والدائرة لم تكن مجدية لأن الأسلوب وطريقة التعامل مع المنتخب الكوري في الجانب الدفاعي والجانب الهجومي لم تكن موفقة ومدروسة بالشكل الصحيح، وكان من الأفضل على الجهاز الفني تغيير اسلوب اللعب بالكامل والضغط بقوة على المنتخب الكوري في الدفاع وعدم السماح له بحرية الحركة في الهجوم والإبقاء على الحارس جاسم رضي الذي لم يكن مسئولا عن الكرات الصعبة التي تصل إلى المرمى من دون مقاومة فاعلة كان منتخبنا الشاب بحاجة إلى الضغط المباشر مع التغطية المحكمة لتحركات لاعبي الدائرة ومنع الأطراف من التسجيل بالاحتكاك المباشر وعدم أعطاء الحارس المسئولية في صد الكرات لأن ألأطراف الكوريين على مستوى عال من المهارة والقدرة على التصويب من الزوايا الضيقة.
المنتخب الشاب يستحق التحية
رغم الخسارة المرة من المارد الكوري والخروج من التصفيات صفر اليدين، إلا أن منتخبنا الشاب جهاز فني وإداري ولاعبين يستحقون التحية والتقدير ورفع القبعة على الأداء الراقي الذي قدمه اللاعبون في المباريات الثلاث أمام الصين والكويت ولبنان والتي شهدت بروز مجموعة من اللاعبين محمد مدن ومحمد حبيب وعلي عبدالقادر وعلي محمد علي وعبدالعزيز عبدالغني وعمار المدني وعبدالله السلاطنة ومحمد الحايكي وعواد رجب وفي الحراسة جاسم رضي ومساعديه وسلمان طراده وغيرهم من اللاعبين في المجموعة ومن الجانب الأخر نشيد بالجهاز الفني بقيادة الوطني علي العنزور ومساعده محمد المراغي والإداري النشط حسين الفردان وأمين السر العام خالد الناجم الذي كان متواجدا مع الفريق إضافة إلى اختصاصي العلاج ميثم مشيمع وباقي الإداريين واللاعبين على طاولة البدلاء.