الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الثقافي


فرغلي عبدالحفيظ.. كرنفال بالألوان والخطوط

تاريخ النشر : السبت ٧ يوليو ٢٠١٢



انفعال وصخب كرنفالي تحققهما قناعات مرتبطة بالحركة السريعة وكيفية ترجمتها بالخط واللون والمساحة.. كيف تسمع الموسيقى بعينيك ويحسها قلبك، تنتشي بغناء تشكيلي فيتحرك وجدانك، لتتفاعل مع حياة اللوحة ونبضها وضجيجها، وتفاصيل جغرافيتها وتاريخها الذي تعيش معه في حوار طويل.
هذا ما حققه الفنان التشكيلي فرغلي عبدالحفيظ في معرضه الذي أقيم بقاعة الزمالك للفن بوسط القاهرة، اختار الفنان "النيل" عنوانا وموضوعا في لوحات معرضه الجديد، ليواصل شغفه الاحتفائي بالمكان، وقد احتفى في معارضه السابقة على مدار السنوات الماضية بعشق المدن مثل: اسطنبول، أسوان، القاهرة، لندن.. وفي هذا المعرض يستدعي النيل حالة لونية مختلفة غير معتادة لديه في معارضه السابقة، أما في لوحاته الجديدة فيسيطر اللونين الأسود والأزرق ودرجات الأحمر المتدرجة، فجاءت لوحاته للتعبير عن إحساسه الانفعالي بالمكان.. وانعكاسا للشوارع والمباني وصخب الحياة لتتحول المشاهد الرومانسية التي تناولها إلى مشاهد ساخنة 0بتداخلاتها اللونية الحمراء المتعددة الدرجات مع الأزرق بدرجاتها.
يشعر الفنان بمزيد من التفاعل فيضيف حبيبات "الترترش" اللامعة التي تعلي من حرارة المشهد وحيويته برغم ما بها من مغالاة في التشكيل ومبالغة في المضمون، الذي يكتمل بفعل البناء المتكامل للوحات.. الحبيبات اللامعة تجذب انتباه العين إليها، فكانت هي البطل وبؤرة الجذب، وسحبت بالتالي انتباه المشاهد من اللحظة الأولي حتى أثناء التنقل بين عناصر ومساحات اللوحة ككل.
ويعتمد "عبدالحفيظ" في لوحات معرضه على خامات تقليدية ، قدم من خلالها صورا غير تقليدية، باستخدام مزيج من ألوان الزيت والأكريليك على القماش، وعلى سبيل المثال صور النيل مجردا من صوره التقليدية، حيث المراكب والأشجار وتلك الصور الرومانسية، ليراه المشاهد من خلال من يحيون على ضفافه، والمعزولين عن هذه الضفاف المحرومين منها، من خلال الألوان تنتقل حالة الشخوص التي تتحول في اللوحة إلى جزء من تكوين النيل كأنه هو من يحيا بهم "بعكس الفكرة التقليدية أن الناس تحيا بالنيل".
ويتميز عالم فرغلي عبدالحفيظ بالتنوع الثري المتحرر في تشكيلاته الخطية واللونية التي يراهن على البقاء عليها منذ زمن، ورغم تناوله للحياة الباريسية التي تناولها في هذا المعرض فان الحس المصري الجنوبي يتأكد في الصراحة اللونية بزهوها تحت حرارة الشمس، والعلاقات الخطية المنفعلة التي تؤكد التدفق الصادق الذي يحرك الفنان. هذه الجرأة الملفتة في استخدامه للخط واللون، تزيد من قيمة العمل وتزيد من الحركة وديناميتها المتصاعدة والضوء يسيطر على كل أعماله يوقظ الساكن ويزيد المتحرك وضوحا ويجدد الرؤية البصرية.
وشخوص الفنان تتصدر زاوية الرؤية ، وهي دائما تحمل ملامحه التي تعطي بعدا تاريخيا يحمل بين طياته أصالته وصدقه اللذيم مكناه من الإمساك بمفاتيح لوحاته المشحونة بتداعيات أحلامه القديمة ورؤيته الحالية، التي يحتمي بظلالها منذ بداياته الفنية حتى الآن، هذه المفاتيح التي وسعت من البعد التشكيلي والمضامين الفنية لديه، كذلك العمق الإنساني الذي اتسع ليحوي الثقافة المصرية والثقافات العالمية الأخرى.
ولد فرغلي عبدالحفيظ بأسيوط عام 1941، تنقل في حياته الفنية منذ طفولته ما بين مسقط رأسه ديروط والقاهرة وروما وفلورنسا ودمشق، قام بحوالي 50 معرضا خاصا لأعماله ما بين القاهرة وإيطاليا، وحوالي 25 معرضا جماعيا. تخرج في كلية التربية الفنية 1962، دبلوم أكاديمية الفنون الجميلة بفلورنسا بإيطاليا 1968، عمل عميدا لكلية التربية الفنية من 1989 حتى 1994، وهو الآن يعمل أستاذا للتصميم في الكلية نفسها.
ومن أبرز أعماله:
- صمم ديكورات أوبرا عايدة براج 1994.
- قوميسير عام بينالي القاهرة الدولي في دورته السادسة .1996
- قوميسير الجناح المصري بينالي فينيسيا .1997
- قوميسير الجناح المصري في بينالي فينيسيا الدولي الدورة الثانية والخمسين .2007
من أبرز الجوائز التي حصل عليها:
ـ جائزة أولى حفر بينالي الإسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط (على الجناح المصري) الدورة الثامنة .1970
- جائزة ثانية تصوير بينالي الإسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط (على الجناح المصري) الدورة الثانية عشرة .1978
ـ جائزة أولى (تصوير) بينالي القاهرة الدولي الثالث .1988
ـ جائزة لجنة التحكيم بينالي القاهرة الدولي الخامس .1995
له مقتنيات خاصة في كل من إيطاليا ـ فرنسا ـ إنجلترا ـ الولايات المتحدة الأمريكية ـ هولندا ـ الأرجنتين - أسبانيا ـ أوروجواي ـ مصر ـ ألمانيا الغربية، وله مقتنيات بمتحف الفن الحديث، ووزارة الثقافة، والأكاديمية المصرية بروما، ولدى عدد من المؤسسات والأفراد بمصر والخارج.