الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بريد القراء


ندى الروح.. والمشهد الأخير

تاريخ النشر : السبت ٧ يوليو ٢٠١٢



انتهى المشهد الاخير وطويت صفحاته، ولن تجد بين فصوله سوى عشق وجنون ونهاية قصة كان الفارس في عشقها قتيلا وبعد فراقها كان مثله في الحياة كمثل عصفور بجناحي الهم يطير، باحثا عنها في عالم مجهول فوصل إلى هناك ولكن العصفورة كانت عن وكرها بعيدة، مازال الوشاة حولها وحدثوها عني بكلمات سوء لا تليق، فأمطرتني الحبيبة ضربا بسياط البعد فملأت القلب هما ولهيبا.
حبيبتي.. رجاء اديري وجهك إلي ولدفاع المحكوم اسمعي ولا تكوني جلادا وقاضيا ذوي قلب قاس وعنيد.. اه يا قلبي الحزين لقد نجح الوشاة فأبعدوها عن سمائي، وبرحيلها اشعلت القلب نارا وبات الجرح فيّ مقيما! بقيت يا ربي وحيدا التحف بغطاء الذكريات وتحته اصارع الهم وحدي من دون خل وحبيب.
طوال ليلي انادي ومن الانغام ليس لي سوى لحن قديم، سياط الفراق اعيتني واصبح العقل فيّ شريدا، وزادت ببعدها اوجاعي والوجه كان من همي شاحبا والثوب بات يسبح في جسم نحيل.
حبيبتي.. متى تعودين لثكنتك فنبض القلب فيّ اصبح في دقاته متأرجحا وراية اليأس قام برفعها الطبيب؟ تمرد اللسان عليّ والاشارة كانت من بعد الكلام يا قومي بديلا، ذبلت بي الاوراق وصرت على فراش الموت يا أماه مُمَددا وطريحا، ذهب الطبيب إليها وبكلمات مرتعشة قال ألا تودين توديع وردك ولو بنظرة من بعيد؟
طلق المحب دنياه وما فيها طلاقا لا رجعة فيه وبلا شوق وحنين، وقبل الرحيل الاخير دخل الطبيب عليه فهزه من تلابيب ثيابه وقال انتظر يا هذا انتظر ولا ترحل وابشر بغد مشرق وفجر جديد، وبعد انجلاء ضباب الشائعة وانكشاف الحقيقة حزنت المحبة على ما كان منها من إساءة ظن فأحاطتها الحسرة ومثلها الندم الكبير، وحينما رأى الاديب ملاكه أمامه وبقربه حاول النهوض اليها وما شعر المسكين بأنه بات من بعد الهم قعيدا، اخذ الهائم يتمتم بكلمات زارت عقول الحاضرين، لكنهم لم يلمسوا منها المعنى الرشيد، وبعدها سقطت من عين الحزين دمعة كبيرة ففهم الجميع حديثه وبعدها اغمض العاشق عينه وبذلك انتهى المشهد الأخير.
غرقت الحبيبة في بكاء محرق وبصراخها ملأت الدنيا نحيبا وبين ذراعيه بدأت تولول وتقول كيف الحال بعدك، فالحياة من دونك لهي المستحيل؟ إن رحلت فإن حبك سيبقى فيّ أراه في يقظتي وحلمي يحيطني من حولي أعانقه بين ذراعي وأضمه في صدري وأحتضنه بعيني وأراه بقلبي وأداعبه بروحي أغذي به نفسي في قوتي وضعفي إلى حين اللقاء المجيد وبهذه الدموع سطر المشهد الأخير.
أديب البشير
عضو اللجنة الثقافية بمجموعة تواصل