كما أرى
"الحياة حلوة للي يركبها"
تاريخ النشر : السبت ٧ يوليو ٢٠١٢
عبدالله المناعي
يقول عادل إمام في فيلم "مرجان أحمد مرجان" وهو واقف أمام مجلس الشعب الذي كان يناقش مشكلة القطارات التي يروح ضحيتها المئات بسبب سوء الصيانة والإدارة: "من أربعة أيام فيه قطار طلع من الجيزة وصل العياط زي الفل.. ماحصلش أي حاجة والركاب كانوا سعداء كلهم قعدوا يغنوا "الحياة حلوة للي يركبها". "مثل عادل إمام في هذا الفيلم كمثل المسئولين البحرينيين في غالبهم. فكلما طرأت مشكلة ما تأذى منها عدد من المواطنين وتحدثت عنها الصحافة راحوا يذكروننا في كل المرات التي لم يحدث فيها مثل هذا خلل. قضية المواشي المريضة ومشاكل الطرق ومستشفى الملك حمد والبنية التحتية والمشاكل الأمنية وغيرها الكثير من القضايا والمشاكل تختصر الردود عليها في غالبها بأن عددا آخر من المشاريع أو الأمور المشابهة لم تحدث فيها مشاكل. وكأن من واجب الوزارات أن يتأكدوا من سلامة عملهم وجودته بجزء من الوقت وليس كله.
لا أعلم كيف يعتدل حال البلد وما زال مسئولو الدولة وموظفوها يشعرون بأن الحصول على درجة مقبول في العمل الحكومي كاف لحصولهم على مرتباتهم وعلى شعورهم بالإنجاز. وخصوصا أنهم يشعرون بالأمان لأن رواتبهم شبه مضمونه إن لم تكن في أغلب الأحيان مضمونه لأنه من شبه المستحيل الاستغناء عن خدمات موظف حكومي. لا يزال هناك خلل في أداء الأجهزة الحكومية على الرغم من المحاولات المتكررة التي قامت بها الحكومة والدولة في محاولة لتصحيح هذا الوضع.
وقد يكون الحل هو أن نجعل سهولة الاستغناء عن خدمات موظف حكومي مثل سهولة الاستغناء عن خدمات موظف في القطاع الخاص، وذلك لرفع الشعور بالأمان من تحت أيدي موظفي الحكومة، مما قد يدفعهم إلى العمل الجاد وليفرق بين من يعمل منهم بجد واجتهاد ومن يجلس على كرسيه "زي الأطرش في الزفّه". أتمنى أن نتمكن جميعا من أن نغني "الحياة حلوة للي يركبها أو ويأكلها أو يشربها أو.. أو.. أو.." في جميع المجالات، ولكن لن يحدث ذلك حتى تتم محاسبة المسئولين بصورة صحيحة ابتعادا عن المحسوبية أو أي شوائب أخرى.