حين نشر هنتينجون كتابه صراع الحضارات أثار جدلا كبيرا ووصف البعض الكاتب بأنه واسع الخيال وغريب التصور، لكن بعض المحللين السياسيين رأوا أن ما يطرحه هو جزء من مخطط أمريكي وسلسلة تحضيرات لصراعات مرسومة تقوم بها الإدارة الأمريكية في الكثير من مناطق الشرق الأوسط، وبمرور الأيام تكشفت بعض الحقائق تدعم إلى حد ما رأي هؤلاء المحللين.
أهم محاور ذلك الطرح هو شق وحدة الشعوب في الشرق الأوسط وخلق حالة من الكره والعداء فيما بينهم، وكل هذه الأمور تسهم في إشعال الفتنة الطائفية وفي خلق حالة من عدم الاستقرار الاجتماعي والأمني والاقتصادي والسياسي في هذه الدول.
هذا ما يراه بعض المختصين حول ما طرحته خلال اليومين الماضيين.
ومن يتمحص في الوضع البحريني يجد أن الكثير من الفتن الواقعة هي بداية لفتن أخرى قد يتم الإعداد لها، حيث لن يظل الصراع بين سني وشيعي فقط، وانما سينتقل إلى سني وسني مثلما حصل في البحرين من حصول إقصاء لبعض الجمعيات السنية وحرمانها من السير في طريق الوحدة فيما بينها، مما قد يؤدي إلى صراع بين أبناء الطائفة نفسها.
لذلك ففي رأيي المتواضع، لا بد من الوعي بالأيادي الخفية التي تحرك كل هذه الفتن، وأن يحرص كل فرد منا على عدم الاندفاع مع أي دعوة لا يعرف مصادرها ولا أهدافها، وأن يعامل قضاياه بالاتزان والهدوء بقدر الإمكان.