عربية ودولية
عنان يقر بفشله في سوريا و17 ألف قتيل منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية
تاريخ النشر : الأحد ٨ يوليو ٢٠١٢
باريس - الوكالات: أقر موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان بانه «لم ينجح» في مهمته بعدما بقيت خطته للخروج من الأزمة حبرا على ورق، داعيا إلى ضم إيران إلى المحادثات، في مقابلة أجرتها معه صحيفة لوموند الفرنسية.
وقال عنان «هذه الأزمة مستمرة منذ 16 شهرا، لكن تدخلي بدأ قبل ثلاثة أشهر. تم بذل جهود كبرى لمحاولة إيجاد حل لهذا الوضع بالسبل السلمية والسياسية. من الواضح اننا لم ننجح. وقد لا تكون هناك اي ضمانة بأننا سوف ننجح».
وتابع «لكن هل قمنا بدرس حلول بديلة؟ هل طرحنا الخيارات الأخرى على الطاولة؟ هذا ما قلته لمجلس الأمن الدولي»، مشيرا إلى ان هذه المهمة «ليس مفتوحة زمنيا، مثل دوري أنا». ونشرت المقابلة غداة انعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس بمشاركة أكثر من مائة بلد عربي وغربي طلبت من مجلس الأمن إصدار قرار ملزم يتضمن تهديدا بفرض عقوبات على دمشق. ولم يشارك انان في هذا المؤتمر.
وعلق عنان على مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا التي تم نشرها في منتصف إبريل وتضم حوالي 300 عسكري غير مسلح موزعين على عدد من المدن السورية، فضلا عن مائة خبير مدني. وعلقت البعثة دورياتها في منتصف يونيو بسبب استمرار المعارك. وقال عنان «يقال أحيانا ان المراقبين غير المسلحين لم ينجحوا في وقف العنف، لكن هذا لم يكن دورهم إطلاقا! لقد دخلوا إلى سوريا للتثبت من احترام الأطراف تعهداتها بوقف الأعمال الحربية. وهذا ما حصل لفترة قصيرة في 12 ابريل، إذ أوقف الطرفان المعارك».
وأشار الأمين العام السابق للأمم المتحدة إلى أهمية دور روسيا حليفة النظام في دمشق التي عرقلت حتى الآن اي تحرك دولي حازم ضد نظام الرئيس بشار الأسد، مشددا كذلك على أهمية إشراك إيران في المحادثات. في غضون ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان قمع الحركة الاحتجاجية في سوريا والمواجهات بين النظام والمعارضين المسلحين أسفرت عن مقتل 17 ألف شخص على الأقل بينهم نحو 12 ألف مدني منذ مارس 2011. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «المرصد أحصى منذ اندلاع الحركة الاحتجاجية قبل 15 شهرا مقتل 11 ألفا و815 مدنيا و4316 عنصرا من القوات السورية النظامية وقوات الأمن و881 من المقاتلين المنشقين». واوضح عبدالرحمن انه «منذ اعلان وقف اطلاق النار في 12 إبريل الفائت تنفيذا لخطة الموفد الدولي كوفي عنان، أحصى المرصد سقوط 5898 قتيلا هم 3892 مدنيا و1790 عنصرا من الجيش النظامي وقوات الأمن السورية و207 من المقاتلين المنشقين». ومنذ اعلان تعليق عمل بعثة المراقبين في سوريا في 16 يونيو الفائت، أحصى المرصد ايضا مقتل 2405 أشخاص هم 1609 مدنيين و730 عنصرا من الجيش وقوات الأمن و66 مقاتلا منشقا.
وتواصلت أمس العمليات العسكرية في ريف حلب في شمال سوريا حيث تعرضت بعض القرى والبلدات لقصف هو الأعنف منذ بدء العمليات العسكرية قبل أشهر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي افاد عن اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في مدينة إعزاز. وتسبب القصف والاشتباكات بمقتل ثلاثة مدنيين وثلاثة مقاتلين معارضين.
في دمشق، قتل شخص في إطلاق رصاص في حي التضامن مصدره القوات النظامية السورية، بحسب المرصد. وكان هذا الحي شهد يوم الجمعة اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين. وأفاد المرصد عن اقتحام القوات النظامية السورية حي برزة في مدينة دمشق وسط اطلاق رصاص كثيف أسفر عن مقتل سائق سيارة، مشيرا إلى اشتباكات بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية. ويستمر منذ أكثر من شهر القصف على أحياء في مدينة حمص في وسط البلاد.
كما قتل 19 عنصرا من القوات النظامية السورية اثر تفجير سيارة واشتباكات في محافظات دير الزور وحلب وريف دمشق ودرعا، بحسب المرصد.
وفي تداعيات النزاع السوري على لبنان المجاور، قتلت شابة لبنانية في سقوط قذيفة مصدرها الأراضي السورية على منطقة وادي خالد الحدودية اللبنانية فجر أمس، وقتلت فتاة أخرى سورية في الثامنة في انفجار في المنطقة ذاتها تبين انه ناتج عن لغم. وقال سكان ان قذائف المورتر التي أطلقتها القوات الموالية للأسد سقطت على قرى في شمال لبنان مما أدى إلى مقتل خمسة بعد عبور مسلحين سوريين الحدود طلبا للجوء.
وذكر التلفزيون السوري الرسمي في شريط اخباري ان «القوات المختصة تصدت لمحاولة تسلل مجموعات إرهابية مسلحة من لبنان في موقع السرحانية في ريف القصير، وقتلت وأصابت العشرات». وقال المصدر الأمني اللبناني ان «قذائف صاروخية عدة مصدرها الجانب السوري سقطت فجرا على منطقة وادي خالد، ما تسبب بمقتل ناديا العويشي (19 عاما) في قذيفة أصابت منزلها الواقع على بعد حوالي 150 مترا من مجرى النهر الكبير الذي يفصل بين البلدين في تلك المنطقة، وإصابة خمسة أشخاص آخرين بجروح».