الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرأي الثالث


الحاضر الغائب.. حافظ الشيخ صالح

تاريخ النشر : الأحد ٨ يوليو ٢٠١٢

محميد المحميد



}} أول السطر:
بلغت قيمة خسائر الجهة المسئولة عن المشاريع الاقتصادية للبحرين «شركة ممتلكات والشركات الزميلة لها» نحو: 319,5 مليون دينار لعام 2011م، ربما يحسب لممتلكات سعيها في تخفيض الخسائر ونشرها تقريرها للرأي العام.. ولكن يبقى السؤال: من السبب؟ وحتى متى؟ وما الحل؟ فكل هذه الأموال هي من أموال الشعب والجيل القادم واقتصاد الوطن.
}} الحاضر الغائب:
سعدت كثيرا حينما رأيت صور الأستاذ حافظ الشيخ صالح الكاتب (الحاضر الغائب) في «أخبار الخليج» مع سمو رئيس الوزراء الموقر خلال زيارته للمحرق مؤخرا، وسعدت أكثر حينما التقت به الزميلة جريدة «البلاد» في سوق المحرق.
أدين للأستاذ الكريم حافظ الشيخ صالح بالوفاء والتقدير الكبير لما لقيته منه من توجيهات وتلمذة على يديه حينما بدأت مشواري الصحفي والإعلامي، وقد كان رجلا بمعنى الكلمة، وصاحب مواقف وطنية جليلة، لدرجة الغرابة، ولكنها المبادئ الرفيعة التي تمسك بها، وبالتالي فغيابه اليوم عن الساحة الصحفية واضح ومؤثر.
ذات مرة شكوت له منع أحد مقالاتي من النشر، فكتب مقالا جميلا وكان توجيها رائعا من الأستاذ للتلميذ، حيث قال: لا تندم على مقال كتبته، فلربما كان لإدارة التحرير رؤية ووجهة نظر تغيب عنك، وقد يكون المقال قد كتب بحماس زائد، ويبقى قرار النشر لإدارة التحرير، وبصراحة فقد أفادتني تلك النصيحة كثيرا جدا، وأخذت بها، ولم أشكو ذات يوم من إدارة التحرير لمنع أي مقال.
كنت قد اقترحت مع غيري من الأفاضل على الأستاذ حافظ الشيخ صالح، أن يسجل مقالاته في كتاب وينشره للناس، ولكنه رفض ولم يستحسن الفكرة، لإيمانه الشخصي بأن الكاتب لا ينبغي عليه أن يتاجر في مقالاته وآرائه، ولربما لا يستطيع القارئ العادي الذي يشتري الصحيفة بمبلغ زهيد, ولا يقدر على شراء الكتاب، ولربما صرف نقود الكتاب على أهله وعياله وهم أولى.
بالأمس تصفحت في أرشيفي الخاص لمقالات الأستاذ حافظ الشيخ صالح الذي احتفظ بعدد كبير منها، وتوقفت عند مقال كان قد كتبه منذ سنوات بعنوان «فخر البحرين بسلامها الأهلي»، ووجدت من الفائدة أن أعيد نشره للقارئ الكريم، وكأنه مقال قد كتب بالأمس، حيث جاء فيه:
«يجب أن نفخر نحن البحرينيين بأنه في كل تاريخنا الطويل لم يضطرب السلام الأهلي بين أهل السنة والجماعة وطائفة الشيعة الإثني عشرية التي في البحرين إلا مرتين يتيمتين، وعلى نحو جزئي وعابر وبغيض، مرة في سوق المنامة سنة 1905 ومرة في المنامة أيضا سنة 1953، ثم انطوت وانقضت تلك الحوادث، وذابت في مجريات التاريخ، بفضل جهود الوطنيين الحكماء والفضلاء، وبفضل وعي شعب البحرين الرائع والرفيع بأنّ الصدامات والمصادمات واضطرابات السلام الأهلي ليست البتة تنفع طائفة الشيعة، بخاصة جمهورهم، ولا هي ينتفع منها جمهور أهل السنة والجماعة.
المهم الآن أنْ لا تنشأ في البحرين، أو تُستورد من الخارج إلى البحرين، ظروف جديدة طازجة من شأنها تهيئة الأسباب والعوامل لاضطرابات السلام الأهلي. وهذا يتطلب الآن، وخصوصا مع المتغيرات الإقليمية، وعياً رفيعاً بالمسئولية العامة، وعياً يشيع ويُشاع من قبل ذوي الرأي بين طائفة الشيعة وبين أهل السنة والجماعة سواء بسواء مهما ضغطتْ من الخارج المتغيرات الإقليمية الضاغطة والمندفعة نحونا، ونحو عقر ديارنا، لا تنكسر ولا تلوي على شيء، مرعيّة من قِبَل الإمبريالية الأمريكية والحركة الصهيونية اللتين تتوقان إلى تجزئة المجتمعات العربية من الأبواب الطوائفية والجهوية والإثنية وغيرها.
فخر البحرين بماضيها في السلام الأهلي يلزم أنْ يكون مشروع مستقبل الآن لحفظ السلام الأهلي وإسناده وتعضيده من كل السبل وبكل الطرائق».
يبقى الأستاذ حافظ الشيخ صالح من أبرز أعمدة الصحافة البحرينية في حضوره وغيابه، وإن كنت قد فكرت في اقتراح تكريمه من الدولة أو الجهات الأهلية، إلا أنني أدركت بعد ذلك أنه لا يحب التكريم ويرى أن غيره من الشخصيات الوطنية أولى به من التكريم.. كم أنت كبير يا أستاذ حافظ في حضورك وغيابك.
}} آخر السطر:
عبدالهادي الخواجة طالب بتدخل الدنمارك لأنه يحمل جنسيتها أثناء تواجده في السجن وإضرابه الفاشل، والمقداد طالب بحضور ممثل السفارة السويدية باعتباره مواطنا سويديا خلال محاكمته.. يبدو أن المعارضة الطائفية مزدوجة الجنسية تحتضر وتتساقط وتكشف عن فضائحها يوما بعد يوم، والغريب أنهم يتحدثون عن التجنيس..!!