الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة


موقف رياضي

تاريخ النشر : الأحد ٨ يوليو ٢٠١٢



ليس من العيب أن يخسر المنتخب الوطني للشباب لكرة اليد من نظيره المنتخب الكوري الجنوبي بنتيجة مذهلة كالتي حصلت مؤخراً 40/27 في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم، هذه النتيجة طبيعية جداً ولو لم تكن طبيعية لما حصل الفارق الكبير فيها، علينا أن نقر أولاً أن الدول الأسيوية – ليست كلها – أقوى منا في الكثير من الألعاب الجماعية والفردية أما ثانياً فإن الكثافة السكانية تبدو أكثر من كثافتنا وعدد اللاعبين المنتمين للمدارس والمعاهد والجامعات والأندية أكثر منا وثالثاً هناك التخطيط في العمل والاعتماد على الذات في شحذ الموارد البشرية والمادية والصناعة الكبيرة والاستقلالية في التخطيط العام لكرة اليد أو غيرها من الألعاب.
لو كان منتخبنا قد حقق الفوز على المنتخب الكوري الجنوبي لقامت القيامة هناك وهم لا يؤمنون بالقيامة كثقافة دينية لكن المقصود أن تحدث ثورة عارمة ويُحاكم المدرب واللاعبين والإداريين واتحاد اللعبة ويظل السؤال معلقاً في كوريا الجنوبية من غربها إلى شرقها ومن جنوبها إلى غربها ( لماذا تخسرون من شباب البحرين وأنتم الأقوى والأفضل ؟)، هذا السؤال العلمي والأكاديمي يُطرح على أكبر المستويات الإدارية في كوريا الجنوبية والهدف من طرحه معالجة ما حدث من تقصير سواء من اللاعبين أو الجهاز الفني أو الإداري أو حتى اتحاد اللعبة.
إن النظام العلاجي في الدول المتقدمة لا يعتمد على الكلام النظري والإبر المخدرة بل يرتكز على الشفافية العلمية في طرح الحلول العلاجية الوقتية أو التي تمتد إلى أسبوع أو شهر أو سنة أو أكثر ولكل فترة أسلوب علاجي خاص، لو أن الوضع كان لصالحنا وفاز منتخبنا للشباب على كوريا الجنوبية بنفس النتيجة أو أقل بقليل لهلَّلنا وكبَّرنا وأشدنا ونسينا المهمة الأساسية ونثرنا الورود تحت أقدام اللاعبين والمدربين والإداريين وفي كأس العالم سوف نصطدم بأقوى من كوريا الجنوبية وبالتالي نعود وفي أذهاننا كلمة لا غير (الحمد لله إننا تأهلنا ) ونظل نحفظ هذه الجملة حتى نشيخ.
كرة اليد هذه اللعبة شأنها شأن أي لعبة جماعية عندنا ليست على ما يرام فإذا كانت كرة القدم لا تسير على الطريق السليم كيف تسير كرة اليد أو غيرها من الألعاب الجماعية والفردية؟ فبالأمس مُنينا بخسائر في كرة القدم على مستوى بطولة كأس العرب (3) هزائم متتالية والنتيجة أن اتحاد الكرة أصدر بياناً أعترف فيه بوجود أخطاء ومن قرأ البيان لن يفهم ماذا يعني المضمون فالمهم هو بيان لسد الذرائع ومثلما فشل المنتخب الكروي فشل المنتخب الأولمبي في تصفيات ماليزيا ( تحت 22 سنة) وعاد من هناك وبكل هدوء ولا من شاف ولا من دري!. إنه زمن الخسائر وعلينا أن نشد الأحزمة على البطون.