فــي فـــمي مــــــاء..
 تاريخ النشر : الاثنين ٩ يوليو ٢٠١٢
بقلم: إبراهيم المناعي
استضاف جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، منذ أسبوعين اجتماع مجلس الوزراء برئاسة سمو الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، بقصره العامر في الصخير. وقد تدارس حفظه الله مع المجلس القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الوزراء، كما ناقشهم في شؤون وشجون الوطن والمواطنين. كما هي عادة جلالته الكريمة في التعرف على حاجات واحتياجات المواطنين الكرام من الدولة وأجهزتها الرسمية.
وقد كان المواطن الذي هو في كنف الدولة ورعايتها، ينظر إلى هذا الاجتماع ويتطلع إليه بالكثير من الاهتمام والترقب والتفاؤل. فجلالة الملك - حفظه الله - لا يجتمع بمجلس الوزراء إلا في مناسباتٍ فاصلة يضع فيها جلالته رؤيته الحكيمة للأمور، ولمساته الإنسانية، لتحسين الأداء الحكومي، أو لدفع عجلة التنمية، أو لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.
ولما كان شهر رمضان المبارك على الأبواب، ويليه عيد الفطر، ثم الاستعداد للفصل الدراسي الجديد. فلقد كان المواطنون يأملون خيراً في نتائج هذا الاجتماع، وذلك مثلاً بصدور (مكرمة ملكية) بواقع ٥٠٠ (خمسمائة دينار) تصرف حالاً لكل أسرة، كدعمٍ ماديٍ يُعين الكثير من الأسر البحرينية (خاصة المتعففة منها) لمواجهة تكاليف وأعباء هذه المناسبات المتتالية. ولكن المواطنين وكالعادة (أحبطوا)!! وخاب أملهم، وذهبوا في صبيحة اليوم التالي إلى أعمالهم. يحملون في قلوبهم غصة لا تنتهي وألمٌ لا يبارحهم، وحسرة طاااااال ليلها.
عام ونصف العام والمواطن البحريني العفيف البسيط المسالم، يعُاني من وضعٍ سياسيٍ مُتأزّم. وآخر اقتصادي مُتدهور. ومزاجُ عامٌ سيئ. يحاصره دخان الحرائق والقنابل والغازات من كل جانب في حياته اليومية البائسة، التي فُرضت عليه من خلال المسيرات والاحتجاجات اليومية التي لا تنتهي. وهو ذاهبٌ إلى عمله أو خلال عودته، كما وهو في سبيله إلى قضاء احتياجاته المعيشية اليومية. لا يخرج المواطن من بيته إلا وهو خائفٌ يترقبّ، غير مُطمئن على حاله، لا يدري هل سيعود سالماً إلى أسرته أم أنه سوف يكون عنواناً للصحف اليومية يوم غدٍ وهي تعلن عن ضحية جديدة للأحداث المؤسفة!!
متى كان المواطن البحريني (يتلفت) وهو يقود سيارته في الشوارع العامة؟ يبحث عن حريق، أو قنبلة، أو سلاسل، أو نقطة تفتيش، أو ربما جثة ملقاة في عرض الشارع. من يدري. أصبح كل شيء واردُ في هذا الوضع المريب في البلد.
عامُ ونصف العام (لم يجبر أحد بخاطر) هذا المواطن البسيط المتعّفف المسالم. الذي انقلبت حياته في البحرين رأساً على عقب منذ فبراير الأسود من العام الماضي إلى الآن. أكثر من عامٍ والجميع يضرب في هذا المواطن (الغلبان)!. فالمعارضة تضرب فيه باستمرار احتجاجاتها البغيضة التي لا تنتهي وهو لا يستطيع مواجهتها. والسلطة (التي لا يرتضي غيرها) تضرب فيه بتجاهلها له، بل وخنقه بالمزيد من القوانين الجائرة التي تحاول استنزاف آخر قطرة من دمه!.
مسكين هذا المواطن
منذ زمنٍ ونحن ننادي بصرف (دعم مادي) لا يقل عن مبلغ ٢٠٠ دينار (أربع مرات في السنة) يصرف لكل أسرة تطلب هذا الدعم، يُمكّن الأسر البحرينية الكريمة من مواجهة المناسبات المتكررة في كل عام وهي (أربع مناسبات) رمضان والعيدين، والعام الدراسي الجديد من كل سنة.
منذ زمنٍ ونحن ننادي بالحكمة والموعظة الحسنة إلى (الحياة الكريمة) التي يتطلع إليها قادة البلد الكرام لتحقيقها للمواطن البحريني البسيط العفيف المسالم. وأسباب تحقيقها بسيطة ولكن....
ولكن المواطن اليوم أصبح الماء يملأ فمه، وكيف يتكلم من في فيه ماء؟!
Ebrahim٤١١٢@gmail.com
.