الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٦ - الاثنين ٩ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ١٩ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

بريد القراء


قناتا «صفا» «ووصال» عينا الأمة





قال الجبار سبحانه «وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (٢٠) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٢١) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (٢٣) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (٢٤) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (٢٥) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (٢٦) قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (٢٧)» (النمل).

قال المهيمن سبحانه (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ) كرم الرجال والنساء صغارا وكبارا بالعقل وبالإعلام الهادف الواضح الهادئ النظيف الصافي النقي الذي يخاطب العقل السوي رمز الحياة النابضة والهدوء والسكينة والاطمئنان، فوصال الأزرق اللون البارد ضعيف الوضوح يعمل على تهدئة الأعصاب في حالات الإجهاد الذهني والأرق العصبي ويحمل على التفكير في المدى البعيد ويرمز للتسامح والمودة ويدل على النبل وبحر هادئ وإذا ثار أغرقك في أعماق الحقائق ليقضي أمراً كان مفعولا. فهي رسالة وكلمة طيبة وصدق قوله سبحانه (كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء) وصال سماء عالية تمطر الخير على الأرض الخصبة فتسقي بذرة صفاء الخضراء اللون هادئ الذي يبعث في النفس الشعور بالراحة والاسترخاء ويرمز للوداعة والسلام لتثمر زرع ينتفع به العباد والبلاد وسيهلك إبليس الخبيث وعملاءه وأعوانه وذريته وأعلموا أن الحق يعلو ولا يعلى عليه (قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) وقنوات الفتنه والخبث أعداء الإسلام والمسلمين فصدق فيهم قول الجبار سبحانه (وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَار)، عن عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يكون بعدي فتن تصطلم فيها العرب، اللسان فيها أشد من السيف) فوصال وصفا سيف ذوالفقار الإعلامي مصدقاً لقول رب العزة( إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) فهما عينا الأمة العربية الإسلامية الصادقة، لأن الله عز وجل مع الصادقين ووصال وصفا يبصرون وينيرون العقول المغممة والعمياء المصممة فالإعلام الهادف هو المعبر عن روح الأمة الذي يهتم بنشر القيم والأخلاقيات والسلوكيات التي تغير وعي أفراد المجتمع وتأخذ بأيديهم إلى الرقي والتقدم في كل المجالات وهو إعلام الشعب المعبر عن قضاياه وهمومه ومشكلاته ويضع لها الحلول والأفكار. وخصائصه صدق الخبر، صدق الكلمة، صدق الحكم، والتزامه بــ(المرونة، الواقعية، الصدق) ولنا في قصة الأذان دروس كثيرة، ومن أهمها الإعلام خادم للأمة باعث على نهضتها وتقدمها، فلنقف مع كلمات الأذان ففيها شفاء الغليل.

١- الله أكبر..الله أكبر

أن نكبر الله في كلماتنا المسموعة والمرئية والمكتوبة، فلا كبير إلا الله، ولا عظيم إلا الحق سبحانه. فالإعلام الهادف إنما يمجد الله وحده لا شريك له، بقول الحق والتزام الصدق.

٢- أشهد ألا إله إلا الله.. أشهد أن محمداً رسول الله

فمن رضي بالله رباً، وبمحمد نبياً، اتصف بأخلاق القران، واستنّ بسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: «ومن أصدق من الله قيلاً» (النساء:٨٧)، «ومن أصدق من الله حديثاً» (النساء:١٢٢)، وقال تعالى: «وإنك لعلى خلق عظيم» (القلم:٤)

فلنجعل كلماتنا صادقة، واقعية، حاملة الخير للناس.

٣- حي على الصلاة.

فلا نهضة بدون الاعتماد على الله، والتوكل عليه في كل شئوننا وأحوالنا، ولا حول ولا قوة لنا إلا به سبحانه وتعالى.

٤- حي على الفلاح.

فالإعلام ينبغي أن يكون داعياً إلى العمل، لا يشغل الناس بالتوافه من الأمور، ولا يكون محبطاً لهم كاسراً لعزائمهم بفعل المواد الهابطة والأفعال التي تغضب الله تعالى، فرسالة شكر لوصال وصفا بارك الله في جهودكم فأنتم تاج على الرأس، ووسام على الصدر، الباحث عن الحقيقة، ويا سماء بالحق أمطري ويا أرض النصر والفتح القريب أثمري وبالإخلاص قولاً وعملاً تكن الضربة القاضية القاصمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) ولكم منا وعد بان لا ننساكم من يد مرفوعة مفتوحة بكرة وعشية لكم بالدعاء.

جمال صالح الدوسري



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة