الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


الشرطة السودانية تطلق الغاز على محتجين وتعتقل سياسيا

تاريخ النشر : الاثنين ٩ يوليو ٢٠١٢



الخرطوم - (رويترز): اطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على محتجين في جامعة الخرطوم أمس الاحد بعد يوم من اعتقال السلطات سياسيا معارضا في احدث حملة على الاحتجاجات الشعبية للرئيس عمر حسن البشير.
وتجنب السودان حتى الان انتفاضات مماثلة لتلك التي اطاحت برؤساء مصر وتونس وليبيا العام الماضي لكن مظاهرات محدودة مناهضة للحكومة اندلعت على مدى الاسابيع الثلاثة الماضية بسبب الاستياء المتزايد من اجراءات التقشف وحكم البشير المستمر منذ 23 عاما.
وسارعت الشرطة باخماد الاحتجاجات مستخدمة الهراوات والغاز المسيل للدموع. وقال شهود ان نحو الف من طلاب جامعة الخرطوم هتفوا «الشعب يريد اسقاط النظام» و«يسقط يسقط حكم العسكر» وحاولوا شق طريقهم خارج الحرم الجامعي لكن الشرطة اعادتهم باطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع.
وقال طالب وناشط لرويترز ان نحو 150 طالبا اخترقوا فترة وجيزة الطوق الامني بعد رشق الشرطة بالحجارة قبل ان تعيدهم إلى الداخل. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من الشرطة.
ولجامعة الخرطوم اهمية رمزية في التاريخ السياسي للسودان اذ كانت مركز الانتفاضتين الشعبيتين عامي 1964 و1985 وكلتاهما اطاحتا بحاكم عسكري. والبشير واحد من اكثر الحكام الافارقة بقاء في منصبه.
ومن ناحية اخرى قالت زوجة السياسي السوداني المعارض كمال عمر ان قوات الامن اعتقلته وذلك بعد أيام من دعوة الاحزاب المعارضة الرئيسية للاضراب والاحتجاج من أجل الاطاحة بالحكومة. واضافت ان قوات الامن وصلت إلى منزل عمر وهو عضو بارز في حزب المؤتمر الشعبي المعارض الساعة 11,00 ليلا الليلة قبل الماضية واعتقلته.
وقالت لرويترز «جاءت سيارتان للمنزل ودخل نحو خمسة من ضباط الامن». وأكد قيادي اخر بالحزب اعتقال عمر. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من اجهزة الامن.
جاء الاعتقال بعد اعلان يوم الاربعاء وقعت عليه أحزاب المعارضة الرئيسية يؤيد التظاهر حتى رغم أنها لم تدع أعضاءها للخروج إلى الشوارع بأعداد كبيرة. ويرأس الحزب الذي ينتمي له عمر السياسي حسن الترابي الذي كان واحدا من أبرز الساسة في السودان واعتقل عدة مرات.
ومنذ خلاف نشأ بين الترابي والرئيس عمر حسن البشير في التسعينات أصبح الترابي واحدا من أشد منتقدي الحكومة.
ويواجه السودان أزمة اقتصادية بما في ذلك عجز في الميزانية وارتفاع معدل التضخم وتدني قيمة العملة منذ انفصال جنوب السودان قبل عام مما أدى إلى اقتطاع ثلاثة أرباع انتاج البلاد من النفط. وكان النفط سابقا المصدر الرئيسي لايرادات السودان ومصدر العملة الاجنبية.
وفي الشهر الماضي أعلنت الحكومة إجراءات تقشف صارمة بهدف سد العجز في الموازنة في خطوة تسببت في اندلاع مظاهرات محدودة. ونادرا ما كانت تفلح الاحتجاجات في اجتذاب أكثر من عدة مئات لكنها تمثل تحديا آخر لحكومة تحاول بالفعل اخماد عدد من عمليات التمرد المسلح.