عربية ودولية
جنوب السودان يحتفل بالذكرى الأولى لاستقلاله على خلفية توتر مع الخرطوم
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢
جوبا - الوكالات: احتفل جنوب السودان امس الاثنين بالذكرى الاولى لاستقلاله بحضور قادة اجانب لكن في ظل غياب ملحوظ لممثلين رفيعي المستوى من السودان الذي تبقى علاقاته معه متوترة جدا بعد المعارك الحدودية في الربيع. وقال رئيس جنوب السودان سالفا كير «نحن قاتلنا من اجل ان يتم الاعتراف بحقوقنا بين مجموعة الامم الحرة ولقد ربحنا، لكننا لا نزال نعتمد على اخرين». واضاف «ان حريتنا اليوم غير مكتملة» قائلا «يجب ان نكون اكثر من محررين، يجب ان نكون مستقلين اقتصاديا». وبعد سنة، يشهد جنوب السودان مصاعب اقتصادية خطيرة حيث إن الدولة الناشئة حرمت من 98% من عائداتها منذ يناير حين أوقفت انتاج النفط اثر خلافها مع الخرطوم حول تقاسم عائدات النفط قبل الانقسام.
ومن اجل احتفالات الاثنين اعلن جنوب السودان عن لائحة كبيرة من الشخصيات الاجنبية التي كان يفترض ان تحضر، لكنها لم تكن موجودة في نهاية المطاف.
من جهته هاجم رئيس اوغندا يويري موسيفيني الرئيس السوداني مقدما دعمه لشعب جنوب السودان. وكان كير اعلن يوم الاحد ان البشير كان مدعوا «لكنه رفض المجيء إلى الجنوب». وفي السنة الماضية استقبل الرئيس السوداني بحفاوة في جوبا في احتفالات تقسيم السودان.
وهذه السنة كانت الخرطوم ممثلة فقط بنائب وزير الخارجية صلاح الدين محمد.
وفي وسط جوبا العاصمة تدفقت الحشود اعتبارا من الفجر نحو النصب التذكاري لجون قرنق الزعيم التاريخي لحركة التمرد الجنوبية الذي قتل في العام 2005 في تحطم مروحيته. وبدأت الاحتفالات اعتبارا من منتصف الليل.
والاستقلال جاء لينهي حوالي نصف قرن من الحروب الاهلية التي أوقعت ملايين القتلى. وقالت راشيل ادو الممرضة التي وصلت فجرا لأخذ مكان قرب موقع الاحتفالات وبالقرب من فرق الرقص «انه يوم عظيم لانها الذكرى الاولى لاستقلال بلادي».
وقال مايكل كينيي بنجامين وهو طالب «اليوم نحتفل باليوم الذي تحرر فيه الشعب من هيمنة العرب» في اشارة إلى السلطة العربية - المسلمة في الخرطوم.
وكانت السنة المنصرمة صعبة بشكل خاص ولاسيما بسبب التوترات الخطيرة مع السودان التي دفعت في يناير الدولة الفتية إلى وقف انتاجها النفطي ما حرمها من 98% من مواردها كما تطورت إلى معارك حدودية واسعة النطاق بين مارس ومايو. وقال رئيس المفوضية الاوروبية جان بينغ خلال الاحتفال «انا اشجعكم على المضي في اتباع خريطة الطريق التي اعدها الاتحاد الافريقي وقرار مجلس الامن الدولي وبصفتنا كاتحاد إفريقي نحن نوجه النداء نفسه للسودان».
وكان السودان وجنوب السودان خاضا مفاوضات شاقة تحت اشراف الاتحاد الافريقي لحل خلافاتهما حول النفط خصوصا لكن ايضا حول ترسيم حدودهما المشتركة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون في بيان ان «السلام والتنمية الدائمين في جنوب السودان لن يكونا ممكنين إلا حين يعيش السودان وجنوب السودان جنبا إلى جنب مع علاقات حسن جوار تحترم سيادة الاخر».
وكان نائب رئيس جنوب السودان ريك ماشار اقر ان السلطات لم تلب توقعات الشعب ونسب هذا الفشل إلى «المصاعب غير المرتقبة التي تمت مواجهتها».
وامام النصب التذكاري يقوم متطوعون بجمع هبات للجيش. ولا يزال يتوجب اليوم بناء الادارات والبنى التحتية والخدمات الاساسية في بلد انطلق تقريبا من الصفر، حيث إن الخرطوم لم تقم ابدا بتطوير المنطقة.
وتبلغ نسبة الاميين من الراشدين 73% فيما بالكاد تبلغ نسبة التعليم في الصفوف الثانوية 6%. احصائيا، فان مخاطر وفاة امرأة من جنوب السودان خلال الولادة اكبر من احتمال ان تكمل تعليمها الثانوي.
وقالت راشيل ادو الممرضة «لم تحصل تغييرات كثيرة، لكن الامور لن تتغير بمثل هذه السرعة، ستتغير بهدوء». واضافت «في السنة المقبلة ستحصل امور جيدة آمل في ان تحصل».
وادت اعمال عنف قبلية في عدة اقسام من البلاد ايضا إلى ظهور مخاوف على وحدة جنوب السودان.
ويوم الاحد اكدت واشنطن في رسالة تهنئة «التحديات الكبرى» التي تواجهها الدولة الناشئة مذكرة بان المعارك والصعوبات الاقتصادية «تهدد حتى الأسس التي يجب ان يبني عليها جنوب السودان مستقبله».