عربية ودولية
عنان في طهران بعد إعلان اتفاق للحل مع الأسد سيناقشه مع المعارضة المسلحة
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢
طهران - الوكالات: وصل الموفد الدولي كوفي عنان إلى طهران أمس الاثنين لبحث الأزمة السورية مع وزير الخارجية الإيراني، وفق ما نقلت قناة العالم الإيرانية الناطقة بالعربية.
وقبل مغادرته دمشق، أكد عنان بعد لقائه الرئيس السوري بشار الاسد أمس الاثنين، انه اتفق مع الأخير على طرح لوقف العنف في البلاد سيناقشه مع «المعارضة المسلحة».
وأضاف تلفزيون العالم ان عنان سيلتقي وزير الخارجية علي اكبر صالحي إضافة إلى سعيد جليلي الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي. وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية ان مؤتمرا صحافيا مشتركا سيعقد اليوم الثلاثاء بين عنان وصالحي.
وقال عنان بعيد وصوله بحسب ما اعلن المتحدث باسمه احمد فوزي «انا هنا لمناقشة الوضع في سوريا - كما تعرفون حصل اجتماع لمجموعة الاتصال حول سوريا في نهاية الشهر الماضي في جنيف- ولنرى كيفية العمل معا للمساعدة في تسوية الوضع في سوريا».
وسبق ان دعا عنان مرارا إلى إشراك إيران في المحادثات الآيلة لتسوية الوضع في سوريا، الا ان الأمريكيين والأوروبيين يعارضون هذا الرأي. ورغم الحاح روسيا، فان إيران لم تدع للمشاركة في اجتماع جنيف أواخر الشهر الماضي الذي ضم ممثلين للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن اضافة إلى عدد من الدول العربية وتركيا.
وكان عنان اقر السبت في حديث إلى صحيفة لوموند بانه لم ينجح في مهمته ودعا مرة أخرى إلى «عدم تجاهل إيران» في عملية البحث عن تسوية للوضع في سوريا.
وفي دمشق اعلن عنان انه اتفق مع الرئيس السوري بشار الأسد على طرح للحل سيناقشه مع «المعارضة المسلحة» من اجل وقف أعمال العنف المستمرة على وتيرتها التصعيدية في البلاد. ولم يفصل انان الطرح الذي تم التوصل إليه خلال الاجتماع «الصريح والبناء»، الا انه شدد على أهمية المضي في «الحوار السياسي الذي يوافق عليه» الأسد.
وانتقد المجلس الوطني المعارض زيارة عنان إلى دمشق، معتبرا ان إقرار عنان أخيرا بفشل مهمته في سوريا يستدعي تحركا دوليا عاجلا «تحت الفصل السابع» من ميثاق الأمم المتحدة. وقال المجلس في بيان صدر فجر الاثنين ان عنان اختار رغم استمرار القتل في سوريا «الاجتماع مع رموز النظام السوري بينما قوبل غيابه عن مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس باستغراب ودهشة الدول المشاركة». وأضاف أن السوريين «لا يجدون مسوغا لخطوات الموفد المشترك بينما تقتضي التصريحات التي أكد فيها ان مهمته ليست مفتوحة زمنيا، التحرك العاجل على المستوى الدولي لوقف مسلسل القتل الهمجي الذي يمارسه النظام». وتابع ان عنان «أقر ان خطته للتعامل مع الوضع في سوريا لم تنجح مما يستدعي التحرك العاجل على المستوى الدولي لوقف مسلسل القتل الهمجي الذي يمارسه النظام» السوري. وأضاف أن عدم التزام النظام ببنود خطة عنان «يقتضي وضع المجتمع الدولي أمام التزاماته وفي المقدمة اتخاذ مجلس الأمن قراراته تحت الفصل السابع وفرض عقوبات ملزمة على النظام».
كما انتقد المجلس دعوة عنان إلى إشراك إيران في حل الأزمة السورية، وقال انه يستغرب دعوته إيران للمشاركة في مجموعة العمل حول سوريا، «ويرى ان الدعم الذي يقدمه نظام طهران لحلفائه في النظام السوري يجعله شريكا في العدوان على الشعب السوري ولا يمكنه من أن يكون جزءا من الحل». في غضون ذلك دعت روسيا إلى «حل سياسي سلمي» في سوريا رافضة مجددا اي تدخل في هذا البلد، مع استقبالها المعارض السوري ميشال كيلو الاثنين.
وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة متلفزة «بأني مقتنع بان علينا بذل كل الجهود لاقناع اطراف النزاع بحل سياسي سلمي لتسوية كل الخلافات».
واضاف بوتين امام سفراء روسيا في الخارج في مقر وزارة الخارجية «بالطبع انها مهمة اكثر صعوبة ودقة» من اللجوء إلى «تدخل بالقوة من الخارج».
وأكد بوتين معارضة موسكو لاي تدخل مسلح من دون الموافقة المسبقة لمجلس الامن الدولي حيث تتمتع روسيا، كدولة دائمة العضوية بحق الفيتو، إلى جانب الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا. ميدانيا استمر القصف العنيف امس الاثنين على أحياء في مدينة حمص وخاصة حي جورة الشياح الذي تسعى القوات النظامية لاقتحامه، في حين وصلت الاشتباكات إلى العاصمة دمشق، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، الذي أفاد عن مقتل ما لا يقل عن 38 شخصا بينهم 12 في ادلب شمال غرب البلاد.
ولفت المرصد إلى استمرار القصف العنيف على أحياء بمدينة حمص من قبل القوات النظامية السورية التي تشتبك مع مقاتلين من «الكتائب الثائرة المقاتلة» على مداخل حي الخالدية وجورة الشياح وحمص القديمة، كما دارت اشتباكات في حيي السلطانية وجوبر ومنطقة كفرعايا، واقتحمت المدرعات مناطق في حي كرم شمشم.
واسفرت اعمال القصف في حمص عن مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة مقاتلين معارضين في الرستن، في حين تكبدت القوات النظامية «خسائر بشرية وخسائر بالمعدات». من جهة ثانية، لفت المرصد إلى ان حي كفرسوسة في العاصمة دمشق شهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين «استهدفوا سيارة تموين عسكرية على الطريق المتحلق الجنوبي قرب جسر داريا».
واوضح مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن في اتصال مع وكالة «فرانس برس» ان «السيارة العسكرية التي تمت مهاجمتها كانت تقل ستة من عناصر القوات النظامية تأكد مقتل اثنين منهم على الاقل، بينما استشهد مواطن كان موجود في المنطقة اثر اطلاق رصاص عشوائي من قبل القوات النظامية السورية». وأوضح ان ان «الجهة الجنوبية من المتحلق الجنوبي اي «الاتوتستراد» الدائري حول دمشق يفصل ما بين حي كفرسوسة الدمشقي وداريا في ريف العاصمة».