عربية ودولية
يوم حداد وطني في روسيا وسط غضب السكان بعد الفيضانات المدمرة
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢
كريمسك - (ا ف ب): واصلت أجهزة الإغاثة أمس الاثنين عمليات إزالة الأنقاض في كريمسك بجنوب غرب روسيا بعد الفيضانات الجارفة التي أسفرت عن 171 قتيلا، وسط غضب السكان تجاه السلطات بالرغم من إعلان فلاديمير بوتين الحداد الوطني. وفقد أكثر من 25 ألف شخص ممتلكاتهم كليا او جزئيا في هذه البلدة بعد هطول أمطار غزيرة ليل الجمعة السبت تسببت بفيضانات طاولت ايضا منتجع جيلانجيك وميناء نوفوروسيك المجاور، اكبر مرفأ روسي على البحر الأسود. وأعلن حاكم منطقة كراسنودار الكسندر تكاتشيف في بيان «أرى انه يجب إقالة رئيس مقاطعة (كريمسك) وعمدتها من مهامهم اليوم». وجدد التأكيد خلال اجتماع إدارة الأزمة ان العديد من السكان المحليين الذين التقاهم أكدوا له أنهم لم يتلقوا من مسؤولي مقاطعة كريمسك أي انذار بخطر فيضانات.
من جهته طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في الكرملين بتحقيق «في اقرب وقت ممكن» لاسباب هذه «الفاجعة الرهيبة». ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن بوتين قوله «لا بد من تحليل أسباب هذا الحادث - عمل كل الأجهزة وليس فقط نظام الإنذار بل كل التجهيزات المائية- لتفادي تكرار هذه المأساة في أماكن أخرى». وأضاف بوتين أمام عدة وزراء «يجب ان يتم ذلك في أسرع وقت ممكن، أطلعوني على سير الأعمال بحلول نهاية الأسبوع».
وميدانيا يشارك حوالي ثلاثة آلاف شخص من عمال الإغاثة والخبراء في الوزارة الروسية للحالات الطارئة في عمليات الإنقاذ في المناطق المنكوبة التي مازال بعض إنحائها مغطى بالسيول. وبدأ دفن الضحايا أمس الاثنين في عشرين جنازة في كريمسك في يوم حداد وطني أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تكريما لذكرى ضحايا الكارثة ولكن أيضا تكريما لذكرى 14 حاجا ارثوذكسيا روسيا قتلوا في حادث سير لحافلة في اوكرانيا يوم السبت.
وتم تنكيس الاعلام فوق قصر الكرملن وفوق الأبنية الرسمية، بينما ألغت القنوات التلفزيونية برامج الترفيه والاعلانات. كما ألغى رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف لقاء كان مقررا في سوتشي حول الألعاب الاولمبية الشتوية في 2014 في هذه المدينة الساحلية الواقعة أيضا في منطقة كراسنودار، من اجل ترؤس اجتماع خاص بالكارثة. وجددت السلطات الروسية تأكيدها الاثنين ان الفيضانات سببها الأمطار الغزيرة، مستبعدة العامل التكنولوجي. يصر السكان على ان الفيضانات نجمت عن إطلاق المياه المخزنة في سد نبردايفسكوي الواقعة قبل كريمسك. ويلوم الكثير من السكان السلطات بانها لم تنبههم باحتمال وقوع فيضان.
واعتبر وزير الحالات الطارئة فلاديمير بوتشكوف الاثنين ان جهاز الانذار «لم يعمل بشكل جيد» مشيرا إلى «أخطاء» بحسب وكالة الأنباء ريا نوفوستي. وفي حدث نادر، أجمعت الصحف الموالية للحكومة وصحف المعارضة على انتقاد السلطات المحلية.
وكتبت صحيفة ازفستيا المقربة من الكرملن «كارثة كريمسك.. هي خير مثال لما يمكن ان يؤدي إليه الإهمال». وأشارت صحيفة فيدوموستي الاكترونية الاقتصادية إلى ان السلطات كانت مدركة لخطر الفيضانات في المنطقة بما انها سبق ان واجهت فيضانات في عام 2002 تسببت في مقتل 200 شخص. وأوضحت الصحيفة ان الكارثة «أظهرت نفس أخطاء السلطات في حماية السكان من الكوارث الطبيعية ومن العصابات» منددة بـ«عدم كفاءة ولا مسؤولية» المسؤولين السياسيين. ومن جهتها عنونت صحيفة كوسمولسكيا برافدا المقربة من الحكومة «لماذا كل هذا العدد من القتلى»، بينما تحصرت موسكوفسكي كومسومولتس «كان يمكن ان نتنبأ ونتفادى كارثة كريمسك». وتابعت «المخيف أكثر ان سكان أي مدينة أخرى كبيرة أو صغيرة في أي منطقة (تواجه مشاكل) يمكن ان تعيش وضعا مشابها».