بيئتنا
نجاح قمة ريو+20 يكمن في انعقادها فقط
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٠ يوليو ٢٠١٢
تمخضت قمة ريو+20 التي كانت تهدف الى تشجيع العالم على اجتثاث الفقر وحماية الطبيعة عن صيغ فارغة وفضفاضة أثارت حفيظة المجتمع المدني وتساؤلات عن جدوى هذا النوع من اللقاءات الاحتفالية.
وقالت رئيسة البرازيل ديلما روسيف «نشعر بخيبة أمل لكنها لم تكن فاشلة تماما» مضيفة «انها نقطة انطلاق».
الاتفاق النهائي الذي اقره مساء الجمعة ممثلو 193 دولة بينهم نحو مائة رئيس دولة وحكومة بعنوان «المستقبل الذي نريده» لم يرو حقيقة ظمأ المشاركين.
ويشير الاتفاق إلى الاقتصاد الأخضر الذي يمكن ان يساعد في التغلب على الأزمة الاقتصادية وأيضا على التدهور البيئي للعالم لكنه لم يقدم خطوطا إرشادية أو يفرض أي التزامات. كما قررت القمة تعزيز برنامج الأمم المتحدة للبيئة لكن دون ان تعطيه قوة واستقلالية الوكالة الأممية الحقيقية.
ووسط الصيغ التوافقية التي تراعي المصالح الذاتية الوطنية اقتصرت أهداف التنمية المستدامة على «عدد محدود من التحركات» التي يتعين ان تنفذها الدول الغنية والفقيرة معا بحلول .2015
وتقول لورانس توبيانا مديرة مركز التنمية المستدامة والعلاقات الدولية انه «جدول زمني ضيق ومكثف» معتبرة ان هذه الأهداف تمثل «المكسب الرئيسي للقمة بلا جدال» مشيرة الى وجود «رغبة في النجاح».
ويرى دونان دانتك المتحدث باسم المنظمة العالمية للمدن والحكومات المحلية المتحدة ان قمة «ريو تعني اننا غير قادرين اليوم على ايجاد اتفاق في مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية للعالم لكنها تعني أيضا ان أمامنا ثلاث سنوات».
ويرى الشباب ان قمة مثل ريو+20 تخلق نوعا من الديناميكية مؤكدين في الوقت نفسه انهم كانوا يريدون «أكثر من ذلك بالنسبة للتنمية المستدامة». من جانبهم يقول ممثلو التجمعات المحلية ان الأمر كله يتوقف عليهم هم حيث ان كل شيء يتم على مستواهم، وأكدوا أيضا انهم وجدوا في ريو أفكارا جديدة.
وقال بريس لالوند احد منسقي القمة ان «نجاح هذا المؤتمر يكمن في انعقاده حيث يأتي الناس للتباحث وتبادل الأفكار والآمال ومناقشة الصعوبات». الا ان المنظمات غير الحكومية أعربت عن غضبها لقلة النتائج الملموسة التي خرجت بها القمة، وقالت «في المستقبل الذي نريده، يوجد التزام وتحرك وليس وعود فقط». لكنها اعلنت عزمها على التحرك واستغلال ما وصفته بـ«الفشل» كطاقة جديدة دافعة لتحويل «الغضب الى فعل». وقال دانيال ميتلر عضو منظمة غرينبيس ان «فشل ريو+20 سيعطي الناس طاقة وقدرة اكبر على التعبئة والنضال من اجل الكوكب».
وفي ختام المؤتمر تساءل أيضا عدد من المشاركين عن جدوى هذه المواجهات بين الدول والمصالح الخاصة حيث اعتبرت لورانس بوبيانا ان «ذلك يظهر عجز السياسة وشلل المنظومة ويبعث على التشاؤم حيال القدرة على الخروج بشيء ما».
واقر بريس لالوند هذه الفكرة قائلا ان «الحصول على اجماع 193 دولة أمر شديد الصعوبة حقيقة ربما ينبغي تعديل منظومة العمل» فيما اكد جيل بيرولت رئيس اللجنة الفرنسية للتنمية المستدامة ان «القواعد الهيكلية غير ملائمة معتبرا ان سيادة الدول بمفهومها التقليدي لم تعد مقبولة في عالم يعتمد على بعضه البعض».
وفي كلمته في ختام المؤتمر، الأكبر الذي تنظمه الامم المتحدة، شدد الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون على انه «الآن وقد انتهت الخطب حان وقت البدء في العمل» مضيفا ان «الطريق طويل وشاق وعقرب الساعة قصير والمستقبل بين أيدينا وعلى الجميع ان يعي ذلك».