الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٨ - الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢١ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)


«إبراهام لنكولن» .. قاطع رقاب مصاصي الدماء





يكرس ابراهام لنكولن رئيس الولايات المتحدة السادس عشر حياته، بعد وفاة والدته عام ١٨١٨ وهو طفل، للانتقام من قاتلها غريب الملامح، الذي تسلل إلى بيتهم في منتصف الليل، بعدما تصدى والده للإقطاعي الذي كان يجلد العبيد عنده من دون رحمة، والذي تغيرت ملامحه قبل جرح يد والدته، بينما شل الرعب ابراهام الذي كان يرقب حركته من العلية، حيث ينام.

وتتوالى أحداث فيلم «ابراهام لنكولن - مطارد مصاصي الدماء»، الذي يجمع بين الحركة والسيناريو ويحمل العديد من العبارات التي تدفع المشاهد إلى التأمل في مضمونها، لا سيما على لسان لنكولن. وبعد وفاة والده يشعر ابراهام أنه في حل من الوعد الذي قطعه لوالده بالتخلي عن فكرة الانتقام قبل تسع سنوات.

ينتقل لنكولن من ولاية إلى أخرى بحثا عن قاتل أمه بارنز، ولا يعرف قصة مصاصي الدماء إلا بعدما يتعرف على هنري الذي يدربه كصياد لمطاردة مصاصي الدماء ويقول له ليمنعه من الانتقام، «القوة الحقيقية لا تأتي من الكراهية بل من الحقيقة».

وفي سبرينغ فيلد بإيلنوا يبدأ لينكولن الذي يصوره المخرج مثل «سوبر مان»، بمطاردتهم واحدا بعد الآخر، وفي تلك البلدة تتجلى قدرات لنكولن الخطابية التي دعمتها دراسته للحقوق ليبدأ تدريجيا بدخول عالم السياسة، وتتوالى الأحداث والمطاردات في أجواء عاصفة وداكنة بين أمطار وضباب، وصراع بين مصاصي الدماء بقوتهم الخارقة وابراهام وصديقه هنري.

ولا يملك المشاهد بعد متابعة انتقال لنكولن إلى واشنطن والدخول في معركة جديدة لتحرير العبيد في الجنوب، وتحالف الجنوبيين مع مصاصي الدماء، من المقاربة بين ما يراه والواقع الراهن، وما ينشده لنكولن في معادلته عن التوازن.

بقي أن قصة العمل مستوحاة من رواية الأميركي سيث غراهامي سميث ١٩٧٦ التي تحمل العنوان نفسه والذي كتب سيناريو الفيلم أيضاً، والذي حققت له روايته السابقة «كبرياء وتحامل مع الزومبي» شهرة واسعة، حيث عرف عنه بناء قصته على جزء غير معروف من شخصيات أو أعمال تاريخية.

ويحسب على كاتب السيناريو ورود عبارة ربما لا تستوقف العديدين، حيث قال لنكولن في خطابه الأول قبل مقابلته للسيناتور نولان في نيو أورليانز (وكما بنى اليهود العبيد مصر).

أبرز ما يميز الفيلم الذي نفذت العديد من مشاهده رقمياً، هامش التوازن ما بين إيقاع الحركة والمطاردات في مسار القصة، وإن كان يؤخذ على الفيلم الذي مدته ١٠٥ دقائق، التحول شبه المفاجئ لشخصية لنكولن من مطارد لمصاصي الدماء إلى رجل سياسة فرئيس بأسلوب يبدو تلقائياً وحتمياً. أخرج الفيلم الروسي تيمور بيكاميبتوف الذي اشتهر عالمياً بسلسلة أفلامه عن مصاصي الدماء قام بدور لنكولن بنجامين وولكر الذي كان مقنعاً بأدائه وقريباً من أسلوب ليامن يسون البريطاني، ومثل دور هنري البريطاني دومينيك كوبر الذي يعيد لذاكرة المشاهد دور الممثل روبيرت داوني جونيور في شخصية شرلوك هولمز.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة