الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة

هيات يصف تكرار إصابات اللاعبين بالظاهرة ويقول:
المسئولية مشتركة بين اللاعبين وبرامج التدريب وبعض المعالجين (الأدعياء)

تاريخ النشر : الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢



وضع اختصاصي العلاج الطبيعي وإصابات الملاعب عقيل هيات إصبعه على الجرح وهو الذي يحمل على عاتقه مشوارا عريضا من التجربة الميدانية (20 عاما) تسبقها دراسة أكاديمية أخذته لحفظ الإصابات والوقوف على أسبابها ومسبباتها عن ظهر قلب ووصف تكرارها عند مختلف لاعبي الألعاب بما فيهم لاعبي منتخباتنا الوطنية بالظاهرة، وسعى هيات عبر الملحق الرياضي إلى لفت النظر إلى بعض النقاط التي لا ينبغي أن تمرّ على اللاعبين بصفة عامة والقارئ العام ومن يعنيه الأمر مرورا عابرا من زاوية أنّ العلاج الطبيعي مسؤولية ضخمة لأنها تتعلق بسلامة العنصر البشري حسب تعبيره.
التكوين الطبيعي
قال هيات بأنّ ظروف الإصابة تختلف من لاعب إلى آخر، ولكن بصفة عامة هناك إصابات يكون اللاعب غير مسئول عن حدوثها نظرا لتكوينه الطبيعي الذي وجد عليه فيما يتعلق بضعف العظام وتشوهات القدم والظهر والساق ويبوسة العضلات ورخاوة الأربطة وغيرها بيد أنّ هناك إصابات مكتسبة يكون اللاعب المسئول الأول أمامها مرتبطة بالنوعية الغذائية والتدخين والسهر وعدم الالتزام
سلوكيات مكتسبة
بالحصص التدريبية فمثل هذه الأسباب المكتسبة لا نرى لها موقعا من الإعراب في الأجواء الاحترافية مشيرا إلى أنّ البرتغالي مورينيو مدرب ريال مدريد الإسباني لم يجد إلا إيقاف لاعبه عددا من المباريات وتغريمه وتوجيه إنذار له لأنه ضبطه يدخّن سيجارة وهناك يعرفون بأنّ مثل هذه السلوكيات تؤثّر على مردود اللاعب في الملعب ومن هذا المنطلق متى ما وجد الثواب والعقاب فإنّه يمكن التقليل من مثل هذه السلوكيات حسب تعبيره.
إصابات متعلقة بالتدريب
وتابع اختصاصي إصابات الملاعب قائلا في السياق السابق: وهناك إصابات تفرض نفسها ولها ارتباط بالجانب التدريبي مثل فترة الإعداد غير المخطّط لها علميا وقد تكون غير مناسبة للفترة الأولى من الإعداد إضافة إلى دخول اللاعب في المباريات وهو يفتقد إلى الجاهزية فضلا عن عدم الاهتمام بعناصر اللياقة البدنية والاقتصار على السرعات مع إهمال بقية العناصر المكوّنة من رشاقة ومرونة وتوافق عصبي وتحمّل وغيرها.
جوانب مرتبطة بالعلاج
وشدّد هيات أثناء تشخيصه لظاهرة الإصابات على الجانب الطبي ويعني به اختصاصيي العلاج عندما قال بأنّ نسبة كبيرة منهم لا يحمل المؤهّل العلمي كي يتصف باختصاصي في هذا الميدان بل والكلمة لهيات بأنّ شريحة كبيرة منهم لا يملكون المعرفة الدقيقة للتشخيص مما يترتب عليه سوء العلاج والتأهيل وتأخر عودة اللاعب إلى الملعب أو تفاقم الإصابة مما يفرض على اللاعب التدخل الجراحي.
وتطرق هيات إلى الاختصاصيين الذين وصفهم بأصحاب الخبرات فإنّ هؤلاء يقومون بأدوار مركبة ليست من اختصاصهم ويرون في الطريقة التي يسلكونها على أنها تقودهم إلى التميّز في الوقت الذي يترتب على هذا التدخل ظهور انعكاسات سلبية يدفع ثمنها اللاعب المصاب نفسه فهذه النوعية من الاختصاصيين تراهم يرون في أنفسهم بأنهم إضافة إلى العلاج أطباء وجراحين واختصاصيي أشعة واصفا ذلك كله بأنّ هذه التداخلات تعدّ خطأ جسيما في الميدان الطبي واصفا نسبة الخطأ فيه مرتفعة في الوقت الذي يتطلب الموقف التعاون بين كل هذه الاختصاصات سعيا لتقليل نسبة الخطأ.
وأعطى هيات مثالا على كلامه الأنف الذكر وقال: يقوم بعض اختصاصيي العلاج بعمل الأشعة رغم أنّ الطبي هو من يحددها بل يصف نوعية الأشعة ويذهب إلى تحديد الإصابة ويصف فيما بعد نوعية الدواء من مسكنات على هيئة كبسولات أو أخذ إبر بل إذا احتاج اللاعب المصاب إلى برنامج غذائي فإنّ هذا الاختصاصي لم يتردّد في وضعه وهناك البعض منهم يلجأ إلى العلاج الشعبي (كالحجامة) بل هناك من يتدخل ويفرض على اللاعب حاجته للتدخل الجراحي ويحدد مكان الجراحة نفسها وكل ذلك يفرض ضغوطات لا حصر لها على الاختصاصي مما يولّد أخطاء لا حصر لها يدفع دائما ثمنها اللاعبون المصابون.
المخرج والحل
ويرى عقيل هيات بأنّ الخروج من هذه المتاهة سهل جدا وما علينا أن إلا الالتزام بما هو متعارف عليه في الدول إذ ينبغي أن ينحصر دور اختصاصي العلاج الطبيعي في علاج اللاعب وتأهيله بناء على التشخيص الصادر من الأطباء رغم أنه أحيانا يكون هناك وجهات نظر مختلفة بين الطبيب والاختصاصي إلا أنّ التشاور والاتفاق فيما بينهما مطلوبان في هذا الموقف، وعزا هيات سبب الاختلاف بين الطرفين إلى افتقار الأندية إلى الفريق الطبي والمكوّن من الطبيب العام واختصاصي التغذية وبقية العناصر مما يفتح الباب على مصراعيه لاختصاصي العلاج للقيام بكل المهام.
المؤهّل والخبرة
وطالب اختصاصي العلاج الطبيعي وإصابات الملاعب عبر الملحق الرياضي بعدم فتح الباب على مصراعيه لكل من هبّ ودبّ ليضع قدمه في هذا الميدان بل ينبغي قبل كل ذلك أن يخضع كل متقدم سوى كان محليا أو وافدا إلى فحص مؤهلاته العلمية والتأكّد من خبراته إذ ليس من السهولة أن يدّعي كل من دخل في الميدان صفة اختصاصي علاج فالمسؤولية كبيرة لأنها تتعلق بسلامة وصحة الإنسان.