عربية ودولية
عنان يطلع مجلس الأمن اليوم على نتائج مباحثاته في المنطقة حول الأزمة السورية
تاريخ النشر : الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢
بغداد - الوكالات: أعلن موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان امس الثلاثاء في بغداد انه سيطلع مجلس الأمن الدولي الأربعاء على نتائج محادثاته في المنطقة حول الأزمة السورية.
وحذر عنان في مؤتمر صحفي عقده بعد مباحثاته مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من توسع أعمال العنف في سوريا لتصل قرب الحدود مع العراق. وقال عنان خلال المؤتمر الصحفي «أجريت نقاشا جيدا مع رئيس الوزراء نوري المالكي وكان مثلنا قلقا جدا من أعمال العنف والقتل وابدى دعمه لخطة الست نقاط والية تطبيقها».
وأضاف «جئت إلى المنطقة لمناقشة الأزمة السورية وأخذتني رحلتي إلى دمشق وطهران والآن في بغداد، وحصلت على فرصة لمناقشة هذا الأمر مع القادة لبحث وقف القتل من أجل الشعب السوري وكذلك لضمان عدم انتقال الصراع السوري إلى جيرانه».
وأكد عنان «سأغادر الليلة وغدا (الاربعاء) سأوجز مجلس الأمن وإنا متأكد بان المجلس سيتخذ الاجراء المناسب، وكذلك يتخذ قرارا في ما يتعلق بالمراقبين الذين تنتهي مهمتهم في 21 من الشهر الجاري». واضاف «اعتقد اننا بحاجة إلى ان نواصل ضغوطنا، ونحن بحاجة ان نفعل ذلك بصورة بناءة». وقال «يجب ان نكون خلاقين من اجل وقف العنف، لقد حاولنا ذلك على المستوى الوطني، في 12 إبريل الماضي لكن المحاولة لم تنجح، والآن هناك جيوب عنف جدية حول العراق».
أضاف «لقد شاهدنا الوضع المأساوي في سوريا وعمليات القتل ومعاناة الناس، رجالا ونساء وأطفالا، هؤلاء الابرياء الذين علقوا وسط أعمال العنف». وتابع «جميع الذين تحدثت معهم، كانوا يشاطروني نفس القلق والحاجة بالنسبة لنا اليوم هي وقف هذا القتل».
وزيارة عنان المفاجئة إلى العراق هي الأولى له منذ ان أصبح مبعوثا للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا. ووصل عنان إلى العراق آتيا من طهران التي جددت الثلاثاء دعمها الكامل لخطته في محاولة وضع حد للازمة السورية.
وأعرب الموفد الدولي مجددا الثلاثاء عن الأمل في اشراك إيران في البحث عن حل في سوريا وهو ما ترفضه الدول الغربية والمعارضة السورية حتى الان وتتهم طهران بدعم نظام دمشق عسكريا.
والاثنين، اتفق عنان مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه معه في دمشق على طرح للحل سيناقشه مع «المعارضة المسلحة» من اجل وقف أعمال العنف المستمرة على وتيرتها التصعيدية في البلاد.
ودعا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إلى اجتماع جديد لـ«مجموعة العمل» حول سوريا. وأوضح بوغدانوف كما نقلت عنه وكالة انترفاكس «من جهتي يمكنني ان اؤكد فقط اننا نرحب بتنظيم اجتماع جديد لمجموعة العمل في موسكو»، قبل ان يضيف انه «لا يعارض ان تستضيف جنيف» مثل هذا الاجتماع.
وفي 30 يونيو اتفقت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) بالاضافة إلى تركيا وممثلين عن دول في الجامعة العربية في جنيف حول أسس عملية انتقالية في سوريا حيث تحولت الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد إلى نزاع مسلح.
وفيما يتعلق بالرئيس السوري بشار الأسد، أعلن بوغدانوف معارضته لان يتم تحديد مصيره «من قبل منتدى دولي يتصرف في إطار قضائي»، لان ذلك «من صلاحيات السيادة السورية حصرا».
من جانبه أعلن المجلس الوطني السوري المعارض ان رئيسه عبد الباسط سيدا سيؤكد خلال لقائه المسؤولين الروس في موسكو اليوم تمسكه بمطلب رحيل الرئيس السوري بشار الاسد و«زمرته الحاكمة» قبل البحث بأي مرحلة انتقالية في البلاد. ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين إلى «حل سياسي سلمي» في سوريا، معلنا رفضه لأي «تدخل بالقوة من الخارج».
وغادرت الثلاثاء مجموعة من السفن الحربية الروسية بقيادة سفينة القيادة الادميرال تشابننكو المضادة للغواصات، ميناء سيفيرومورسك القريب من مورمانسك شمال غرب روسيا متجهة إلى ميناء طرطوس، القاعدة البحرية الروسية الوحيدة في المتوسط، كما أفادت وكالة انباء انترفاكس. وغادرت ثلاث سفن لنقل الجند سيفيرومورسك برفقة سفينة الادميرال على ان تنضم اليهما سفينتان حربيتان خلال الرحلة، وفق الوكالة الروسية نقلا عن مصدر عسكري دبلوماسي. وصرح مصدر رفض الكشف عن هويته لانترفاكس ان «برنامج الرحلة يشمل التوقف في مرفا طرطوس». وتابع المصدر ان الرحلة تندرج في إطار الاستعدادات العسكرية للأسطول الروسي. وتابعت انترفاكس ان المصدر شدد على ان الانتشار «لا علاقة له بتصاعد توتر الوضع في سوريا».
وأكد مسؤولون روس كبار في قطاع تصدير الأسلحة الاثنين ان روسيا لن تبيع أسلحة جديدة إلى حليفتها سوريا إلى حين استقرار الوضع في هذا البلد.
واصلت القوات النظامية فجر الثلاثاء قصف الأحياء الخارجة عن سيطرتها في مدينة حمص وخاصة جورة الشياح، في حين حصدت الاشتباكات وأعمال العنف ثمانية قتلى نصفهم من القوات الحكومية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
إلى ذلك بدأ الجيش اللبناني بتعزيز وجوده في المنطقة الحدودية مع سوريا بعد حوادث اطلاق النار الأخيرة التي حصلت على جانبي الحدود شمال لبنان والتي تخللها سقوط قذائف في الأراضي اللبنانية، بحسب ما ذكر مصدر عسكري. وكان مجلس الوزراء اللبناني أكد في جلسة عقدها أمس الأول «ضرورة تعزيز الجيش على الحدود اللبنانية السورية واتخاذ الإجراءات والتدابير كافة لضبط هذه الحدود والمعابر المختلفة». وقال المصدر العسكري ردا على سؤال «نعم، بدأنا بإرسال تعزيزات»، مشيرا إلى ان «الانتشار سيستغرق بين أسبوع وعشرة أيام».
وكان الجيش اللبناني أفاد في بيان صدر في وقت سابق ان «تبادل اطلاق نار وقع اعتبارا من منتصف الليلة الماضية وعلى فترات متقطعة في منطقة وادي خالد» الحدودية في شمال لبنان «بين القوات السورية وعناصر مسلحة، تخلله سقوط عدد من القذائف داخل الأراضي اللبنانية ووقوع إصابات في صفوف المواطنين». وأوضح مصدر امني ان تبادل إطلاق النار وقع «على نقاط عبور عدة غير مشروعة» في وادي خالد حيث الحدود متداخلة جدا بين البلدين.