راصد
السكلر.. محاولة للفهم
تاريخ النشر : الأربعاء ١١ يوليو ٢٠١٢
جمال زويد
قلنا سابقاً وسنظل نقول إنه لا يُلتفت إلى خطأ ما وخطورته إلاّ بعد حدوث مشكلة أو نتيجة قد تصل إلى (دفق دم)! ولا يمكن أن تحصل فزعة إعلامية على طريقة وأدوات العلاقات العامة إلا حينما يكون قد حدث تقصير ما يُراد تغطيته ببث مجموعة من التصريحات، هنا وهنالك لكي يُقال إن الأمور كلها (تمام في تمام).
مشكلة مرضى السكلر الذين يتساقط منهم الموتى بأعداد مهما خففنا من حجمهم الرقمي فإننا لا نستطيع أن نقول إن الموتى منهم في معدلها الطبيعي أو مما قد يُقبل به وفق منطق الإمكانيات والخدمات المفترض تقديمها لهم والسعي إلى رعايتهم ومعالجتهم وفق ما تستدعيه حالتهم المرضية.
آخر ضحايا السكلر ثلاثة مرضى قضوا نحبهم خلال (24) ساعة بالأسبوع الماضي، ليرتفع عدد وفيات هذا المرض منذ بداية هذا العام فقط (16) مريضاً من مجموع (18) ألف مصاب بهذا المرض (السكلر)، يتساقط منهم سنوياً ما نستطيع وضعه في خانة العشرات، إذا حسبنا أن المتوسط الشهري للوفيات يبلغ اثنين!! وهذه الأرقام بحسب الإحصائيات الرسمية فقط، حيث يُقال إن أعداد المصابين بالسكلر يفوق هذا الرقم، قد يصل إلى (40) ألف مصاب عند ضم المرضى الذين يتعالجون في العيادات والمراكز الخاصة.
ما يثير الانتباه ويدعو الى الغرابة أنه لا توجد حدود للتصريحات والتوجيهات التي تشير إلى مقدار العناية والاهتمام بهؤلاء المرضى، ومع ذلك لم تتمكن وزارة الصحة حتى الآن من إنشاء مركز خاص لتشخيص حالاتهم وعلاجهم والعناية بهم، بدلاً من أن يكونوا مرضى غير معروفة - بدقة - حالاتهم أو أن يكونوا أرقاماً جديدة على قوائم انتظار الأسرّة في طوارئ السلمانية، الذي تشير بعض التقارير إلى أن ما يقارب النصف من مرتاديه، هم من مرضى السكلر!
قصة إنشاء هذا المركز الخاص بهذه الشريحة الكبيرة من المرضى مثيرة ومحيّرة وربما مضحكة! حيث تعاقب على إعلان إنشائه عدد اثنين أو ثلاثة وزراء سابقين تسلموا حقيبة وزارة الصحة، كما أنه تم وضع حجر الأساس للمشروع منذ حوالي ثلاث سنوات، وبحسب صديقنا (جوجل) فقد بدأت طلائع التبشير بإنشائه منذ عام 2008م - ربما قبله - لكنه مع ذلك لم ير النور حتى الآن!! للأسف الشديد؛ لا يكون الرد على تزايد الشكوى وتفاقم الحاجة وتساقط ضحايا هذا المرض إلا بإسالة المزيد من الأحبار لتقليل بياض الأوراق.
حاجة مرضى السكلر لا تتوقف عند حدود تنفيذ إنشاء المركز الموعودين به فقط، وإنما تتعدّاه إلى وسائل وإجراءات أخرى تكفل لهم الحياة الكريمة والتأقلم في أعمالهم ودراستهم وما شابه ذلك من أمور في سويّة معيشتهم ينبغي الالتفات إليها الآن.
سانحة:
صرحت يوم أمس هيئة تنظيم سوق العمل بأن حوالي (5400) عامل أجنبي موجودين في البحرين من دون فحص طبي، وذلك منذ عدّة شهور!! وأرجو ألاّ يثير هذا الرقم أي قلق أو خوف لدى المواطنين والمقيمين، فقد أصبحت لدينا مناعة من الأمراض! وربما يخرج علينا خلال الأيام القادمة من يكذب هذا الخبر المنشور يوم أمس أو يقللّ من خطورته أو يقرر أن هؤلاء الـ (5400) أصحّاء ومفحوصون، بحسب المختبرات المحلية والخارجية.