الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٢٩ - الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٢ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


معالم الفكر الإصلاحي لمليكنا حمد وأميرنا خليفة





كلنا يبحث أو معظمنا يريد أن يتغير لكننا نجهل مواطن التغيير، وقد نجهل ما الذي نريد تغييره، لا يعجبنا الحال الذي نحن فيه ونعيش به فكيف نتغير؟

الناظر الباصر من يتمعن في احتياج ذاته ومحتواها من أجل أن تبصر قواه روحا ومعنى، فالروح بالداخل هي الحماسة المتواصلة والشعور بالقوة من أجل عمل المستحيل للناس من أجل البناء والتوافق مع الذات، وقد تكون أكثر حزنا لكن أكثر حكمةً.

إن القوة تنمو بداخلنا في اللحظة التي يتحول فيها حلم مستقبلي إلى عمل في الوقت الراهن وفي هذه اللحظة يتدفق سحر يفوق الإدراك داخل نظام القوة، فكلما تمكنت من تحويل مسار الخوف وأن هنالك شيئا سيحدث إلى إنجاز في أرض الواقع أنجزت في الخارج بقوة الداخل (الأفكار التي لم تتحكم فيك) لسبب واحد هو وسع مساحة التفكير والقوة العقلية اللتين ملكتهما.

صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة حفظه الله ذو الفكر الوقاد والرؤية الفريدة من وضع مستوى الفكر من محدوده إلى ممدوده، بحلمه الذي نشده فحمل ساعياً بالجد مجده حتى تحقق ويتلألأ رويدا رويدا ليرسم ملامح المستقبل للمواطن البحريني.

مليكنا حمد يحمل نظرة ذات بعد يتفوق وعمل يتدفق ليكون المواطن البحريني داخل إطار المنظومة الإصلاحية، في تصوري لم نتمكن إلى الآن من فهم عمق النظرة الملكية التي تتوسع كلما شكا المواطن البحريني، لما يوليه جلالته من هم في وصول المواطن إلى الصدارة، وقد أشار جلالته مرارا وتكرارا إلى بعد واحد وهو ما يكون في المحتوى منظمة العائلة الواحدة، ومفهوم الأسرة الواحدة.

إن محور الإصلاح الصلاح،ومحور الصلاح الفلاح، ومحور الفلاح التطلع، ومحور التطلع الاستعداد له، وفي لقاءات متعددة مع جلالة الملك أيده الله وجدت صور الفكر الإصلاحي هي ما يشغل جلالته وهو ذاته حلمه المجسد.

سلسلة من الإصلاحات في مقاربات عملية تنفيذية ومجموعة من مبادئ وقوانين تشريعية ومبادرات سياسية وأخرى اجتماعية تفصل بين الحلم الملكي وتطلعاته إلى تقليص وتضييق الفوارق بين فئات المجتمع.

الرؤية الملكية هي مهد الفكر الإصلاحي لجلالته، وداعمهما رؤية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة سدد الله خطاه، في مجموع رؤى مشتركة لصناعة وطن المجد العربي (مملكة البحرين).

لربما يسأل المواطن عن مواضع الخلل وموارد الفساد التي تعصف بالجملة بمشروع الإصلاح المنشود.

توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة حفظه الله باني البحرين ومجدها واضحة بهذا الصدد، بأن يكون المواطن عينا على الوطن لحمايته وحماية مكتسباته والنظر بالعين الأخرى إلى المنجزات الوطنية وزيادة انجازاته.

من اللافت للحق أن يذكر للأمير خليفة بصمة واثبة واثقة ناصعة في بناء الوطن، اشتركت هذه البصمة مع حلم مليكنا حمد ليكون الوطن معجزة منجزة بفضل الحكمة المتوحدة.

عين بعض المواطنين على مواطن الفساد فقط ولكي يتمكن من السيطرة على الفساد يشترك في الإفساد من دون صناعة مفيدة، يتواصل الفساد لأنه لا رادع له، ويبقى القانون معطلا بحساب المحسوبيات ليس للوطن بل للشخصيات المتنفذة.

للأسف لم نعد نفرق بين الشخصية المتنفذة والشخصية المنفذة، ولم يكن بالحسبان للشخصيات الوطنية الأمينة والشريفة أن تقع في المفارقة بين الشخصيات، ذلك دفع بالكثيرين من الفهم الخاطئ في التصرف ودفع البعض للتطرف في غفلة مشتركة بين قوى التأزيم وبين المطالبين بالحقوق.

الفكر الإصلاحي المشترك بين صاحب الجلالة مليكنا حمد وبين صاحب السمو الملكي أميرنا خليفة فتح الآفاق لمنجزات وطنية سيعرف قيمتها الشعب بعد حين، والمطلوب منا كشعب وفي لهذه القيادة التمسك بها والحفاظ على ثوابتها لأنها ثوابتنا الوطنية.

قوى التأزيم تفتعل المشكلات وتحاول باذلة كل الجهد لكي يكون الشعب في شك في المنجزات الوطنية، والمطلوب منا أن نكون في وعي لا للالتفات خلف الدعوات المشبوهة بمحتوى الظاهر بأنها المطالبة بالحقوق، فلن يضيع حقنا مع رؤية التوحد بين مليكنا وأميرنا.

معالم الفكر الإصلاحي باتت واضحة وعما قريب تقترب الصورة لعصرنة حديثة برفاه المواطن البحريني، والمسألة مسألة وقت فيه نركز في التعاون المشترك فيما بيننا ولمستقبل أجيالنا، من دون النظر للخلف أو التستر بجلباب السواد.

مقومات الوطن وإمكانياته وقيادته قادرون على مد الوطن وشعبه ورفعهم لمصاف الدول الخليجية وبالمستوى الذي يطمح إليه كل مواطن، وليست هنالك مشكلة حين يتوحد الشعب مع قيادته في وجه الانتكاس الشخصي لمجموعات تريد جر الوطن للهاوية.

قوى التأزيم تستغل العولمة واختلاف الأفكار لتحول الاختلاف إلى داء يصيب عقل الإنسان ويصادر الثوابت الفكرية ويحرك القناعات العقلية لتكون رمزا في كان، لتنتشل البراءة من الوجدان وتعتقل صور التقدم والإتقان فهو استغلال العولمة صاحبة الايجاب والسلب في كل مكان.

حماك الله يا حمد.

حماك الله يا خليفة.

حماك الله يا سلمان.

حماك الله يا شعب المحبة.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة