عربية ودولية
الزياني: دول مجلس التعاون ترفض الهيمنة الإقليمية والدولية على الخليج العربي وأي تدخل في شئونها
تاريخ النشر : الخميس ١٢ يوليو ٢٠١٢
أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني أن دول المجلس تنظر إلى كل التحديات التي تواجهها نظرة متفائلة وإيجابية وتعتبرها فرصة لتقوية التعاون والتنسيق المشترك فيما بينها، وبين الدول والتكتلات الإقليمية والدولية. وقال إن مجلس التعاون لدول الخليج العربية تمكن خلال ثلاثة عقود من أن يصبح تحالفاً قوياً أكثر وعياً وقدرة على القيام بمسؤولياته الداخلية والخارجية.
جاء ذلك في كلمة الأمين العام لمجلس التعاون التي ألقاها في الجلسة الحوارية لمؤتمر كمبريدج لأبحاث الخليج الذي ينظمه مركز الخليج للأبحاث في جامعة كمبريدج صباح أمس الأربعاء 11/7/2012م.
وقال الدكتور عبداللطيف الزياني إن رؤية مجلس التعاون هي أن يحقق الازدهار بمعناه الشامل، وهو النمو الاقتصادي لكل دولة من الدول الأعضاء ولكل مواطنيها مع زيادة فرص تحقيق الطموحات الشخصية وتنفيذ البرامج التي تضمن تكافؤ الفرص لجميع المواطنين في مجالات التعليم والصحة والإسكان والخدمات الاجتماعية.
وأضاف أن مجلس التعاون يسعى إلى تحقيق خمسة أهداف استراتيجية أساسية وهي حماية دول المجلس ضد التهديدات الخارجية كافة، وزيادة النمو الاقتصادي، والحفاظ على مستوى عال من التنمية البشرية، وزيادة الوعي بإدارة المخاطر والكوارث، وتعزيز المكانة الإقليمية والدولية لمجلس التعاون.
وقال الدكتور عبداللطيف الزياني إن دول المجلس تؤمن بأن أي اعتداء على إحدى الدول الأعضاء يمثل اعتداء على الجميع، وأن النزاعات والخلافات ينبغي تسويتها بالطرق السلمية من خلال الحوار السياسي، وهي ترفض الهيمنة الإقليمية والدولية على الخليج العربي مثلما ترفض أي تدخل في شؤونها الداخلية.
وأضاف الأمين العام لمجلس التعاون إن الظروف الإقليمية المضطربة، وانتشار الإرهاب خلال السنوات الماضية أكد أهمية تقوية وتوثيق الترابط فيما بين دول المجلس وكذلك مع الدول الصديقة وبخاصة في مجال التعاون العسكري ومكافحة الحركات الإرهابية، كما أن دول المجلس لم تتوانَ عن تقديم المشورة في القضايا الإقليمية أو القيام بدور فاعل في النزاعات الإقليمية، مؤكداً أن دول المجلس تدرك أن أمنها واستقرارها مصان وراسخ بفضل الله أولاً ثم بفضل قدراتها الذاتية وتعاونها واتفاقياتها الدولية. وقال الدكتور عبداللطيف الزياني إن دول المجلس، بعد 31 عاماً من عمر المجلس، أصبحت أكثر ترابطاً وإدراكاً لمسؤولياتها الدولية، وتتحدث بصوت واحد في جميع المسائل الإقليمية والدولية، مشيراً إلى أن دول المجلس أصبحت تلعب دوراً أكثر فاعلية بالتعاون مع الدول الصديقة في مواجهة التحديات السياسية في المنطقة كما هو الحال في ليبيا وسوريا واليمن.
وتحدث الأمين العام لمجلس التعاون حول الجهود التي بذلتها دول المجلس لتسوية الأزمة اليمنية، وقال إن نجاح المبادرة الخليجية راجع الى تضافر عدة عوامل أسهمت جميعها في الوصول إلى اتفاق سياسي لنقل السلطة بأسلوب سلمي يحقن دماء الشعب اليمني الشقيق، ويحقق أمن واستقرار ووحدة اليمن وتطلعات شعبه.
وأضاف الدكتور عبداللطيف الزياني أن مجلس التعاون كان هو الوسيط الأنسب لتسوية الأزمة اليمنية بحكم قرب دول المجلس من اليمن جغرافياً وثقافياً واجتماعياً، إضافة إلى أن دول المجلس تتمتع بالمصداقية التي يتطلبها دور الوساطة والتي ساعد عليها وقوف مجلس التعاون على مسافة واحدة من كل أطراف الأزمة، مما أكسب المجلس ثقة وتعاون الأطراف الخارجية التي كانت تسعى إلى إخراج اليمن من أزمته. وقال الأمين العام لمجلس التعاون إن المبادرة الخليجية ارتكزت على خمسة مبادئ أساسية وهي أن يؤدي الحل إلى الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره، وأن يلبي تطلعات الشعب اليمني في التغيير والإصلاح، وأن يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة تجنب اليمن الانزلاق في الفوضى والعنف ضمن توافق وطني، وأن تلتزم الأطراف كافة بإزالة عناصر التوتر سياسياً وأمنياً، ووقف كل أشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض.
وأضاف الأمين العام لمجلس التعاون أن أحد عوامل نجاح المبادرة الخليجية هو دعم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس وتدخلهم المباشر لدعم عملية التفاوض ودفعها وتذليل العقبات، بالإضافة إلى إصرار دول المجلس ومثابرتها لإبقاء المبادرة قائمة رغم كل العقبات والمصاعب.
وأشار الدكتور عبداللطيف الزياني إلى أن الأطراف اليمنية الفاعلة في الأزمة بذلت جهوداً كبيرة لإنجاح المبادرة الخليجية ودعمها بالمشاركة في المفاوضات منذ بدء وضع مبادئ المبادرة الأساسية حتى صياغة بنودها وآليتها التنفيذية، مشيداً بتفهم القوى اليمنية وتغليبهم الحكمة وشعورهم بخطورة الوضع اليمني مما أوجد أرضية مشتركة في إيجاد حل سلمي للخروج من الأزمة.