الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بريد القراء


الحوار الذي يُُُعجبني

تاريخ النشر : الجمعة ١٣ يوليو ٢٠١٢



{ يعجبني الحوار الذي ينطلق من منطلقات دعم الحجج وكشف الحقيقة ولا يعجبني المحاور الذي يجعل من الحوار مطية لإضعاف الآخر.
{ يعجبني المحاور الذي يرضخ للحق وإن جرى ذلك على لسان خصمه ولا يعجبني المحاور الذي يعتقد امتلاكه للحقيقة المطلقة دون غيره.
{ يعجبني المحاور الذي ينتصر لعقيدته من خلال التحدث عن سماحة الدين وقبوله للآخر ولا يعجبني الذي ينتصر لدينه عبر تشويه عقيدة الآخر.
{ يعجبني الذي يحاور الآخر على مبدأ التآخي والمحبة والرحمة ولا يعجبني المحاور الذي يجعل من زلة الآخر ميناءه الذي يبدأ منه عملية قنص الآخر.
{ يعجبني المحاور الذي ينصت للآخرين أثناء حوارهم علّهُ يجد في كلامهم شيئا من الحقيقة الغائبة لتكتمل لديه الصورة ولا يعجبني الذي يتعالى على الآخر في حواره ساعيا لإسكاته وإلجامه.
{ يعجبني المحاور الهادئ الذي يوصل فكرته بطرق الحوار العلمية ولا يعجبني المحاور الذي يرفع صوته في حديثه ليلفت النظر إليه على قاعدة «خدوهم بالصوت لا يغلبوكوا» حينها حتماً سنتحول من ساحة الحوار إلى جبهة العنف والإجبار.
{ يعجبني الحوار الذي يُتخَذ كآلية لبناء الأوطان ولا يعجبني الذي يجعل من الحوار معول هدم للأوطان.
{ يعجبني الحوار الذي يناقش مصلحة الوطن العامة ولا يعجبني الحوار المشخصن والمطأفن.
{ يعجبني الحوار الذي يجعل من المتحاورين جبهة موحدة في وجه كل معتد أثيم ولا يعجبني الحوار المرتكز على شروط تعجيزية تنفيذا لأجندات خارجية.
{ يعجبني الحوار الذي يُبحَث فيه عن أنسب الحلول للأزمات التي تعصف بالوطن ولا يعجبني الحوار الذي يكون سدا في وجه التوافق الوطني.
{ يعجبني الحوار الذي ينقل إلى معاناة الآخر وهمومه ولا يعجبني الحوار التكفيري والتخويني والإقصائي.
{ يعجبني الذي يدافع عن حقوقه عبر الحوار والطرق السلمية ولا يعجبني المحاور الذي يريد أن يأخذ الكعكة كلها من دون أن يمنحني جزءا منها.
{ يعجبني الحوار الذي يقيم مع الآخر علاقات متينة أساسها الاحترام ولا يعجبني المحاور الذي تتغير أراؤه المتوافق عليها بمجرد اجتماعه مع المؤزمين.
{ يعجبني المحاور الذي يتنازل عن شيء من حقوقه لتحقيق المصلحة الوطنية ولا يعجبني المحاور الذي يرتقي على أكتاف مكونات المجتمع باسم الشعب تنفيذا لأغراضه السياسية.
{ بالحوار يمكننا أن نتعايش.. وبالحوار يمكن ان نحقق معا المصالح المشتركة.. وبالحوار فقط نتوافق.. وما ذكر تلخصه آية في كتاب الله قال فيها المولى سبحانه: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن».
أديب البشير