الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد

سعيا إلى العودة للإقليمية وخلق توافق في عالم يعمل بسرعتين
«ديلويت»تطرح ثلاثة سيناريوهات لمستقبل نظام النقد الدولي في 2030

تاريخ النشر : السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢



فيما تنتشر انعكاسات أزمة ديون اليورو بقوة في مختلف أنحاء العالم، يشير تقرير جديد صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي بالتعاون مع «ديلويت» نشر في اسطنبول، إلى ثلاثة سيناريوهات محتملة لمصير نظام النقد الدولي في عام 2030 بناء على خيارات محتملة حول السياسات الخاصة بالعملات الإقليمية الأساسية في العالم - اليورو، والدولار، واليوان.
يفيد التقرير «غموض يلف اليورو، والدولار، واليوان: سيناريوهات محتملة لمستقبل نظام النقد الدولي»، بأن الاستقرار النقدي الدولي عرضة للخطر نظرا لحالة الغموض التي تلف أدوار هذه العملات المستقبلية على المستوى الدولي، وبالنظر إلى الخيارات السياسية لكل من هذه العملات والتي قد تبدّل بشكل جذري المسارات العالمية للتجارة وحركة رؤوس الأموال.
ويقول الشريك المسؤول عن قطاع الخدمات المالية في ديلويت الشرق الأوسط جوزف الفضل «من الواضح أنّ النظام النقدي الدولي الحالي الذي يعتمد على الدولار بحاجة إلى التطور، فالعالم يتحول نحو نظام نقدي متعدد الأقطاب يرتكز على اليورو والدولار واليوان، وتحتاج كل من هذه العملات إلى تعديلات داخلية ضرورية تحد من دورها الدولي المستقبلي».
كما يشير التقرير إلى أنّ منطقة اليورو تتمتع ببنية حاكمية ضعيفة، فيما تكافح الولايات المتحدة في وضعية ضريبية غير واضحة، وستضطر الصين إلى حل نقاط ضعف منهجية تشوب نظامها الضريبي في حال أرادت لليوان أن يتربع على المستوى العالمي. في هذا السياق، يقدّم هذا التقرير ثلاثة سيناريوهات معقولة ومختلفة لنظام النقد العالمي:
العودة إلى النزعة الإقليمية:
في ظل هذا السيناريو، تبقى التحديات المالية غير معالجة في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو حيث يحوّل صانعو القرارات اهتمامهم إلى المسائل الداخلية؛ ويشهد النمو العالمي المتباطئ وانخفاض الطلب على الصادرات صعوبة من حيث إجراء التعديلات على نموذج النمو الصيني، مما يؤدّي إلى إبطاء الإصلاحات الاقتصادية؛ فتنخفض التدفقات التجارية والمالية على المستوى العالمي مع زيادة تركيز الدول على الروابط الاقتصادية الإقليمية.
التوازن في مجموعة الاثنين:
يرتكز هذا السيناريو على تفكّك تدريجي للاتحاد النقدي الأوروبي نتيجة الجمود السياسي وزيادة الركود؛ والاختلال في التوازن بين مجموعة الدولتين G2 (الولايات المتحدة والصين)؛ والضغوطات المتزايدة التي تفرضها نسبة الاستهلاك المتزايدة في الولايات المتحدة ونمو الاقتصاد الاستهلاكي في الصين على الموارد الطبيعية.
خلق توافق في عالم يعمل بسرعتين:
وفقا لهذا السيناريو، ومع تمكن أوروبا من إصلاح حوكمتها الاقتصادية وبروزها كاتحاد مالي، تركّز الأسواق على الوضع المالي غير المستدام في الولايات المتحدة. وتواصل الصين، متسلّحة بالنمو القوي الذي تشهده، استخدام عملتها الرنمينبي بفاعلية للتجارة في الأسواق الناشئة. نتيجة لذلك، يظهر نظام نقدي بديل يشكل الرينمينبي قلبها النابض، وتبرز أسئلة حول كيفية خلق التوافق في هذا العالم الذي يعمل بسرعتين مختلفتين.
وتقول كريستل فان دير إيلست، رئيسة قسم التوقعات الاستراتيجية في المنتدى الاقتصادي العالمي «تشكّل حالة الغموض التي تلف العملات مصدر قلق متزايد بالنسبة للشركات نظرا إلى الاندماج السريع للتجارة العالمية وتدفقات رأس المال في العقود الأخيرة. الأمر الذي جعل الروابط بين مختلف أجزاء الاقتصاد العالمي أكثر أهمية لتحقيق الازدهار العالمي في حين أنّها، في الوقت نفسه، تجعل نظام النقد العالمي، بالإضافة إلى العملات الدولية الأساسية التي يرتكز عليها هذا النظام، أكثر هشاشة».