الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

الشيخ عبدالله بن سالم المناعي خطيب جامع الخالد:

ونحن على أبواب رمضان.. تذكروا حصار إخوانكم في سوريا

تاريخ النشر : السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢



تحدث فضيلة الشيخ عبدالله بن سالم المناعي خطيب جامع الخالد عن شهر رمضان بوصفه الشهر الفضيل وذلك تحت عنوان: «رمضان نقطة تحول» فقال: الحمد لله الذي خص شهر رمضان بمزيد الفضل والاكرام، أحمده وأشكره على إحسانه العام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله تفرد بالكمال والتمام، شهادة مبرأة من الشرك والشكوك والأوهام، أرجو بها النجاة من النار، والفوز بدار السلام، وأشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله أفضل من صلى وصام، وأتقى من تهجد وقام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه هداة الأنام، ومصابيح الظلام، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد: فيا أيها المسلمون، اتقوا الله جل وعلا، فتقواه مجتمع الخيرات، وسبب نيل البركات، ووسيلة لتفريج الهموم والكربات.
أيها المسلمون، نزل بساحتكم شهر كريم وموسم عظيم، يحمل خيرات عظيمة، وبركات كثيرة، فيه مضاعفة للحسنات، وتكفير عن السيئات، وإقالة للعثرات، مخصوص بأسمى الصفات وأزكى الدرجات.
اخوة الاسلام، قدوم هذا الشهر نعمة عظمى، وادراكه منة كبرى، تستوجب الشكر، وتقتضي اغتنام الفرصة الكبرى، بما يكون سببا للفوز بدار القرار، والنجاة من النار، يقول الله جل وعلا: «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» (البقرة: 183)، ويقول صلى الله عليه وسلم: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشراب فشفعني فيه، ويقول القرآن: أي رب، منعته النوم فشفعني فيه، فيشفعان) حديث صحيح.
معاشر المؤمنين، رمضان شهر العفو والرحمة والغفران، يقول صلى الله عليه وسلم: (إذا جاء شهر رمضان، فتحت أبواب السماء - وفي رواية -أبواب الجنة، - وفي رواية: - أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين) أخرجه الشيخان.
ويقول صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.
الا فليكن رمضان فرصة لنا للنظر في الاحوال، والتفكر في الواقع، ما فسد، ونعالج ما اختل.
ليكن هذا الشهر انطلاقة خير نحو مستقبل مشرق، ونقطة تحول الى أحسن الاحوال، وأقوم الاقوال والافعال.
أيها المؤمنون هناك في عالم المسلمين فقراء لا مورد لهم، ومشردون لا أوطان لهم، يعيش كثيرون أياما قاسية، ويذوق آخرون مرارات متنوعة، قتلا وتشريدا، وافسادا، ولا حول ولا قوة إلا بالله جل وعلا. نعم أيها الاخوان ان اخواننا في سوريا وفي عامهم الثاني يعيشون في معاناة وحصار وجوع.. فلقد حاصر طاغية الشام الشعب السوري ومنع عنهم الماء والغذاء والعلاج نقول له ولكل الطواغيت والظلمة في الارض انكم لن تحاصروا مدد السماء فالله ليس غافلا عما يفعله الظالمون فارفعوا أيها المسلمون أكف الضراعة ونحن في هذه الايام نستقبل شهر الخيرات والدعوات الى الله ان ينصر اخواننا في سوريا وفي كل مكان فالامر ايها الاخوة لا يحتمل مزيدا من التآخر والتردد فقد وعدنا الله بالنصروهو قادم ان شاء الله.
وتذكروا وأنتم في رمضان، اخوانكم المستضعفين في كل مكان، خصوهم بصالح الدعاء، وخالص التضرع الى المولى جل وعلا، قال صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا ترد دعوتهم) وذكر منهم: (الصائم حين يفطر) حسنه ابن حجر.
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد ان سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، الداعي الى رضوانه، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه واخوانه.
أما بعد:
فيا أيها المسلمون، اتقوا الله جل وعلا، فبالتقوى يصلح العمل، ويغفر الزلل.
اخوة الاسلام، شهر رمضان موسم عظيم لنيل الخيرات، وفرصة لاستغلال المغانم والبركات. من خيراته المتعددة انه شهر تضرع وقيام، ووقت تقرب للملك العلام، في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».
فحافظوا ــ رحمكم الله ــ على صلاة التراويح في جماعات المسلمين، تأسيا بنبي الامة سيد الانبياء والمرسلين عليه افضل الصلاة والتسليم، ومن قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة، كما جاء في الحديث الصحيح.
ثم اعلموا ان من أفضل الاعمال وأزكاها الصلاة والسلام على النبي الكريم، اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، والائمة المهديين، ابي بكر وعمر وعثمان وعليّ وعن سالئر الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين.