الرياضة
موقف رياضي
تاريخ النشر : السبت ١٤ يوليو ٢٠١٢
كشفت الأخبار الأخيرة التي تم تداولها أمس أن لاعب كرة القدم الدولي الأرجنتيني السابق دييغو مارادونا الذي يعمل مدرباً في الوقت الحاضر لفريق نادي الوصل الإماراتي قد أبدى العديد من التنازلات من أجل أن يستمر في تدريب هذا النادي الخليجي والمحافظة على الراتب والامتيازات الأخرى.
إنك حين تقرأ مثل هذه الأخبار الرياضية تشعر أن الإنسان يكون أحيناً مضطراً لإهدار كرامته من أجل المال أو المحافظة على شيء من الشهرة التي اكتسبها من ملاعب الكرة وفي حالة مارادونا هذا شيء من هذا القبيل لأنه يعلم أن أندية العالم لن تستدعيه ولا حتى أي نادٍ أرجنتيني مغمور لأنهم يعرفونه حق المعرفة وبالتالي فالرجل خسر الكثير الآن ولا أعتقد أن مسئولي نادي الوصل الإماراتي سيقبلون تنازلاته أو شروطه حتى لو كانت ضعيفة لأنهم اكتشفوا إنه غير قادر على تحقيق شيء لأنه أصلاً لاينتمي إلى عالم التدريب. هكذا تدور الدائرة بهذا اللاعب الذي طلب منه الاتحاد الانجليزي لكرة القدم أن يعتذر عن الهدف الذي أحرزه بيده في كأس العالم عام 1986 بالمكسيك في مرماهم لكنه كابر وعاند وقال عبارة نخجل أن نذكرها لأنها تمس اسم الجلالة خالقنا العظيم.
أنا شخصياً أشعر بأن مارادونا سيقرر الرحيل عن كرة القدم ويتجه إلى نشاط آخر غيرها بعد أن عرفته الأندية رجلاً لا يمتلك القدرة على محاكاة أبسط المدربين المغمورين الذين يتطلعون إلى التطور لكن هذا الرجل يريد أن يصعد إلى القمة على أهرامات من القش وبالفعل حاول لكنه تعثر وسلك الطريق المظلم السحيق. لا يوجد أي رياضي في العالم يتمنى لغيره أن يفشل لأن لاعب الكرة الذي يرتدي قميص اللعب يكون محاطاً بالحب والتبجيل والإعجاب حتى لو اختلف معه الناس ولا نرضى بالطبع أن نشاهد لاعباً يخادع الغير وفي النهاية تكون الورقة الختامية بهذه الصورة المؤلمة والمفزعة للاعب يفترض أن لا يطرق باب التدريب إلاّ إذا كان قد اجتاز جبال هملايا في الدورات والتعليم والحفظ التكتيكي لكن مارادونا يريد أن يأكلها سهلة ومقشرة وبدون أن يبذل أي مجهود.