عربية ودولية
غضب عالمي إزاء أحدث مذبحة "التريمسة" لكن لا إجراءات للرد
تاريخ النشر : الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٢
وصفت الولايات المتحدة قادة سوريا بالقتلة بعد هجوم شنته قوات الرئيس السوري بشار الاسد على قرية وخلف عشرات القتلى لكن لا تزال حالة الجمود قائمة بين القوى الدولية بشأن كيفية انهاء اراقة الدماء. وندد الامين العام للامم المتحدة بان جي مون بما وصفه مراقبو المنظمة الدولية على الارض بانه قصف "عشوائي" شمل اطلاق صواريخ من طائرات هليكوبتر على بلدة التريمسة في محافظة حماة المضطربة. كما طالب الاسد بالالتزام بخطة السلام التي ترعاها المنظمة الدولية في سوريا.
ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ما حصل في بلدة التريمسة بـ"المذبحة اللا انسانية"، مشددا على ان النظام السوري سينهار "عاجلا ام آجلا".
وعلى النقيض من الولايات المتحدة التي وصفت قادة سوريا بالقتلة قالت الصين انها تندد بقوة "بالتصرف الذي يلحق الأذى بالمدنيين الأبرياء" لكنها لم تذكر الجهة التي تعتقد انها نفذت الهجوم يوم الخميس على بلدة تريمسة.
وتواصل الصين وروسيا عرقلة الجهود الغربية لفرض عقوبات اشد صرامة على سوريا او اتخاذ اي خطوة ترى الدولتان انها تدعم "تغيير النظام" في دمشق. وقال ليو وي مين المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في بيان مقتضب "نحث مجددا جميع الاطراف المعنية في سوريا على اتخاذ خطوات عملية والتوقف الفوري عن جميع اعمال العنف والعمل بجد على حماية المدنيين". وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند امس انه لا يزال هناك وقت للتوصل لحل سياسي لتفادي اندلاع حرب أهلية في سوريا لكنه حث روسيا على التوقف عن عرقلة جهود الاتفاق على قرار في مجلس الامن. وتابع خلال مقابلة بمناسبة العيد الوطني لفرنسا "أبلغت فلاديمير بوتين بأن أسوأ شئ يمكن أن يحدث هو حرب أهلية في سوريا ومن ثم فلنعمل سويا للتوصل لحل سياسي لتفاديها. لا يزال هناك وقت"؟.
ودخل وفد من المراقبين الدوليين التريمسة للتحقق مما جرى. واكدت المتحدثة باسم بعثة المراقبين سوسن غوشة ان "وفدا من المراقبين توجه إلى التريمسة للتحقق مما جرى وقد تمكنوا من دخول البلدة" موضحة ان الموكب "تألف من 11 مركبة".
واوضحت ان البعثة "لم تطلب اذنا رسميا"، مشددة على ان رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سوريا الجنرال روبرت مود "كان واضحا" خلال مؤتمره الصحافي في دمشق الجمعة حين اعلن عن استعداد بعثة المراقبين الدوليين للتوجه إلى التريمسة والتحقق من الوقائع "عندما يحصل وقف جدي لاطلاق النار". واضافت غوشة "علمنا بالامس (الجمعة) انه كان هناك وقف لاطلاق النار، لذا ارسلنا دورية إلى التريمسة في مهمة استطلاعية قامت بتقييم الوضع لجهة حصول وقف اطلاق النار وامكانية دخولنا إلى البلدة". ولفتت إلى انه بناء على ذلك "ارسلنا اليوم (السبت) دورية متكاملة من اجل التحقق مما جرى".
من ناحيته افاد الناشط الاعلامي المعارض ابو غازي في اتصال هاتفي ان "المراقبين الدوليين وصلوا إلى التريمسة وقد عاينوا اماكن القصف واجروا مقابلات مع الاهالي".
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان افاد ان القوات النظامية قصفت الخميس الماضي بلدة التريمسة في هجوم بالدبابات والمروحيات ما ادى إلى مقتل اكثر من 150 شخصا، بينما اعلن الجيش السوري من جهته انه قتل عددا كبيرا من "الارهابيين" في التريمسة نافيا قتل أي مدني.
في الوقت ذاته تواصلت عمليات القصف على المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وخصوصا في ريف دمشق وحمص ما ادى إلى مقتل 42 شخصا بينهم تسع نساء وسبعة اطفال، في حين شهدت درعا جنوبا اقتحاما لاحدى بلداتها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر المرصد ان مئات من جنود القوات النظامية اقتحموا بالدبابات وناقلات الجند المدرعة بلدة خربة غزالة وسط اطلاق رصاص كثيف، حيث بدات حملة مداهمات واعتقالات في البلدة. وفي ريف دمشق، افاد المرصد ان سبعة مدنيين قتلوا، بينهم اربع سيدات وطفلة إثر سقوط قذيفة على منزل في مدينة دوما. وقتل ستة من المقاتلين المعارضين اثر هجوم شنوه على حاجز للقوات النظامية في منطقة تل سلور في محافظة حلب على الحدود السورية التركية، بحسب المرصد الذي اشار إلى "مقتل ما لا يقل عن خمسة من عناصر الحاجز".