الجريدة اليومية الأولى في البحرين


عربية ودولية


أزمتا مالي والسودان على جدول أعمال الاتحاد الإفريقي عشية قمة متوترة

تاريخ النشر : الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٢



اديس ابابا - (ا ف ب): يبحث الاتحاد الإفريقي الأزمة الحالية في مالي التي تعتبر "من اخطر الأزمات" التي تجتازها القارة السمراء، إضافة إلى التوترات بين السودان وجنوب السودان، عشية قمة يتوقع ان تطغى عليها خلافات داخلية في قيادة المنظمة. ولم يحضر سوى عدد قليل من القادة الأفارقة أمس السبت لدى افتتاح اجتماع مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي ومنهم وخصوصا الذي يترأس المجلس حاليا الرئيس العاجي الحسن وتارا ورئيس بنين الذي يتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي حاليا والوسيط في الأزمة المالية رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري.
والتحق رئيسا جنوب السودان سلفا كير والسودان عمر البشير الواحد تلو الأخر بقاعة المناقشات - التي تجري في جلسة مغلقة- في أول لقاء لهما منذ نشوب معارك بين جيشيهما في مارس ومايو. وغادر الرئيسان بعد ذلك القاعة الواحد تلو الآخر بينما كان اجتماع مجلس السلم والأمن متواصلا من دون الإدلاء بأي تصريح للصحافيين. كذلك حضر الاجتماع رؤساء النيجر محمد يوسف وجيبوتي إسماعيل عمر غلة وموريتانيا محمد ولد عبدالعزيز وزيمبابوي روبرت موجابي. وأعلن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينج لدى افتتاح الاجتماع ان "لا مجال للشك في ان الوضع في مالي من اخطر الأزمات التي تواجهها قارتنا" مؤكدا ان "استمرارها يشكل خطرا حقيقيا على ديمومة دولة مالي والاستقرار والأمن الإقليميين".
وأكد بينج الذي يترشح الأحد لولاية جديدة على رئاسة هذه الهيئة الأساسية في الاتحاد الإفريقي، ان "المبادئ، سواء كانت صيانة وحدة وسيادة البلاد او رفض الإرهاب والتغييرات الحكومية المناهضة للدستور، تمثل أهمية أساسية بالنسبة للقارة".
من جانبه حذر الحسن وتارا من ان "هدف المجموعات الإرهابية بخلق معقل في شمال مالي ومركز تنسيق للشبكات الإرهابية في القارة يشكل تهديدا خطيرا للسلام والأمن الإقليميين والدوليين". ودعا وتارا مجددا مجلس الأمن الدولي إلى "اعتماد قرار سريع يسمح بنشر قوات في مالي في إطار الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة" الذي ينص على إجراءات قسرية يمكن ان تذهب إلى حد استعمال القوة في حال وجود خطر محدق بالسلام.
وبشأن الأزمة السودانية تحدث رئيس المفوضية عن تقدم "بطيء ومتفاوت" في تطبيق "خريطة الطريق" التي أعدها الاتحاد الإفريقي من اجل إيجاد حل للتوتر المستمر بين السودان وجنوب السودان منذ انقسام السودان في يوليو 2001 والذي أدى بين مارس ومايو إلى معارك عنيفة عند حدودهما المشتركة. وتابع بينج "لكنني ألاحظ بكثير من الارتياح ما أكده البلدان مؤخرا من إرادتهما العودة إلى روح الشراكة في مفاوضاتهما" بهدف "إنهائها في المهلة المحددة".
وقد استؤنفت المفاوضات بين البلدين في مايو في اديس ابابا من دون تحقيق تقدم حقيقي حتى الوقت الراهن باتجاه تسوية كاملة للخلافات العالقة بين البلدين وهي ترسيم الحدود وقضية النفط ووضع المناطق المتنازع عليها.وسيعرض وسيط الاتحاد الإفريقي في الأزمة السودانية رئيس جنوب إفريقيا سابقا ثابو مبيكي على المجلس تقريرا حول تطور المفاوضات. وأضاف بينج في خطابه ان "المشهد الجيوسياسي في إفريقيا ما زال متفاوتا" مشيرا إلى "عودة وتكرار أزمات التوتر" مع "تحسن الوضع إجمالا" مؤكدا ان إفريقيا شهدت اقل نزاعات مسلحة خلال العقدين الأخيرين. وقال بلهجة حازمة ان "الانقلابين العسكريين في مالي وغينيا بيساو يشكلان تراجعا خطيرا ولا شيء يمكن ان يبررهما" معربا عن قلقه من حركة العصيان الجارية حاليا في جمهورية الكونغو الديمقراطية التي أعادت إلى الأذهان التوترات مع رواندا المجاورة وحيث ما زالت تزدهر عدة مجموعات مسلحة.
من جهته دعا رئيس بنين بوني يايي إلى "تعزيز وحدة" الاتحاد الإفريقي التي تواجه أزمة داخلية خطيرة منذ فشل القمة الأخيرة في يناير والبت بين ترشيحي بينج وخصمه الجنوب إفريقية نكوسازانا دلاميني زوما إلى رئاسة المفوضية.