الجريدة اليومية الأولى في البحرين


أخبار البحرين

وزيرة الثقافة تعلن انطلاق (تاء الشباب) سبتمبر القادم
شباب البحرين قدموا إبداعات ثقافية متنوعة خلال المهرجان

تاريخ النشر : الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢



عقدت وزارة الثقافة مؤتمرًا صحفيا أمس (الأحد) أعلنت فيه عن فعاليات وبرامج مهرجان (تاء الشباب) للعام 2012م في دورته الرابعة، حيث ينطلق بداية سبتمبر ويتواصل حتى نهايته تحت شعار "تفكير.. تجسيد.. تحديث"، بمبادراته المختلفة التي يستمر بعضها للعام الرابع على التوالي، مثل: "كلنا نقرأ"، "درايش"، "تشكيل"، "تكنيك"، "حفاوة"، والمزيد من المبادرات الثقافية التي يتم تدشينها للمرة الأولى وهي: مبادرة "أوبراليك" التي تجمع المسرح بالموسيقى، ومبادرة "سينما". بالإضافة إلى تبادل ثقافي فكري بين الشباب البحريني والمغربي يتم للمرة الأولى ضمن مبادرة "دوزنة".
بنت محمد آل خليفة اعتزازها بالإطلالة الجديدة لمهرجان "تاء الشباب"، مشيرةً: "هؤلاء الشباب استطاعوا على مدى الأعوام الماضية تقديم تجارب ثقافية مميزة ومحاولات مختلفة تقارب مشاهد فكرية وثقافية متنوعة، وفي هذا الصيف أيضًا يشاركون في صياغة جماليات عديدة تترك بصمة في مسيرة العمل الشبابي الثقافي في البحرين"، مبينةً أن مثل هذه المشاريع تعدّ أجيالاً متمكّنة ومتمرسة في مجال الثقافة. مؤكدةً في الوقت ذاته أن مهرجان العام الجاري يكتسب أهمية وخاصة نظرًا لأنه يأتي ضمن عام المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012م، وهي المناسبة العربية التي تكرّس تأسيس بنية تحتية ثقافية، ووزارة الثقافة تراهن على الشباب وترى أنهم أساس في مسيرة التنمية الثقافية، ولا بد من إعدادهم واكتشاف خبراتهم ومواهبهم للقيام بدور فاعل في الفترة المقبلة.
وأكدت وزيرة الثقافة الشيخة ميوأوضحت رئيسة اللجنة التنظيمية الأستاذة رندة فاروق أن ثيمة المهرجان تحمل معاني الابتكار وتنزع إلى إضفاء لمسات جديدة من خلال الفعاليات النوعية المقدمة من المبادرات، إذ يزخر المهرجان بجدول حافل بالفعاليات المتنوعة والتي تتطرق إلى الكثير من المواضيع الثقافية. وأشارت فاروق إلى أن الافتتاح سينطلق في الأول من سبتمبر في مجمع 338 بمنطقة العدلية، يليه تدشين مقر التاء في القسم الجديد بمجمع السيف في الثاني من الشهر ذاته، وتستمر الفعاليات والأنشطة على مدى شهرٍ كامل، يختتم فيه تاء الشباب مبادراته في آخر سبتمبر.
والجدير بالذكر أن نشاط شباب التاء وبالأخص فريق القادة الذين يضعون البرنامج والخطط، يجتمعون بصفة دورية أسبوعية في الغالب في مقرهم الجديد بمركز التدريب الملحق بمركز الجسرة للحرف اليدوية بناءً على توجيهات من الوزيرة بتوفير هذا المكان لهم لممارسة جهودهم وإبداعاتهم، كما أنهم يمارسون عملهم المكثف على مدى الشهور الماضية وبصفة مستمرة حتى نهاية فترة المهرجان من نفس المقر.
وفي إشارة للمبادرات المشاركة هذا العام، تحتفي حملة "كلنا نقرأ" المعنية بنشر ثقافة القراءة وتشجيع الشباب عليها بالكاتب اللبناني جبران خليل جبران في مناقشة كلاسيكية لكتاب "النبي"، كما تستضيف الدكتور عبدالإله بلقزيز في "جدل الديمقراطية"، والكاتبة السورية د.هيفاء بيطار لمناقشة مجموعتها القصصية "يكفي أن يحبك قلب واحد لتعيش". ومن مصر، يناقش الشباب الكاتب عزت القمحاوي حول كتابه "الغواية"، ويستحضرون معًا تجربة الشاب الكويتي عبدالوهاب الحمادي في روايته "الطير الأبابيل" ليتحدثوا حول إنسان ما بعد الحرب ومناوشاته النفسية والاجتماعية. ولا تقتصر فعاليات "كلنا نقرأ" على مناقشات الكتب فقط، بل خصصت ورشتين: الأولى حول تطوير الذات للمدرب البحريني لؤي الخاجة محورها كتاب "الدوافع المحركة للبشر" لكاتبته سوزان كويليام، والثانية للكويتي د.ساجد العبدلي بعنوان: "كيف تجعل القراءة جزءًا من حياتك؟". كما تقدم أمسية شعرية "من ثلاث جهات" تجمع بين الشعر النبطي والحداثي والفصيح، ومعرضاً للكتب المستعملة. ولعامها الثاني على التوالي تدعم الأقلام الشابة في "إصدار أول"، فيما تستمر فعاليات القراءة الأسبوعية للأطفال على شكل مراحل مشوقة.
وبحلة جديدة وأهداف أوسع، تركز مبادرة "درايش" من خلال فعالياتها هذا العام على إعادة إحياء المساحات والأماكن الحيوية والسعي إلى تحديثها وإعادة هيكلتها بما يتلاءم مع التراث المعماري البحريني من خلال "كأن نفعل الأمل" التي سيتوجه فيها المعماريون الصغار إلى إحدى ساحات المحرق لإعادة تأهليها، وفعالية "يخضرّ كشجرة" التي تركز على تصميم الحدائق وتفعليها لتكون أكثر حيوية وجاذبية. كما تجوب "درايش" المعمار في مسارين، الأول بداخل مملكة البحرين في فعالية "تجرّبنا المدن" التي ينتقل فيها الجمهور حول أهم المعالم البحرينية لاستعراض روعة البناء الهندسي وتكوينه الذي ترك بصمة واضحة في النسيج العمراني البحريني، بالإضافة إلى جولة مصغرة حول حضارات العالم في "العالم في مدينة" من خلال افتراض يستعرضون فيه معمار الشعوب الأخرى وما يميز ثقافتها البصرية عبر توظيف العناصر المعمارية وكيفية تناولها في مختلف الحضارات. ما يميز هذه المبادرة في نسختها الرابعة هو تفاعلها مع الحضور الذي لن يتّخذ دور المتدرّب أو المستمع فقط، بل سيكون مشاركًا فاعلاً في "لايك آند ديسلاديك"، حيث يكون كل واحد منهم محكّمًا وصاحب رأي لتقييم آراء المسؤولين والمحللين لقوانين البناء والتخطيط المعماري في البحرين، بالإضافة إلى فعالية "لن ينتظر البيت أكثر" والتي يستشير فيها المهتمون مصممين داخليين للتمكّن من تنسيق وتصميم منازلهم. وفي سياق القصة، تستضيف "درايش" كلاً من المعماريين الإسباني "إنريك رويزجلي" والمصري "وليد شعلان" في "حكاية مدينتين" لمناظرة مدينة برشلونة بالمدن العربية، وتطرح إشكاليات التغيير والنمو الحياتي ووقوع الهوية ما بينهما. كما تنحرف في وقتٍ لاحق إلى سكة الشعر في أمسية "العمارة في قلب الشعر". ومن أجل الإبقاء العمراني وتحدي الزوال، تستعمل "لحظة" الصورة الفوتوغرافية لترسيخ ذاكرة مكانية تحمي الأماكن الآيلة للزوال والغياب من فقدانها تمامًا عبر الصورة، وتُصدر أيضًا في مجال التوثيق والتحرير كتابًا تستعرض فيه فكر المعماريين الذين أثروا على الحركة المعمارية في البحرين. أما ختام فعالياتها، فتتجه إلى أكثر الأفكار المعمارية شيوعًا واقترابًا من الطفولة في فعالية "سحر الرمال". أما "تشكيل" فتأتي بجديدها في مجال الفنون البصرية من خلال أعمال فنية متنوعة تُعرض بطريقة حديثة مغايرة، حيث تتعامل فعالية "ضوء وقهوة" مع تقنية الرسم الضوئي لإبراز جماليات جديدة ومدهشة في أحد المقاهي. كما تقدم للأطفال "ممسكة بقزح الأطفال" من خلال "الكوميكس - الرسومات الكاريكاتيرية القصصية" التي تدشن فيها "تشكيل" بالتعاون مع "كلنا نقرأ" أول إصدار قصصي على هيئة مجلة وخاصة بالأطفال. تتجه المبادرة عمومًا إلى المفهوم الجمالي والجدارايات في محاولة لتحديث وتجميل الحوائط من خلال الرسم عليها وإضفاء اللمسات الفنية عليها عبر فعالية "منظور" التي توظف تقنيات الخداع البصري، و"غرافيتي" التي تشارك بخبرات لبنانية وفرنسية لتقديم لوحات تعبيرية شعبية وشائعة. كما تستفيد من بطاقات شحن الهواتف لرسم بورتريهات فنية في فعالية "ألو". ومن إبداع الصورة، تعيد "تشكيل" نقل الحدث ومسارات الحياة بأعين وعدسات مختلفة، في فوتوغرافيا "حيٌ بأكثر من أنا"، فيما تزاوج في فعالية "من قبيل الكلام" بين الخطوط العربية الأصيلة وعدسات الشباب الفوتوغرافية. وتتيح في مادة الصورة أيضًا تجسيد الوطن بصورة عفوية عبر مشاركات الراغبين في "أنستغرامرز" التي توظف تطبيق "الأنستغرام" وتتبع خطوات التقنية الحديثة والمشاعة في جذب الجمهور. وكعادتها السنوية، تقيم معرضًا فنيًا للشباب المتميزين من خلال فعالية "حقيبة" التي توضّب حياة الآخرين في نطاق المحمول والانتقال بمطار البحرين الدولي. وأخيرًا تدشن المبادرة عملها الفني "أوريغامي" الذي يجسد فن تشكيل الورق ولكن بحجم ضخم وغريب.
من جهة أخرى، تقدم مبادرة "تنصيص" عددًا من الورش المتخصصة في المجال الإعلامي، حيث تفتتح فعالياتها بورشة عمل حول التقارير الثقافية في الإعلام السمعي والمرئي للدكتور إيلي فلوتي مستشار التطوير في إذاعة وتلفزيون البحرين، فيما تتعمق د. أماني الحلواجي من جامعة البحرين في تفسير إشكاليات الإعلام الإلكتروني وتوظيف خفاياه. فيما تلتبس المسافة ما بين "تنصيص" والمغرب، إذ تستضيف كلاً من الإعلامي عدنان ياسين والأستاذة أسمهان عميمور رئيسئة إذاعة المغرب في ورشتين منفصلتين تركزان على إعداد التغطيات الإعلامية الثقافية المكتوبة، الإذاعية والمرئية.
وتستمر مبادرة "تكنيك" للعام الثاني على التوالي والتي تركز على الجوانب التقنية والإلكترونية من خلال فعاليات تجمع بين الفائدة العلمية والمتعة في آن واحد، إذ تفتتح فعالياتها بـ"تويت أب" يلتقي فيه المغردون للنقاش حول إشكاليات شبكات التواصل الاجتماعي، تتبعها فعالية "ارسم شيئاً" على أجهزة الآيباد لإضفاء اللمسات وفتح المخيلات الإبداعية. ودمجاً بين الموسيقى والتقنية، تقيم "تكنيك" فعالية "آي ميوزيك" بالعزف على أجهزة الآيفون والآيباد، كما تستعرض مشاريع تخرج خريجي مجال التقنية والاتصالات في فعالية "خارج المعادلة". كما تدشن ضمن أنشطتها لتدشين مكتبة إلكترونية لمختارات من الكتب البحرينية تحت عنوان: "أسرع من ورق".
أما "دوزنة" المعنية بضبط الإيقاع بين المبادرات وخلق التوازن بينها، تُشرِع باب الثقافة هذه المرة ناحية المغرب، إذ تبدأ فعالياتها بأمسية شعرية بعنوان: "خارجاً من حروبه الصغيرة" للإعلامي والشاعر المغربي "عدنان ياسين"، ومن ثم تناقش مع مثقفي المغرب في طاولة مستديرة موضوع الربيع الثقافي في جلسة بعنوان: "ماذا عن ربيع عربي من نوع آخر؟". وفي اقتراب شعري، تدمج في آخرها التجربة الشعرية المغربية بالتجربة المحلية في أمسية بعنوان "لف القصيدة جيداً".
مبادرة "حفاوة" لهذا العام، تستدرج طيف الكاتب المصري الراحل د.عبدالوهاب المسيري الذي يعد من أبرز المؤرخين العالميين المتخصصين في الحركة الصهيوينة في فعالية "ماركسي في الشارع اليهودي"، حيث تصدر كتابًا باسمه ضمن سلسلة "أطياف" كعادة تاء الشباب في كل عام.
وسعياً لإتاحة فرصة المشاركة للمزيد من الشباب وإضافة لمسة نوعية ثقافية على المهرجان، تشارك مبادرة "أوبراليك" للمرة الأولى مركزة على الفن الموسيقي المسرحي، حيث تقدم عرضين مصغرين على شكل "اسكتشات"، الأول بعنوان "ما يكفي لأغنية" والآخر "نقلد الموسيقى"، بالإضافة إلى ورشة "مهارات التواصل عبر المسرح" للبناني ميشيل الحوارني. كما تقدّم "أوبراليك" ختاماً لفعالياتها مسرحية "الكناس والوتر" مختزلة بذلك جميع التدريبات وورش العمل والإعدادات في مسرحية مغناة.