مسافات
هل هناك علاقة بين الـ 11 مليون دولار والملف النووي الإيراني؟!
تاريخ النشر : الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
لا دولة في العالم (فوق الشبهات) ولذلك فان خبر دخول 11 مليون دولار أمريكي عبر مطار البحرين الدولي بحجة أنها مجرد رواتب موظفي ومنتسبي القوات الأمريكية في البحرين أمر لا يدخل عقل أي لبيب بالإشارة يفهم!
عملية إدخال مبلغ 11 مليون دولار جاءت متزامنة مع أصوات شعبية وبرلمانية وسياسية تندد بالتدخلات الأمريكية في الشئون الداخلية البحرينية، وانحياز الإدارة الأمريكية إلى جانب (جمعية الوفاق) وسياستها الطائفية، وتصعيدها للعنف في الشارع.
ليس هذا فحسب. بل جاءت متزامنة مع تصاعد أعمال العنف والتخريب والمظاهرات في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وخصوصا ما حدث الأسبوع الماضي في منطقتي القطيف والعوامية!
لا دخان بلا نار حقيقة علمية تنطبق على السياسة أيضا، وهذا يقودنا إلى المعلومات التي نشرها الزميل الكاتب (السيد زهره)، والتي تكشف عن توجهات إيرانية ومحاولات لإقحام (موضوع البحرين) في محادثاتها النووية مع مجموعة (5+1)، وأكدتها وزارة الخارجية البحرينية، وقالت إنها كانت تتابع الموضوع، وهناك رسالة جماعية من مجلس التعاون الخليجي) إلى الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لرفض وإدانة محاولات إيران لإقحام البحرين في المحادثات النووية.. وقالت الخارجية البحرينية (وهذا هم الأهم):
(رد فعل دول 5+1 كان ايجابيا جدا، وانه كان هناك أجماع على رفضهم المطلق لإقحام البحرين في المحادثات النووية، ورفض هذه الدول مناقشة أي قضايا إقليمية في غياب الدول المعنية).
رد الدول 5+ واحد جميل جدا.. لكن إلى أي حد يمكن أن تلتزم به الولايات المتحدة الأمريكية؟! فهي لا تتردد في عقد الصفقات السرية (من تحت الطاولة)، لضمان مصالحها السياسية والعسكرية والاقتصادية في العالم.. فيكف الحال بمصالحها في مياه الخليج العربي التي تحتفظ بأكبر ثروة نفطية في العالم؟!
ومثلما باعت أمريكا (العراق) بأكمله لإيران! ما الذي يمنعها من ان تبيع (البحرين) هي الأخرى لإيران مقابل طي الملف النووي الإيراني من دون قطرة دم لجندي أمريكي؟!
ما يحدث في البحرين منذ فبراير عام 2011 حتى الآن، وما يحدث في المنطقة الشرقية بالسعودية، وإصرار (الإدارة الأمريكية) على اعتبار (الوفاق) هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب البحريني! يجعل (خبر) دخول الـ 11 مليون دولار أمريكي إلى مطار البحرين قد تكتنفه رائحة تصعيد أمني عنيف في الشارعين البحريني والسعودي قريبا، لتنفيذ صفقة الملف النووي الإيراني مع (واشنطن)، وكما قلنا (لا دخان بلا نار)!