الرياضة
نهائي من أروع النهائيات السلاوية
المحرق قهر الأبطال وجعل الدوري والكأس حقيقة لا خيال
تاريخ النشر : الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢
فرض الواقع نفسه وأنصف الفريق الأفضل في الموسم المنصرم 2011/2012 وهو المحرق الذي جمع بين بطولتي الدوري والكأس في نهاية سعيدة لكل عشاقه ومحبيه الذين كانوا واثقين من قدرة فريقهم على التربع على منصات التتويج، فريق المحرق لكرة السلة قهر الأبطال حيث خطف من المنامة بطولة كأس زين البحرين لكرة السلة في حين خطف من الأهلي درع الدوري، وبذلك جعل المحرق من الدوري والكأس حقيقة لا خيال محققاً الثنائية التاريخية التي يحلم بها كل فريق، وبذلك كسر المحرق القاعدة والتي كانت موجودة في الخمسة مواسم الأخيرة حيث يفوز بالكأس فريق وبالدوري فريق آخر، ولم يكن الطريق مفروشاً بالورود إذ شاهدنا أربع مباريات في نهائي الدوري وكان الجميع يترقب المواجهة الخامسة الفاصلة وخصوصاً بعد الانطلاقة القوية من الأهلي في المباراة الرابعة بين الفريقين واتساع الفارق إلى 26 نقطة مع بداية الربع الثاني، فارق لم يحبط من عزيمة لاعبي المحرق الذين لم يستسلموا على الإطلاق بل حاولوا وبذلوا مجهودا جبارا حتى أدرك أحمد حسن الدرازي نجم المباراة التعادل قبل 17 ثانية من النهاية عبر ثلاثية ناجحة لتمتد المباراة إلى شوط إضافي حسمه المحرق بعد ذلك لصالحه وأنهى المباراة بالفوز بنتيجة 100/92 ليتوج بطلاً للدوري ويحرم الأهلي من فرصة الذهاب إلى المباراة الفاصلة، وبذلك يفوز المحرق 3/1 بعد أن عوض خسارته في الجولة الأولى بنتيجة 84/70 إلى ثلاثة انتصارات متتالية بنتائج 92/90 و70/61 و100/92، وكانت جميع المباريات مليئة بالإثارة والتشويق وقد حبست أنفاس الجماهير حتى النهاية إذ لم تحسم المباراتان إلا في الشوط الإضافي في حين أن المباراتين اللتين حسمتا في الوقت الأصلي جاء الحسم فيها في آخر دقيقة، المحرق أستحق اللقب وأكد معظم التوقعات المنطقية التي كانت تضعه بطلاً قبل انطلاق أي بطولة محلية نظراً الى العمل المميز الذي يقوم به الجهاز الإداري برئاسة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل خليفة وحسين الدرازي مدير الفريق واللذين يحسنان إبرام الصفقات الناجحة لفريقهم، تتويج المحرق ببطولتي الدوري والكأس جاء نتيجة حسن الاختيارات والتعاقدات، فالمدرب الأمريكي تشارلي باركر أثبت كفاءته التدريبية وصواب قراءته الفنية في المباريات المصيرية الحاسمة، والمحترق سي جي قال كلمته في أوقات الحسم وأثبت أنه أفضل محترف في دورينا السلاوي، أما المخضرم أحمد مال الله فهو فال الخير ووجه السعد على المحرق إذ أستطاع أن يسهم في قيادة الفريق نحو الثنائية التاريخية، وكانت صفقتا بدر عبدالله جاسم والسيد كاظم ماجد أيضاً من الصفقات الناجحة للمحرق فكلا اللاعبين كانت لهم أدوار مساندة في مصلحة المحرق، وبالتالي القيادة الإدارية المحنكة هي من أهم أسباب تتويج المحرق.
ومن الجميل أننا سنشاهد نفس الفريق الذهبي بكامل أفراده في الموسم القادم لأن المحرق حرص على تجديد عقود معظم اللاعبين وفي طريقه الى التجديد مع جميعهم بما فيهم الجهاز الفني بقيادة الأمريكي تشارلي باركر اضافة إلى المحترف سي جي، ومن المتوقع أن يستعين المحرق بمدرب وطني يكون مساعد لباركر في الموسم القادم، هذا الجيل الذهبي سجل تاريخ جديد غير مسبوق للسلة المحرقاوية وقد يواصل مسيرته الناجحة ويجعل لكرة السلة البحرينية عصر وزمان يحتكر فيه المحرق البطولات كما فعلها من قبله الأهلي والمنامة لفترة من الزمن، المحرق قادر بهؤلاء اللاعبين الشباب أن يكون الرقم الصعب والمرشح لكل بطولة محلية قادمة.
إن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة والمحرق أستطاع أن يحقق ثاني بطولاته في دوري السلة والمستقبل أمامه لتحقيق المزيد من البطولات في المواسم القادمة إذا ما حافظ على نفس الفريق الذهبي الذي يضم نخبة من النجوم الواعدين.