عربية ودولية
طنطاوي: مصر لكل المصريين "وليست لمجموعة بعينها"
تاريخ النشر : الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢
أكد رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية المشير حسين طنطاوي امس الاحد ان "مصر لكل المصريين وليست لمجموعة بعينها" في اشارة واضحة إلى جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها الرئيس محمد مرسي، وهو اول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير 2011 التي اطاحت بحسني مبارك. وقال طنطاوي في تصريحات على هامش احتفال بتسليم وتسلم قيادة الجيش الثاني الميداني نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية ان "مصر لن تسقط وهي لكل المصريين وليست لمجموعة بعينها". واضاف "ان القوات المسلحة لن تسمح بذلك" في اشارة إلى ان الجيش لن يسمح بهيمنة جماعة الاخوان المسلمين التي تتهمها احزاب يسارية وليبرالية بالسعي للسيطرة على كل مؤسسات الدولة.
وتأتي تصريحات المشير طنطاوي فيما تشهد مصر اختبار قوة بين الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين وبين المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي عهد اليه الرئيس السابق حسني مبارك بالسلطة لدى تنحيه عام 2011، والقضاء الذي قضى بعدم دستورية قانون الانتخابات التشريعية وبحل مجلس الشعب الذي كان الاخوان المسلمون يتمتعون بالاكثرية فيه.
واستعاد المجلس الاعلى للقوات المسلحة السلطة التشريعية في البلاد بعد حل مجلس الشعب غير ان معركة سياسية مازالت محتدمة حول الدستور الجديد للبلاد، الذي شكلت جمعية تأسيسية يهيمن عليها الاسلاميون لوضعه.
واعلن رسميا امس الاحد ان مرسي اصدر قانونا سبق ان اصدره مجلس الشعب يتضمن معايير تشكيل الجمعية التأسيسية وينص وخصوصا على إقرار الدستور الجديد في القراءة الثانية بأغلبية 57%.
ويأتي اعلان اصدار هذا القانون قبل 48 ساعة من الحكم الذي ينتظر ان تصدره محكمة القضاء الاداري غدا الثلاثاء في دعاوى تطالب ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية.
من جانبها التقت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امس في القاهرة كبار المسؤولين العسكريين في البلاد بعد ان اكدت يوم السبت "دعم الولايات المتحدة القوي" لعملية الانتقال الديمقراطي في مصر اثر لقائها الرئيس الجديد محمد مرسي.
وغداة اللقاء مع مرسي، اول رئيس مدني لمصر، التقت كلينتون لاكثر بقليل من ساعة المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع مع عدد من اعضاء المجلس العسكري.
وقال مسؤول في الخارجية الامريكية انهما "تباحثا في عملية الانتقال السياسي والحوار القائم بين المجلس العسكري والرئيس مرسي".
والسبت اوضحت الوزيرة الامريكية التي كانت قد دعت اكثر من مرة إلى احترام نتيجة الانتخابات، انها ستدعو المشير طنطاوي إلى العمل على عودة العسكريين إلى دورهم الاساسي في حماية "الامن القومي". ويدور صراع بين الجيش والرئيس المنتخب منذ ان منح المجلس العسكري نفسه سلطة التشريع منتصف يونيو الماضي بعد ان قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية قانون الانتخابات الذي انتخب بموجبه مجلس الشعب الذي اصبح بذلك باطلا. وفي عبارات مختارة بعناية في هذا السياق الحساس اكدت كلينتون يوم السبت انه "من الواضح جدا ان المصريين في خضم مفاوضات معقدة بشأن المرحلة الانتقالية" وخاصة فيما يتعلق بالبرلمان والدستور الجديد وصلاحيات الرئيس. وقالت "الديمقراطية عملية صعبة. وهي تتطلب حوارا وتفاهما" مضيفة "نريد المساعدة. لكننا نعرف ان الشعب المصري هو صاحب القرار وليس الولايات المتحدة".
واليوم ناقشت كلينتون ايضا المساعدة الامريكية للاقتصاد المصري المتدهور، وقال المسؤول الامريكي نفسه ان المشير طنطاوي شدد على ان "النهوض بالاقتصاد هو اكثر ما يحتاج إليه المصريون في الوقت الراهن".
وتشمل المساعدة 250 مليون دولار من القروض للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة اضافة إلى انشاء صندوق امريكي مصري بقيمة 60 مليون دولار للمؤسسات.
والتقت كلينتون كذلك ممثلين عن الاقباط الذين يشكلون ما بين 6% إلى 10% من عدد السكان.
ويثير فوز الاسلاميين في الانتخابات التشريعية ثم الرئاسية مخاوف الاقباط الذين كانوا يشكون اصلا من تمميز ضدهم في ظل نظام حسني مبارك. وقالت كلينتون "احد اسباب مجيئي الى القاهرة هو رغبتي في ايصال رسالة واضحة: الولايات المتحدة تدعم الحقوق العالمية لجميع الشعوب وهنا في مصر نحن ملتزمون بحماية وتطوير حقوق جميع المصريين: رجال ونساء، مسلمين ومسيحيين".
وجرت تظاهرة حاشدة يوم السبت امام السفارة الامريكية في القاهرة احتجاجا على زيارة كلينتون وتنديدا بـ"التدخل الامريكي في الشؤون الداخلية" لمصر حسب وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.