مصارحات
فاق بالنّبح أباه..
تاريخ النشر : الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢
إبراهيم الشيخ
في فبراير من عام 1982 ارتكب النّظام النصيري العلوي المجرم في سوريا، مجزرة حماة التي مازال يذكرها التاريخ، حيث استمرّت مدة 27 يوماً تقريبا، وراح ضحيّتها ما يقرب من 40 ألف سوري، وكان قائد العمليّة حينذاك المجرم رفعت الأسد أخو المجرم الهالك حافظ الأسد.
تلك العمليّة بدأت بتطويق المدينة وقصفها بالمدفعية، ومن ثمّ تم اجتياحها عسكرياً حيث نُفّذت إعدامات وذبح جماعي لأهالي تلك المدينة، وبدأ النّاس يعرفون تفاصيل تلك المذبحة المروّعة بعد أن انتهت، وبعد أن أحيلت المدينة إلى خراب.
في يوليو 2012، وقبلها في مايو من العام نفسه، قام جنود النّطفة القذرة بشّار بذات الصنيع، حيث تمّ تطويق المدينتين، وتمّ قصفهما بالمدفعية وبالطائرات، ومن ثمّ بدأ قتل الأهالي هناك حرقاً وذبحا، كما تمّ تنفيذ عمليات الإعدام الجماعي، في تكرار بشع للتاريخ!
الفرق الوحيد أنّ النّاس علمت بمجازر الحولة وبعدها التريمسة أثناء وقوعهما، وبدأت تشاهد ما حدث فيهما من فظائع بعد دقائق من وقوعهما.
ما بين عام 1982 وعام 2012 ثلاثون عاماً بالضَبط، تشابهت الجرائم، ولكن الضّمير العالمي لم يتغيّر، والأسوأ من ذلك أنّ النّخوة والشّهامة العربية مازالتا لم تولدا بعد.
اليوم باستطاعة أيّ متابع أن يقول إنّ الجميع بات متواطئا، بدءًا من الأمم المتحدة مروراً بما تسمّى بالدول (الكبرى)، وصولاً الى دولنا العربية والإسلامية.
كوفي عنان، بات عميلاً لإيران ولنظام البّعث، ولم تزد مواقفه على القيام بدور الوسيط لتأخير أي إجراء دولي ضدّ ذلك النّظام الدّموي المّجرم.
أنظمتنا العربية والإسلامية مازالت تبحث لها عن أرض تدفن فيها رأسها وكرامتها ونخوتها خوفاً وهرباً من الفضيحة، مع ذلك لم تجد أي أرض شريفة تقبل بأن تغطّي ذلك العار.
عويل أبناء الأمّة وأصواتها العالية المتألّمة والمنكوبة، لا تتعدّى سقوف الحُجر التي تظلّلها وتحتويها، حيث لا تلبث أن تتلاشى وتختفي.
نشاهد تلك المجازر ونتساءل: متى ستكون المجزرة القادمة؟ وكيف؟ وكم عدد ضحاياها؟!
جميع المجازر منذ عام 1982 حتى يومنا هذا، استهدفت التهجير والإذلال والقهر، مع ذلك، لا يمرّ على أي مجزرة دقائق معدودة، حتى تشاهد أهالي نفس المنطقة يخرجون ويردّدون: مالنا غيرك يا الله، والثورة مستمرة حتى يسقط ذلك النّظام المجرم.
آخر السّطر: قسماً بالله ستنصرون، "ويومئذٍ يفرحُ المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم".
برودكاست: إنّها بالفعل ذريّة خبيثة بعضها من بعض، وصدق المتنبّي حين قال:
مات في القرية كلب.. فاسترحنا من عواه..
خلّف الملعون جرواً.. فاق بالنّبح أباه.