الجريدة اليومية الأولى في البحرين


الرياضة


موقف رياضي

تاريخ النشر : الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢



أوقع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر نفسه في مأزق قد يكلفه منصبه كرئيس للفيفا عندما أشار بالقول إنه كان يعرف الأموال والرشاوي التي كان يتسلمها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السابق جواوهافيلانج يوم كان يعمل موظفا بالاتحاد الدولي حينذاك لكنه فضّل الصمت لأنه كما قال لا يمتلك القرار أو الصلاحية، هذا الكلام يكشف عن تستر بلاتر لجريمة وفساد إداري كبيرين قد يصل به إلى طرح الثقة فيه وإخراجه من الاتحاد الدولي بقوة القانون.
إن الفضائح التي تتفجر لدى الفيفا بين كل فترة وأخرى تؤكد أن كل ما بني على باطل فهو باطل، وبالتالي فإن الرجل ورط نفسه بزلة اللسان هذه وكشف عن تاريخ أسود هو شارك فيه بالتغطية والتمويه، كان الانسجام يبدو واضحا في تلك الفترة بين بلاتر وهافيلانج والسكوت يعني في نظر الكثيرين والقانونيين جريمة لأن الساكت عن قول الحق شيطان أخرس وهو كلام يتردد في مثل هذه المواقف التي يعتريها الفساد الإداري.
في الماضي كان المسئولون في الفيفا يكنزون المال الوفير ولا تجد من يحاسبهم، أما اليوم فالعيون ترصدهم والقانون يتتبعهم أينما ذهبوا وحلوا ورؤساء الاتحادات يخترقون أي خطأ يحولونه إلى قضية جنائية أو فساد إداري يعاقب عليه القانون وبالتالي فإن السويسري جوزيف بلاتر عرّض نفسه اليوم للمساءلة القانونية والاعتراف كما يقال سيد الأدلة، لقد تفاجئنا حقيقة بما قاله جوزيف بلاتر ولهذا استغل رئيس رابطة الدوري الألماني لكرة القدم رينهارد راوبال الخطأ بأن طالب رئيس الفيفا بالاستقالة وهو مطلب قانوني بالفعل لأن مثل هذا الخطأ كبير جدا ويكشف عن جريمة ضد كرة القدم العالمية والدول الأعضاء بالفيفا الذين يجاهدون من أجل تطوير اللعبة لكنهم يفاجئون بأن هناك من يسرق تعبهم ومجهودهم وهناك من يتستر على الأخطاء.
إن سيب بلاتر كما أرى لن يكمل أي فترة قصيرة أم طويلة ومن المتوقع أن يتكاتف مع الألماني راوبال العديد من الشخصيات الإدارية في الاتحادات المحلية الأوروبية ويطرحوا الثقة ويجردوه عن منصبه الذي هو الآن في اهتزاز وغير مستقر بعد سلسلة من الفضائح التي كادت بل نخرت الاتحاد لدولي جراء الفساد الواضح في معظم لجانه وأروقته.