الجريدة اليومية الأولى في البحرين


نقرأ معا


المقالة العلمية في عصر الرقمنة

تاريخ النشر : الاثنين ١٦ يوليو ٢٠١٢



صدرت عن المركز القومي للترجمة في مصر النسخة العربية لكتاب "المقالة العلمية في عصر الرقمنة" من تأليف جون ماكنزي أوين، ومن ترجمة وتقديم حشمت قاسم.
ويوضح الكتاب كيف تشكل الدوريات التخصصية أهم قنوات الاتصال العلمي منذ منتصف القرن السابع عشر للميلاد، والمقالات العلمية هي أهم مكونات الدوريات التخصصية. ويرى كثيرون أن بإمكان الرقمنة إحداث ثورة في الاتصال العلمي.
يحاول هذا الكتاب التحقق من تداعيات الرقمنة بالنسبة إلى المقالات العلمية المحكمة التي تنشر في الدوريات الإلكترونية، وقد تبين من الدراسة المنهجية للدوريات الإلكترونية التي نشرت في الفترة من عام 1987 حتى عام 2004، أن الرقمنة لم تحدث الأثر الثوري أو "الطفري" المتوقع، فمؤلفو المقالات قلما يستثمرون الإمكانات التي تكفلها الوسائط الرقمية، وإجراءات التحكيم لاتزال في البيئة الإلكترونية متمسكة بالأساليب التقليدية، كما يبدو القراء معرضين عن الأشكال الجديدة للتفاعل التي يتيحها بعض الدوريات الإلكترونية، أيضا العلماء أنفسهم يبدون عزوفين عن تغيير أنماط سلوكهم الراسخة في التواصل العلمي الرسمي.
يتضمن هذا الكتاب الذي يتسم بالنظرة الثاقبة المتعمقة، أساسا نظريا لدراسة تاريخ الاتصال العلمي بوجه عام، والدوريات التخصصية والمقالات العلمية على وجه الخصوص، فضلا عن مقومات الرقمنة، وخصائص الوثائق الرقمية.
يقع الكتاب في 363 صفحة من القطع الكبير، ويتوزع محتوى هذا الكتاب على ستة فصول أولها مقدمة العمل، وتبدأ بالاحتفاء بميلاد الدورية الإلكترونية وتتطرق لما يسمى ثورة الدوريات الإلكترونية، وبعض القضايا الاقتصادية والقانونية والتقنية للدوريات الإلكترونية، ومناهج دراسة الرقمنة، وعلم المعلومات كسياق عام لهذه الدراسة، والوضع الراهن للنظرية في علم المعلومات، ومستويات التحليل في الكتاب، ويتناول الفصل الثاني تطور نظام الاتصال العلمي بوصفه السياق الذي ترتبط به الوثيقة العلمية وتمارس فيه مهامها. ويبدأ هذا الفصل بالمنظور التاريخي الذي يرجع به المؤلف للقرن السابع عشر للميلاد، ليعالج بعد ذلك الثورة العلمية وما كان للطباعة من تأثير، ثم نشأة الجمعيات العلمية، والدورية التخصصية وتطور الدورية الإلكترونية والمقالة العلمية كاحدى وسائل الاتصال، ويتناول الفصل الثالث مقومات وخصائص الاتصال العلمي في مجتمعنا المعاصر، أما الفصل الرابع فيتناول رقمنة مصادر المعلومات، وتحول منظومة المعلومات من الطباعة إلى الرقمنة، بحيث تمثل الفصول الأربعة الأولى في الكتاب الإطار النظري للدراسة، أما الفصل الخامس فيمثل بؤرة الجهد المنهجي الكاشف في هذا الكتاب، إذ يشتمل على تقرير دراسة وصفية تحليلية للدوريات الإلكترونية من عام 1987 حتى عام 2004 اعتمادا على عينة قوامها 186 دورية.
أما الفصل السادس فيختتم به المؤلف الكتاب بخلاصة تحليل وتفسير ما انتهت إليه الدراسة الوصفية التحليلية من نتائج حيث يناقش نظريات تفسير التطور العلمي.
يرى المؤلف في نهاية هذا الكتاب، أن تأثير الرقمنة في الاتصال العلمي الرسمي يمكن أن نجده في التحسينات المهمة التي طرأت على نظم الاتصال، لا في جوهر المعلومات العلمية نفسها. والأطراف المشاركة الرئيسية في هذه العملية الخاصة بالابتكار، هم المشاركون الوسطاء كدور النشر والمكتبات لا مجتمع المؤلفين العلميين.