الجريدة اليومية الأولى في البحرين

العدد : ١٢٥٣٤ - الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢ م، الموافق ٢٧ شعبان ١٤٣٣ هـ
(العودة للعدد الأخير)

قضايا و آراء


العالم المصري علي مصطفى مشرفة.. مفخرة العرب





"لا يمكنني أن أصدق أن مشرفة مات، إنه مازال حيا من خلال أبحاثه. إننا في حاجة ماسة إلى مواهبه وهذه خسارة كبيرة. لقد كان عبقريا. ولقد اعتدت على متابعة أبحاثه في الطاقة الذرية، وبالتأكيد انه واحد من أفضل العلماء في الفيزياء". ألبرت آينشتاين.

لقد قدّمت في حديثي عن بطل من أبطال الإسلام والعروبة، ألا وهو الدكتور علي مصطفى مشرفة، بفقرة على لسان آينشتاين ينعى فيها بطلنا عندما تلقى خبر موته. وليس ذلك من أجل إعطاء الزخم لمشرفة - بل هي شهادة النِد لنده - كيف والمعروف بأن مشرفة أحد المنظرين الرئيسين -بجانب آينشتاين - للنظرية النسبية. بل يُذكر أن آينشتاين عرض على مشرفة الحضور لإلقاء محاضرات في جامعته كاستاذ زائر، فما كان جوابه إلا أن قال:

"في بلدي جيل يحتاج إليّ".

فمن هو مشرفة، الذي تشرفت به الأمة الإسلامية والعربية، وأنا الذي أتشرف اليوم بالتقديم عنه في ذكرى مولده، ولعلي ابتدأ التوطئة ببعض كلماته:

اعمل وإخوانك للإسلام.. لله.

لا يزدهر حاضر أمة تهمل دراسة ماضيها، وأنه لابد من الوقوف عند نوابغ الإسلام والعرب، ونكون أدرى الناس بهم.

إن الحكومة التي تهمل دراسة الذرة إنما تهمل الدفاع عن وطنها.

القيود القومية والفواصل الجنسية ما هي إلا حبال الشيطان يبث بها العداوة والبغضاء بين القلوب المتآلفة.

إن مبدأ تكافؤ الفرص هو المقياس الدقيق الذي يرتضيه ضميري. خير للكلية أن تخرج عالمًا واحدًا كاملاً.. من أن تخرج كثيرين أنصاف علماء.

من خلال هذه العبارات نستطيع أن نغوص في شخصية هذا الراحل العظيم وأن نسبر أغوارها ولكن من نحن حتى نفعل ذلك؟ إننا مهما اقتربنا فلن نكون إلا كالصياد الواقف على شاطىء المحيط وبيده شبكة صغيرة يصطاد بها بعض السمك لأن الإنسان العظيم كالمحيط الواسع في أي ناحية تنظر اليه تراه يعانق السماء، لآنك في كل ناحية ترسل نظرك فيها تجد جمالاً أو فضلاً وتقتنع فوراً بأن العين لم تحط بعد بكل الجمال الذى احتواه فأي عظيم كان ؟

وإني إذ أقدم اليوم هذه الشخصية العظيمة، لأستهدف شباب أمتنا ؟ لا سيما وهذه أيام المتخرجين من مختلف المراحل الدراسية - لتدلهم على المثل العليا والقدوات النبيلة ليقتدوا بها ويترسموا خطاها ليحدثوا نهضة ورفعة وعزة وكرامة من المحيط إلى الخليج. ولعلنا نغير مفهوم القدوة والمثل عند شباب اليوم الذين غرهم "ستار أكاديمى"، و"سوبر ستار" والتي هي بالفعل سِتارٌ لحجب شبابنا عن رؤية النجوم المضيئة الحقة! وغيرها من البرامج التافهة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.



.

نسخة للطباعة

الأعداد السابقة