الجريدة اليومية الأولى في البحرين


المال و الاقتصاد

شككت في قدرة الأسعار على مواصلة الارتفاع
"بيتك" للأبحاث: 106 دولارات متوسط سعر برميل النفط في 2012

تاريخ النشر : الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢



ذكر تقرير لشركة "بيتك" للأبحاث الكويتية أن تراجع متوسط أسعار النفط لأقل من 100 دولار للبرميل خلال الفترة الأخيرة، يثير القلق في أوساط سوق النفط العالمي، ولاسيما مع وجود العديد من المؤشرات السلبية التي تخيم على الأسواق وتثير الشكوك بشأن بقاء استمرار ارتفاع الأسعار، أبرزها تفاقم أزمة الديون في بعض الدول الأوروبية، وتباطؤ تعافي الاقتصاد العالمي، فضلاً عن ارتفاع المخزون لدى الولايات المتحدة الأمريكية، لافتاً في هذا الصدد إلى تراجع الاستهلاك الشهر الماضي.
وتوقع تقرير شركة بيتك للأبحاث، التابعة لمجموعة بيت التمويل "بيتك" الكويتي أن يبلغ متوسط سعر النفط خلال العام الجاري 106 دولارات، ليتراجع إلى 104 دولارات لعام 2013.
وذكر التقرير أن أسواق النفط الخام بدأت تُظهر علامات الضعف، مع بلوغ سعر خام غرب تكساس الوسيط أقل من 100 دولار للبرميل منذ 4 مايو 2012 مقارنة بمتوسط سعره البالغ 103,3 دولارات للبرميل في إبريل 2012.
وجاء ذلك بعد أن ساءت أزمة الدين في أوروبا مع سعي اليونان لتشكيل حكومة، وتكلفة التأمين ضد إخلال إسبانيا بسداد دينها الذي قفز إلى رقم قياسي، إضافة إلى ذلك، يُنظر إلى التباطؤ العام في معدل تعافي الاقتصاد العالمي مع التزايد المطرد لمخزون النفط الخام في الولايات المتحدة الأمريكية على أنها علامات لانخفاض الطلب على النفط، الأمر الذي أسهم بدوره في انخفاض الأسعار.
وانخفض إجمالي الاستهلاك العالمي للنفط بواقع 0.7% مقارنة بالشهر الماضي ليصل إلى 87,7 مليون برميل يومياً في إبريل 2012، ويرجع ذلك إلى تباطؤ الطلب من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وخصوصا في أوروبا وشمال إفريقيا.
وتعتبر أزمة أوروبا هي السبب وراء الانخفاض الضخم في استخدام قارة أوروبا للنفط. كما أن ذلك الانخفاض لا يقتصر على الاقتصادات الصغيرة، بل يشمل الاقتصادات الكبيرة أيضاً مثل مجموعة الدول الأوروبية الأربع الكبرى (فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة).
وارتفع إجمالي عرض النفط العالمي في إبريل 2012 بواقع 0.6 مليون برميل يومياً ليصل إلى 89,5 مليون برميل يومياً، ويرجع ذلك إلى زيادة انتاج النفط من الدول الأعضاء في منظمة أوبك بين زيادة بسيطة في انتاج النفط من الدول غير الأعضاء في منظمة أوبك.
وبلغ متوسط إجمالي إنتاج النفط الخام من الدول الأعضاء في منظمة أوبك 31.4 مليون برميل يومياً في إبريل 2012، أي بزيادة قدرها 0,3 مليون برميل يومياً عن الشهر الماضي.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ان الانخفاض المتوقع في انتاج إيران بواقع 500 الف برميل يومياً في عام 2012 مع ارتفاع ذلك المقدار بواقع 200 الف برميل يومياً في عام 2013 سوف تعوضه زيادة الانتاج في الدول الأخرى الأعضاء في منظمة أوبك. ومن المتوقع ان يبلغ متوسط القدرة الانتاجية الاحتياطية لمنظمة أوبك 2,8 مليون برميل يومياً في عام 2012، وأن يرتفع ذلك المتوسط إلى 3,5 ملايين برميل يومياً في عام 2013.
ومن المتوقع ان يرتفع العرض العالمي للنفط إلى 89.2 مليون برميل يومياً في عام 2012، أي بزيادة قدرها 0.9 مليون برميل يومياً عن السنة الماضية. كما ان التغير في ميزان العرض والطلب يعكس الزيادة في تكوين مخزون النفط بعد خفض المخزون المملوك للحكومات بشكل منسق في الدول المنتمية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وتنتج الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 24.9% تقريباً من اجمالي معروض النفط العالمي، وتنتج الدول غير الأعضاء في هذه المنظمة 75.1% منه، وتضم تلك الدول منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك).
الى ذلك، هناك عدة شكوك قد تؤثر في المستقبل في حركة سعر النفط بالارتفاع أو الانخفاض عن التوقعات، من بينها الانقطاع في عرض النفط، وانتاج الطاقة البديلة، والتوتر السياسي في أي جزء من العالم.
وعلى الرغم من التأثيرات غير المؤكدة للحظر التجاري المرتقب من جانب الاتحاد الأوروبي وغيره من العقوبات على واردات النفط الخام الايراني (من المتوقع ان يتم الحظر التجاري بتاريخ 28 يونيو 2012)، فان القلق المتزايد في السوق بشأن الانقطاع المحتمل في العرض قد يدعم أسعار النفط حيث هددت إيران باغلاق مضيق هرمز.
كما ان التغيرات التي تشهدها الساحة السياسية وتغيرات القيادة قد تؤثر أيضاً في أسعار السلع.فقد تأتي تلك التغيرات في شكل زيادة اللوائح والتشريعات، وزيادة التفاعل مع الجهات التنظيمية المعنية، الأمر الذي من الممكن ان يؤثر في أسعار بعض السلع.وبالتالي من المتوقع ان يبلغ متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط 106 دولارات للبرميل لعام 2012، و104 دولارات للبرميل لعام 2013.