الرياضة
النشاط الرّياضي كأسلوب حياة .. الدكتورة مريم ميرزا:
الممارسة الرّياضية وجبة غذائية رابعة نحتاجها في حياتنا
تاريخ النشر : الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢
كتب:علي ميرزا
وصفت الدكتورة مريم ميرزا اختصاصية التربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم ممارسة النشاط الرياضي اليومي بالوجبة الغذائية الرّابعة التي نحن في أمسّ الحاجة إليها في حياتنا كحاجتنا إلى الغذاء نفسه، وبهذه الإشارة ضمّت الدكتورة مريم ميرزا صوتها إلى بقية الأصوات التي لم تبح بعد ولازالت تنادي بجعل النشاط الرياضي أسلوب حياة مثله مثل بقية الممارسات اليومية إذا ما نظر إلى النشاط الرياضي والغذاء كوجهين لعملة واحدة يمثلان الصحة المستدامة.
الهدية الأهم
وترى اختصاصية التربية الرياضية بأنّ أهم هدية يمكن أن يقدمها المجتمع بمختلف مكوّناته لأطفاله وناشئته هو تعويدهم على مزاولة النشاط الرياضي منذ نعومة أظافرهم وجعل هذه الممارسة أسلوب حياة يومي، علينا أن نعوّد الأطفال ونغرس في وجدانهم الطريّ حاجتهم إلى النشاط الرياضي كوجبة رابعة مثل حاجتهم إلى تناول الوجبات الغذائية الثلاث.
ناقوس الخطر
وتطرقت الدكتورة مريم إلى إحصائيات منظمة الصحة العالمية عندما صنّفت الخمول وقلة النشاط البدني كرابع سبب من أسباب ارتفاع الوفيات في العالم وبهذا دقّت الصحة العالمية ناقوس الخطر منبهة بالبدء والمسارعة في الحركة إذ بات الجميع مطالبا بالتفكير بطريقة مختلفة بخلاف توفّر الإمكانات من عدمها وأن يبدأ بممارسة النشاط البدني اليومي مع ما يتناسب من إمكانات وبيئة على حدّ قولها.
تساؤلات عدة
وطرحت الدكتورة مريم عدّة تساؤلات وتركت الرّد عليها للآخرين عندما قالت: ما الذي يمنع من ممارسة السباحة في المملكة؟ ما الذي يحول دون استخدام الدراجة الهوائية في قضاء احتياجاتنا البسيطة والقريبة خاصة في ظل ازدحام الشوارع وضيق مواقف السيارات وتوفير التكلفة المادية والتقليل من حجم التلوّث ناهيك عن المكسب الصحي الذي سينعكس على الأفراد جسديا ونفسيا؟ ما الذي يمنع الأصدقاء من التجمّع في ملعب للمشي أو الجري أو غيره مثلما يتواجد في الكوفي شوب أو صالة السينما أو المجالس المنزلية؟
وتابعت اختصاصية التربية الرياضية تساؤلها عندما قالت: الجميع يؤمن بأهمية الرياضة والخطورة الناتجة عن عدم ممارستها بيد أنّ كم تبلغ النسبة من هذا الجمع الذي يمارس فعليا النشاط البدني بشكل منتظم؟
مشاهدات حياتية
وأعطت الدكتورة مريم بعض الأمثلة التي تدعم فكرتها من وحي مشاهداتها عندما قالت: في إحدى مدارس مدينة بريستول البريطانية وقفت المديرة على باب المدرسة في الصباح أثناء مجيء الطلبة وأخذت تعطي ولي الأمر وابنه نجمة لأنهم جاءا مشيا على القدمين ومن يجمع أكبر عدد من النجوم يكرّم في وقت لاحق في الوقت الذي طلبوا من ولي الأمر الذي يأخذ ابنه للمدرسة في السيارة أن يقف سيارته على بعد مسافة (150 متر) ثم يأتي مع ابنه ماشيا على القدمين.
وأضافت في السياق ذاته بأنّ هناك بعض المدارس في المدينة ذاتها تخصص بعض الأيام على مدار السنة الدراسية بجعل الطابور الصباحي خارج المدرسة يحددون نقطة معينة يتجمعون فيها ثم يأتون مشيا على شكل ماراثون رياضي إلى المدرسة مؤكدة على أنّ الأوروبيين هم عبيد الرياضة إن صحّ الوصف وينظرون إليها كطريق للصحة البدنية والنفسية والتخلص من ضغوط الحياة اليومية ناهيك عن انعكاساتها على سلامة الجسد والفكر ورفع التحصيل الدراسي للطلبة ومدخل لتعديل السلوكيات من تنمية الثقة في النفس والشعور بالمسئولية وتطوير القدرات الذاتية وكل ذلك أثبتته البحوث والدراسات.
أهمية الرياضة للصغار والكبار
وطالبت الدكتورة مريم أن نجعل من نشاطنا البدني أسلوب حياة يومي وجزء من برنامجنا خاصة للأطفال لمساعدتهم على النمو البدني والنفسي والعقلي أما فيما يتعلق بالكبار فهم في حاجة ماسة إلى ممارسته للوقاية من الأمراض والحفاظ على الصحة العامة بل هو علاج أحيانا لأمراض يعاني منها البعض.