الجريدة اليومية الأولى في البحرين


بيئتنا


نفوق السلاحف البحرية في مياه مملكة البحرين

تاريخ النشر : الثلاثاء ١٧ يوليو ٢٠١٢



نشر الباحثان الدكتور إبراهيم عبدالقادر - خبير في الثروة السمكية والدكتور جيف ميلر من الولايات المتحدة الأمريكية في المجلة العلمية
)ygoloiB dna noitavresnoC nainolehC fo lanruoJ( في عدد يونيو 2012م ورقة علمية حول نتائج برنامج مراقبة نفوق السلاحف البحرية الذي نفذ في الفترة من سبتمبر 2007م إلى يناير 2009م والذي يهدف إلى تقييم ظاهرة نفوق السلاحف البحرية في مياه مملكة البحرين وتحديد القطاعات المتسببة في هذا النفوق.
تم استخدام طريقتين مستقلتين في تقييم ظاهرة نفوق السلاحف، الأولى وهي المعاينة المباشرة للسلاحف النافقة، والثانية من خلال تنفيذ استبيان على الصيادين لتوثيق مشاهداتهم حول نفوق السلاحف خلال فترة الدراسة. ونظرا لأهمية مشاركة المجتمع الفعالة في البرنامج فقد تم نشر معلومات في صورة ملصقات ومطويات تبين أهمية السلاحف البحرية وضرورة حمايتها وتعرف برنامج مراقبة نفوق السلاحف البحرية وكيفية الاتصال بالبرنامج. إضافة إلى البلاغات التي تلقاها البرنامج من المجتمع، عاين البرنامج عددا من حالات النفوق من خلال الزيارات العشوائية لمناطق بحرية وساحلية.
وعند العثور على السلاحف البحرية النافقة يتم تدوين البيانات الخاصة بالموقع وبالسلحفاة، ويتم رفع الجثة من الموقع وذلك لمنع التكرار في تسجيل حالات النفوق. ولاستخدام استبيان الصيادين تم تقسيم المنطقة البحرية إلى خمس مناطق رئيسة كما قسمت السواحل البحرية إلى أربع مناطق تضم مرافئ ونقاط تجمع الصيادين. في كل من هذه المناطق الأربع تمت مقابلة أعداد متقاربة من الصيادين وبشكل عشوائي خلال أربع فترات تمتد لأسبوعين بعد نهاية كل ربع سنة في ابريل ويوليو وأكتوبر 2008م ويناير 2009م.
خلال الربع الأخير من عام 2007م تمت معاينة ما مجموعه 57 حالة نفوق مكونة من 52 (91%) سلحفاة خضراء وثلاث (5%) سلاحف منقار الصقر وواحدة (2%) من كل من السلحفاة الكبيرة الرأس والسلحفاة الزيتونية. وفي عام 2008م تمت معاينة ما مجموعه 88 حالة مكونة من 63 (72%) سلحفاة خضراء و22 (25%) سلحفاة منقار الصقر وثلاث (3%) سلاحف كبيرة الرأس. إضافة إلى حالات النفوق هذه، لم يتمكن البرنامج من معاينة 16 و34 حالة نفوق تم الإبلاغ عنها في العامين 2007 و2008م.
يبين الشكلان مواقع جمع جثث السلاحف البحرية بأنواعها خلال عامي 2007 و2008م، حيث تظهر النافذة الكبيرة في كلا الشكلين مواقع جمع جثث السلاحف الخضراء وهي تنتشر على امتداد مناطق صيد الروبيان (مبينة بالمناطق المخططة) في المناطق الشمالية والجنوبية، بينما تنتشر مواقع جمع جثث الأنواع الأخرى في المناطق الشمالية كما هو مبين في النافذة الصغيرة. ومن الملاحظ من الشكلين عدم جمع حالات نفوق للسلاحف في المناطق الغربية والشمالية العميقة التي لا تضم مناطق صيد الروبيان بشباك الجر القاعي. الجدير بالذكر ان كلتا الطريقتين (أسلوب المعاينة والاستبيان) حددت الربع الثالث من العام (يوليو إلى سبتمبر) هي الفترة التي تزيد فيها ظاهرة النفوق بشكل واضح، والتي تصادف بداية موسم صيد الروبيان الذي بدأ في منتصف يوليو 2008م.
بحسب البيانات التي جمعها برنامج مراقبة نفوق السلاحف البحرية فقد توصل البحث إلى العديد من النتائج المهمة التي تسهم في وضع استراتيجية وطنية لحماية السلاحف البحرية في مملكة البحرين، ومن أهم هذه النتائج التالي:
1- تمثل أعداد السلاحف النافقة (57 و88 في عامي 2007 و2008م) الحد الأدنى لتقديرات السلاحف البحرية النافقة في مياه مملكة البحرين، ويتوقع أعداد السلاحف النافقة الحقيقية أن تكون أكبر، وذلك ان البرنامج لم يتمكن من معاينة حالات نفوق وقعت خلال هذين العامين.
2- تعتبر مياه مملكة البحرين بيئة مهمة للسلاحف البحرية خلال دورة حياتها البحرية، وان أربعة أنواع من السلاحف البحرية توجد في هذه المياه، وبالترتيب بحسب أعدادها هي السلاحف الخضراء ومنقار الصقر وكبيرة الرأس والزيتونية. اثبتت الورقة ان أعدادا من سلاحف كبيرة الرأس توجد في مياه مملكة البحرين وهذا تأكيد للدراسات السابقة التي أشارت إلى وجود هذا النوع في مياه مملكة البحرين. أما بالنسبة للسلحفاة الزيتونية فإن هذه الدراسة هي أول ذكر عن وجود هذا النوع في مياه مملكة البحرين.
3- إن توقيت وتوزيع حالات نفوق السلاحف الخضراء وكبيرة الرأس يدلان على أن مصايد الروبيان بشباك الجر القاعي هي المتسبب الأهم في حالات النفوق لهذين النوعين في مياه مملكة البحرين. كما تدل النتائج على ان مصايد القراقير هي المتسبب الأهم في حالات نفوق سلاحف منقار الصقر والزيتونية.
ولغرض التخفيف من التهديدات التي تتعرض لها مجتمعات السلاحف البحرية في مياه مملكة البحرين فقد اقترحت الدراسة التوصيات العملية التالية التي من شأنها ان تضع الأساس لخطة وطنية لحماية السلاحف البحرية في مياه مملكة البحرين، وتشمل التالي:
1- إدخال التشريعات والتنظيمات والعمل على إدخال التقنيات (مثل جهاز إبعاد السلاحف) على المصايد السمكية للتخفيف من تهديدات المصايد السمكية، وعلى الخصوص مصايد الروبيان بشباك الجر القاعي ومصايد القراقير.
2- دعم برامج التوعية والتدريب للصيادين لتحوير وتطوير وسائل الصيد لتصبح أقل أثرا على البيئة والسلاحف البحرية.
3- تنفيذ برنامج المراقبين على سفن صيد الروبيان بشباك الجر لتحديد المناطق والمواسم المهمة للسلاحف البحرية.
4- تنفيذ مسوحات تعتمد على الاستبيان لتقييم وقوع السلاحف البحرية في مصايد القراقير والشباك الخيشومية والخيوط الطويلة (الخية).
5- العمل على إعادة تنفيذ برنامج مراقبة نفوق السلاحف البحرية وبشكل مستمر.