كتب المحامي والمستشار القانوني نبيل سعيد مقالا بعنوان "لا ضرر للبحرين" وكشف في مقاله عن كمية مهولة من الفساد بمشروع عقاري واحد على أرض المملكة، كان ولا يزال يترنح بسبب سوء الإدارة، وذلك عندما لجأ القائمون عليه إلى السرقة (عيني عينك)، من دون أن يصحو ضمير أحدهم أو القائمين على المشروع، فيضع حدا لعمليات الجشع والسرقة والنهب والاحتيال!
يقول الدكتور أكرم زيدان: "المحتالون على المال لا يطاردون ضحاياهم وإنما الضحايا الطامعون هم الذين يطاردونهم.. فالمصيدة لا تطارد الفأر".
الفساد موجود، لا ينكره إلا فاسق ومن هو أشد وأنكى فسادا.. الدوافع نحو الفساد عديدة، وقد يكون منها قلة الرواتب، التي قد تدفع بعض الموظفين إلى ارتكاب جرائم اختلاس المال العام.. لكن ما يحيرنا من أمر فساد هؤلاء، هو أنه فساد وجشع ممن يملكون الملايين من أصحاب الكروش المنتفخة، ممن يقولون دومًا: هل من مزيد!
لذلك، فإننا نرى -على الدوام- استفحال عمليات الاختلاس من قبل هؤلاء بوجه خاص للحصول على مزيد من المال والثروة، الذين يريدونها قناطير مقنطرة.. لا يملأ أعينهم غير الرماد.. لكن أسألهم: أين سوف تذهبون في نهاية حياتكم بهذه الأموال المنهوبة؟ ستذهبون طبعا إلى القبر من دون أن تتمكنوا من أخذ فلس واحد معكم.. ولن تنالوا غير الدود الذي سينهش لحومكم.. ونار جهنم وبئس المصير!

zawyahorra@aaknews.net