مسافات
هوس الأكل في رمضان!
تاريخ النشر : الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢
عبدالمنعم ابراهيم
ظاهرة متكررة في كل عام تسبق شهر رمضان.. وهي الهوس بشراء كميات كبيرة جداً من المواد الغذائية وتخزينها في البيوت, كما لو كنا على أبواب حرب نووية قادمة!.. حيث يكفي زيارة خاطفة للبرادات والسوبرماركت والمجمعات التجارية لتشاهد طوابير الرجال والنساء تصطف حاملة أرتالا من المواد الغذائية في العربات أمام «الكاشير»!
وإذا كان الفلكيون قالوا إن شهر رمضان هذا العام سيكون الأطول زمناً والأشد حرارة.. وأن صوم نهار رمضان قد يستغرق 16 ساعة في اليوم تقريباً, وأن الليل المشروع للصائم الأكل فيه هو 8 ساعات فقط! فكيف ستتصرفون في الكميات الهائلة من المواد الغذائية والأطباق الدسمة والحلويات (المتلتلة) في السباق الماراثوني للأكل في هذه السويعات القصيرة من الليل؟!
ألا يكفي انكم سوف تضطرون (ولكم الأجر في ذلك) إلى صيام شهر رمضان في ظل درجة حرارة قد تصل إلى 48 درجة مئوية نهاراً, لكي تعاقبوا أجسادكم ومعدتكم وصحتكم بالإفراط في الأكل الخشن؟!
لقد أصبح شهر رمضان في عقلية البعض هو الأكل المفرط, ومما يزيد الطين بلّة ان كل القنوات الفضائية ومحطات التلفزة تضع برامج الطهي وإعداد الطعام ضمن أولوياتها في شهر رمضان, وتجتاح كل الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية (العربية كلها) طرق إعداد الأطباق الدسمة والحلويات وما ثقل حمله على المعدة بالألوان والصور المشجعة على الأكل!
ولو أضفنا إلى (بلاوي) الأكل المفرط والقاسي على المعدة والجسم في ليل رمضان, عادة الكسل والخمول ومقاطعة الرياضة, واستبدالها بزيارة المجالس الرمضانية, وما يتخللها من أكل و(تخمخم) أيضاً!.. فإننا سنكون أمام حالة مرضية سوف تقودكم نحو السمنة واحتمالات الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري و«الكلسترول» و«اليورك أسد» والقولون!.. لذا ننصح الجميع بأن يخصص وقتاً (حتى ولو نصف ساعة) للمشي ليلا في الهواء الطلق, أو قبيل الإفطار في قاعات مغلقة ومكيفة.. سواء في الأندية الصحية أو المنازل.
نصيحة أخيرة.. كفوا عن تخزين الأغذية والمعلبات.. وحرام أن يذهب 80 في المائة منها في براميل الزبالة بينما اللاجئون والمشردون من الشعبين السوري والفلسطيني بطونهم خاوية.. وارحموا أجسادكم من الإرهاق بالإفراط في الأكل مع كل شهر رمضاني.
أعرف أنني أنفخ في قربة مقطوعة.. لكني أقول قولي هذا واستغفر الله العظيم.. لي ولكم ولسائر المؤمنين.