الجريدة اليومية الأولى في البحرين


راصد


الصمت والحريق والعجائز

تاريخ النشر : الأربعاء ١٨ يوليو ٢٠١٢

جمال زويد



ليتها لم تصدر هذا البيان:
التصريح الذي أدلى به النائب الفاضل عبدالله بن حويل بشأن الدور المشبوه للسفير الأمريكي لم يكن يمثل بن حويل وحده، ولم يكن استنتاجاً خاصاً به، ولم يكن تخوفاً ووصفاً طارئاً جال بخاطره هو فقط فسطّره في تصريح له. إن ما ذكره واستنكره النائب عبدالله بن حويل هو واقع قائم وواضح وضوح الشمس في بارقة الظهيرة، لايغفل عنه إلاّ العميان أو (المتعامون). ولذلك كان بيان وزارة الخارجية غريباً عن واقع الحال. وكان الأولى عند عدم القدرة على المحاسبة أو وضع حدّ لتدخلات هذا السفير الالتزام بالصمت.
حريق السوق الشعبي:
فقط في بلداننا العربية يجري ما يشبه الاحتفالات على وقع كوارث وأحداث من مثل حريق السوق الشعبي الذي غطّت أدخنته عدة مناطق بالبلاد في دقائق معدودة والتهمت نيرانه في بضع ساعات فقط ما يقرب من (500) محل تجاري دفعة واحدة قضت معهم على أرزاق ومداخيل أصحابهم وأسرهم. الموقع من دون أدوات ولا متطلبات ولا احتياطات أمن وسلامة. في الدول الأخرى يتحول مثل هذا الحريق إلى مساءلة ومحاسبة وإقالات واستقالات.
ما بقي من العمر:
أستغرب من بعض العجائز و(الشيّاب)، ممن تقدّم بهم الســنّ وتقوّست عظام أجسامهم واحدودبت ظهورهم وابيضت شعور رؤوسـهم، وصار لهم أولاد وأحفاد، ودبّت الأمراض في أجسادهم وسرت صنوف وأنواع شتى من العقاقير والأدوية في عروقهم وشرايينهم، وربما قاربت أرجلهم أقبية قبـــورهم، ودنا رحيلهم إلى بارئهم عزّ وجل من دون أن يفكروا في تحسين خاتمتهم ويستغلّوا موسم الطاعة والغفران، شهر رمضان المبارك، فتلقاهم بدلاً من أن يكونوا (نسّاكاً) في المساجد، ينهلون من خيرات الشهر العظيم ويتضرّعون ويتقرّبون إلى خالقهم سبحانه وتعالى اعتكافاً وقياماً وقراءة للقرآن الكريم؛ تراهم زبائن شبه دائمين في مقاهي وخيام رمضان الذي يعتقدون فيه مجرّد موسم من مواسم الأنس والترفيه فقط.. ما بقي من العمر أكثر مما مضى.