المال و الاقتصاد
سترتفع إلى 3 أضعاف في 2030 خليجيا
1.5 مليون برميل من النفط يوميا حجم
الوقود اللازم لتشغيل مكيفات الهواء
تاريخ النشر : الخميس ١٩ يوليو ٢٠١٢
يشكّل تكييف الهواء في دول مجلس التعاون الخليجي اليوم 70% من الطلب السنوي في الذروة على الكهرباء، ومن المتوقع زيادة الطلب على التبريد ثلاث أضعاف بحلول عام 2030، وعندها، سيبلغ معدل استهلاك الوقود اللازم لتشغيل مكيفات الهواء في مجلس التعاون الخليجي ما يعادل 1.5 مليون برميل من النفط يومياً.
انطلاقا من ذلك، قدّرت بوز أند كومباني، شركة الاستشارات الإدارية العالمية، قدرة نظام تبريد المناطق على توفير 30% من متطلّبات التبريد في المنطقة بحلول عام 2030، في حال تم تطبيقه بصورة فعالة. ويعد نظام تبريد المناطق الحل الأنسب للمدن ذات الكثافة السكانية العالية والأقل كلفة، والأكثر مراعاةً للبيئة في دول المجلس- غير أن نجاح تطبيق هذا النظام يتطلب إصلاحات في السوق.
نظام تبريد المناطق
وتقول بوز أند كومباني «اذا استمر الوضع الحالي لتكنولوجيا التبريد والاعتماد المكثف على تكنولوجيات التبريد التقليدية، فستُضطر دول المجلس إلى صرف حوالي 100 مليار دولار لتغطية قدرة التبريد الجديدة وأكثر من 120 مليار دولار لإنشاء سعة توليد طاقة اضافية بحلول عام 2030. وعليه، سيشكّل تكييف الهواء خلال السنوات الثماني عشرة المقبلة 60% من الاستهلاك الإضافي للطاقة في هذه المنطقة من العالم».
ولكن هناك خيارا بديلا، فنظام تبريد المناطق يعد الأكثر توفيراً للتكاليف على المدى الطويل من أيّ نظام آخر معتمد حالياً على مستوى الأبنية الفردية وذلك من خلال جمع الطلب على تكييف الهواء. في هذا الإطار، صرّح جورج صرّاف، شريك في بوز أند كومباني أن «أثر نظام تبريد المناطق يعتبر أقل سلبية على البيئة من الحلول التقليدية ونظراً لاحتمالية ارتفاع عدد سكان المدن في هذه الدول في العقود المقبلة، فسيوفّر نظام تبريد المناطق على الحكومات دفع أموال طائلة لبناء محطات طاقة جديدة».
النظام الأكثر استدامة
في الوقت الراهن، يُعتبر تبريد المناطق أحد الأنظمة الثلاث الرئيسية المعتمدة لتكييف الهواء في المنطقة، ويشمل النظامان الآخران الوحدات التقليدية إضافة إلى التكييف المركزي أو التبريد بالماء. وعلى عكس هذه الأنظمة، فإنّ تبريد المناطق نظام غير مركزي يعمل بواسطة محطة مركزية توفّر المياه المبرّدة وتوزّعها من خلال شبكة أنابيب تصل إلى عدّة مبانٍ موجودة في منطقة معيّنة.
وقال شريك في بوز أند كومباني الدكتور وليد فيّاض إن «في نظام تبريد المناطق، تشكل تكاليف انشاء الشبكة عبئاً اقتصادياً في بداية التشغيل، غير أنه ينخفض مع زيادة معدل استخدام الشبكة وكذلك مع زيادة الكثافة العقارية، ويمكن أن تعوضه الكفاءة العالية للنظام».
وقال إن تعويض التكاليف الإضافية للشبكة يتم عبر ثلاث مزايا أساسية: تخفيض الحاجة إلى الطاقة: بفضل اعتماد تكنولوجيا تبريد عالية الفعالية وخدمات صيانة وتشغيل أكثر تخصصاً، يستهلك نظام تبريد المناطق طاقة أقلّ بنسبة 40-50% لكل طن- ساعة تبريد مقارنة بالتقنيات التقليدية.
ثم مرحلة استخدام أكثر فعالية لسعة التبريد: يحتاج تبريد المناطق عادة إلى سعة أقل بنسبة 15% لتوفير أحمال التبريد نفسها مقارنة بأنظمة التبريد الموزّعة على مستوى الوحدة نظراً لتنوّع الأحمال والمرونة في تصميم السعة.
وأخيرا، مرحلة التوفير في أوقات الذروة: يقدّم تبريد المناطق قدرة على تخزين الحرارة من شأنها أن تخفف الحمل على نظام الطاقة في ساعات الذروة، عبر تخزين حتى 30% من الأحمال المحتملة.
وبما أن تبريد المناطق يتطلّب كثافة سكانية معيّنة لكي يحقق منافعه، فإنه بالتالي لا يقدّم حلاً عاماً لمشكلة التبريد.